ثمن رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية عمران خان العلاقات السعودية - الباكستانية، واصفاً إياها بالعلاقات المميزة في المجالات كافة، عطفاً على العلاقات التاريخية التي تربط البلدين وتحقق مصالحهما المشتركة، وأعرب رئيس الوزراء الباكستاني في حديث ل"الرياض" عن امتنانه الكبير للمملكة على إعلانها مؤخراً إيداع 3 مليارات دولار أميركي، وتمويل منتجات نفطية مكررة بقيمة 1.2 مليار دولار أميركي خلال العام لباكستان، وأعلن رئيس الوزراء الباكستاني عن نية بلاده في تحويل العلاقات السعودية - الباكستانية إلى شراكة استراتيجية عميقة ومتنوعة وذات نفع للطرفين. مبيناً العمل على تدعيم المكاسب التاريخية من خلال استكشاف مجالات جديدة وغير تقليدية للتعاون. الدعم السعودي السخي للميزانية الباكستانية سيساعد على موازنة مدفوعات باكستان وفيما يلي نص حديث رئيس الوزراء الباكستاني ل"الرياض": * السيد رئيس الوزراء... أظهرتم اهتماماً بالغاً باتباع سياسة خارجية استباقية، وأشرتم إلى المملكة العربية السعودية كواحد من أكثر أصدقاء باكستان الموثوق بهم والمقربين لها. بعد مضي أكثر من ثلاثة أعوام في السلطة، هل نجحتم في تسجيل باكستان على السيناريو الجيوسياسي العالمي المتغير وفي الساحة الإسلامية؟ * تحظى باكستان والمملكة العربية السعودية بعلاقات أخوية طويلة الأمد تاريخياً، وهي علاقات متجذرة مبنية على الإيمان والتاريخ المشترك والدعم المتبادل. ووقف كلا البلدين إلى جانب بعضهما البعض، في السراء والضراء، بغض النظر عن التغيير في القيادات. رغبتنا جادة في تحويل علاقاتنا إلى شراكة استراتيجية عميقة ومتنوعة وذات نفع للطرفين لم يكن لدينا أبداً سبب لإعادة تنظيم علاقاتنا مع المملكة العربية السعودية في أعقاب التطورات الإقليمية أو الدولية في الماضي وكذلك في الأزمنة المعاصرة، لقد صمدت العلاقات بين البلدين في وجه الزمن. * كيف ترون نطاق تعزيز العلاقات الباكستانية - السعودية خاصة في قطاعي التجارة والاستثمار؟ * يتمتع البلدان بهذه الرابطة المميزة منذ سبعة عقود حتى الآن، إنها رغبتنا الجادة الآن في تحويل هذه العلاقة إلى شراكة استراتيجية عميقة ومتنوعة وذات نفع للطرفين، إننا نعمل الآن على تدعيم المكاسب التاريخية من خلال استكشاف مجالات جديدة وغير تقليدية للتعاون، نرغب في أن يتناسب علاقاتنا التجارية وتعاوننا الاستثماري مع العلاقات السياسية الممتازة. أوجه تكامل كبيرة في الأسس الاجتماعية والاقتصادية ل «نايا باكستان» ورؤية السعودية 2030 في التركيز على الفرص والتنوع في مجال الاقتصاد خلال زيارتي الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية، سنحت لي الفرصة لحضور منتدى الاستثمار السعودي - الباكستاني الأول، وخلال المنتدى، شددت على أهمية إشراك القطاع الخاص والمؤسسي في البلدين لتحقيق الإمكانات غير المستغلة في مجالات التجارة والأعمال والاستثمار. إنني على يقين من أن منتدى الاستثمار سيكون إيذاناً لإطلاق ديناميكية جديدة في تعاوننا الاستثماري. * طرح صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان استراتيجية واسعة النطاق خاصة برؤية 2030 لتقليل اعتماد المملكة على النفط، كيف ترون باكستان وهي تصبح شريكاً يعزز هذه الرؤية؟ * في البداية، اسمحوا لي بالثناء على ما قامت به القيادة السعودية من إصلاحات في شتى القطاعات في إطار رؤية 2030. خلال زيارتي الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية، ناقشنا سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية من خلال استكشاف مجالات الاستثمار والفرص المتاحة في إطار رؤية 2030 وأولويات التنمية في باكستان النابعة من التحول من الجغرافيا السياسية إلى الجغرافيا الاقتصادية. يجدر بي القول إن هناك أوجه تكامل كبيرة في الأسس الاجتماعية والاقتصادية ل "نايا باكستان" ورؤية السعودية 2030، كلاهما يركز على الفرص والتنوع في مجال الاقتصاد، والنمو المحلي، والتحديث والتنمية، والروابط التجارية. مضيفاً: تمد رؤية 2030 باكستان بالفرص للمشاركة مع المملكة العربية السعودية في تحقيق خطتها الطموحة. يتسنى لباكستان المساهمة بالقوى العاملة؛ المهرة وشبه المهرة على حد سواء. كما يتسنى لنا مشاركة خبراتنا في قطاعات أخرى مثل تكنولوجيا المعلومات وتطوير البنية التحتية والزراعة. أهمية إشراك القطاعين الخاص والمؤسسي في البلدين لتحقيق الإمكانات غير المستغلة في مجالات التجارة والأعمال والاستثمار * كيف تسنى لكل من باكستان والمملكة العربية السعودية العمل سوياً لتعزيز مبادرة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بما يتعلق بمبادرتي الشرق الأوسط الأخضر والسعودية الخضراء؟ * أظهرت قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر بشأن تغير المناخ الالتزام الواضح من جانب القيادة السعودية لاتخاذ خطوات ملموسة للتصدي بفعالية لتحدي تغير المناخ. إن "مبادرة السعودية الخضراء" و"مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" هما مبادرتان رائعتان للحفاظ على الطبيعة والمناخ ليس في المملكة العربية السعودية فحسب، بل في المنطقة بأسرها. إن التهديد الذي يشكله تغير المناخ على هذا الكوكب حقيقي وقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات متضافرة في الاتجاه الصحيح. كما تعمل باكستان على مشروعات مماثلة من بينها "باكستان نظيفة وخضراء" و"تسونامي المليار شجرة". نؤمن بتلاقي أولوياتنا وأهدافنا في هذا الصدد، وبالتالي يمكننا التعلم من بعضنا البعض، وتقديم دعمنا المتبادل للتخفيف من آثار تغير المناخ. * كيف يمكن لباكستان والمملكة العربية السعودية العمل معاً لصالح الأمة الإسلامية، وإحلال السلام في المنطقة، وإبراز الاعتدال الإسلامي لتحقيق التعايش السلمي، ومكافحة الإرهاب، وإبراز الصورة المعتدلة للإسلام لمواجهة الإسلاموفوبيا؟ * لعبت المملكة العربية السعودية دائماً دوراً رئيساً في توحيد الدول الإسلامية وتسليط الضوء على القضايا التي يعاني منها العالم الإسلامي. وخلال الدورة ال47 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في عام 2020، في نيامي، اعتمدت منظمة المؤتمر الإسلامي بالإجماع قرار باكستان بشأن الإسلاموفوبيا. «مبادرة السعودية الخضراء» و«مبادرة الشرق الأوسط الأخضر» مبادرتان رائعتان للحفاظ على الطبيعة والمناخ يمثل التهديد المتصاعد في الغرب تجاه الإسلام مصدر قلق عالمي. إننا نؤمن بالوئام والتعايش السلمي لأن الإرهاب لم يكن ولن يكون أبداً الوجه الحقيقي للإسلام. إن المملكة العربية السعودية هي بلد الحرمين الشريفين، ولذلك تعلب دوراً قيادياً طبيعياً تجاه الأمة الإسلامية، وستصبح باكستان في طليعة الدول التي تتعاون في هذا المسعى. * كيف مضت محادثاتكم مع صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؟ وكيف ترون القرار الذي اتخذته المملكة العربية السعودية لدعم باكستان مالياً في هذه المرحلة؟ * إنني ممتن للغاية للمملكة العربية السعودية على إعلانها مؤخراً عن إيداع 3 مليارات دولار أميركي، وتمويل منتجات نفطية مكررة بقيمة 1.2 مليار دولار أميركي خلال العام. المملكة العربية السعودية هي بلد الحرمين الشريفين تلعب دوراً قيادياً طبيعياً تجاه الأمة الإسلامية سيساعد هذا الدعم السخي للميزانية على موازنة مدفوعات باكستان في ظل ارتفاع أسعار السلع الأساسية عالمياً. تتمتع باكستان والمملكة العربية السعودية بعلاقات أخوية طويلة الأمد وتاريخية، متجذرة بعمق في الإيمان المشترك، والتاريخ المشترك، والدعم المتبادل. لطالما قدمت المملكة العربية السعودية دعماً سخياً لباكستان خلال ما شهدته من أوقات عصيبة. تؤكد البادرة الكريمة الأخيرة للمملكة العربية السعودية على الصداقة الطيبة بين البلدين. ولي العهد خلال زيارته لباكستان الصورة الجماعية لقمة الشرق الأوسط الأخضر