طالعت الصفحة الثقافية لجريدة الرياض من يوم 29 ربيع الأول 1443 فألفيت لقاءً مركزاً حول الثقافة والتراث وقد كان لافتاً لاسيما أنه ازدان بصور كشاهد حي على الاهتمام بمثل ما يلفت النظر، ويدعو إلى الاستفادة من التراث الباقي لأخذ العبرة وقوة التجربة ناهيك عن محاولة معرفة العقلية التي اتكأ عليها القوم في ذلك الحين. أبادر فأقول إن مثل هذا يكون لافتاً للنظر من وجه قريب للوصول إلى حالة مضيفة لما سبق القوم إليه، ومن هذا الباب الحيوي النابه أردت في هذه المداخلة أن أبين ما يلي: 1- أن جمع الكتب والمجلات والوثائق القديمة يحسن أن يكون هذا من باب التدبر والاعتبار؛ للاستفادة وأخذ التجربة لأنني قد رأيت من يجمع مثل هذا ويجعله ديكوراً ليس إلا. 2- لابد من الاستفادة كما سلف لكن لا على سبيل التبعية والإعجاب، لكن للنقاش والإضافة بعد تروٍ وقوة تمعن وحسن طرح. 3- وهذا يدعوني إلى القول بضرورة الاهتمام بصحة الآثار والنصوص تلك التي وردت خاصة لدى الإخباريين الذين يكتبون ويوردون كيفما اتفق. 3- لابد هنا وهذا من باب الأمانة المطردة أن يكون العالم والباحث والكاتب والإخباري على جانب كبير من العزو إلى المصادر التي أخذ منها، وهذا يعطي الثقة لدى المتلقين لاسيما الذين ينشدون الصواب بدليله وتعليله مما يطالعونه، وكتب الثقافة التراثية يستفيد منها اللاحق، لكنني رأيت على كثير منها ما يلي: * عجلة الطرح. o الخطاب الإنشائي. * المبالغة في تضخيم الذات لا شعورياً. * كثرة الكتابة المكررة، لكن بأسلوب مختلف، وهذه ولا جرم من حيل النفس وطغيانها على العقل. * النقل العجول دون الإشارة إلى المرجع وهذا سطو ذكي. والذي يراد اليوم مع تقدم التقنية والعالم أشبه بما يكون بمدينة واحدة إنما هو السبق على حال جديدة يقوم عليها العمل العلمي والثقافي بثقة تامة وحسن تناول وكسب للآخر دون خسارته بروح صادقة حية دائمة ذلك حتى تتوازن العقول من خلال الأخلاق والقيم والوفاء والصدق والتمسك بكل عزيز. ولعل من خُلد عمله إنما ذلك؛ لأنه جدد ولم يخسر أحداً بلسان الحال أو بلسان المقال، كذلك قال من تقدم من أساطين الحكمة وضاربي الأمثال عبر القرون، ناهيك أن التجديد حالة عقلية صافية نزيهة أريحية ما في ذلك شك. وحتى نكسب ويكون لنا الذكر الحسن فهذا هو المعيار، وكنت قد أشرت إلى بعض هذا في00موازين اللغة00 أشار إليه البخاري في الصحيح في كتاب «الرقاق»، ونوه إليه «الآجري» في «أخلاق العلماء».