تأتي مشاركة المملكة المستمرة في اجتماعات قمة مجموعة العشرين لترسخ المكانة الدولية الرفيعة التي باتت تتبوؤها في صناعة القرار العالمي، ويرأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - وفد المملكة إلى القمة المقامة في إيطاليا، في ظل زخم دولي كبير ونجاحات بارزة حولت المملكة عاصمة لرسم السياسات الدولية في مجالات عدة، سياسية واقتصادية ومناخية وغيرها،حيث جاء إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد - حفظه الله - عن تقدم المملكة بطلب رسمي لاستضافة معرض إكسبو 2030 في مدينة الرياض ليتوج هذا الزخم السعودي، وكانت المملكة استضافت الأسبوع الماضي أعمال قمة "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر"، بمشاركة العديد من رؤساء دول العالم، التي رسمت خارطة طريق لمكافحة التغير المناخي في الشرق الأوسط، وشكلت أساساً ملهماً لبرنامج عمل قمة المناخ الدولية التي ستنعقد في غلاسكو، ما يعكس الدور الريادي العالمي للمملكة ومشاركتها الجوهرية في صياغة مستقبل العالم. جسدت المملكة خلال قيادتها لقمة العشرين العام الماضي، قدرتها الفذة في قيادة دفة الجهود العالمية لعبور منعطف جائحة كوفيد- 19 الخطر، ومثلت مبادراتها نموذجاً فريداً في توحيد جهود البشرية للتعافي من آثار هذا التحدي غير المسبوق، وما زالت تقوم بدورها الرائد من خلال ترويكا العشرين، مع إيطاليا وإندونيسيا، لمواصلة الجهود الجماعية لتعزيز النمو الاقتصادي في العالم وتحقيق الاستقرار على الصعد جميعها، وهنا تؤدي المملكة دوراً محورياً عبر عضويتها في قمة العشرين، يتمثل في حرصها على تمثيل مصالح الدول النامية وتحقيق التوازن الدولي. هذه الريادة الدولية السعودية، نتيجة منطقية للنهج المعتدل والرؤية الحكيمة لقيادة المملكة، كما أنها انعكاس للمكانة السياسية والاقتصادية والدينية التي تتبوؤها، في إطار من العقلانية السياسية والدبلوماسية الحازمة والشفافة، ما جعلها عنصراً فاعلاً في أي حراك عالمي أو إقليمي، وقائداً موثوقاً في مراحل الرخاء العالمي، كما في أوقات المصاعب والتحديات.