حفلة رقص عظيمة؛ ابتدأت بحسين وانتهت بحسين.. أبعاد ثلاثية مجسمة لروحانيات وسلوكيات بين عالمين مختلفين.. هل كان هذا التمازج الغريب ملائكياً أم كان مارجاً من نار، أودت بنا (سليمة) في متاهات مجوفة من صراعات نفسية تمددنا معها حتى تهنا في أروقتها العميقة.. سارت الروح في منحنيات الحياة الضيقة والقاسية التي تكونت مع أول صراعاتنا الدفينة والتي نطويها تحت مسميات العرق والدم.. كشفت (سليمة) كل مكنوناتنا النفسية من ضعف وقسوة ورهبة وتلاشي حد الجنون.. هل (سليمة) ممسوسة أم مكشوف عنها الحجاب؟ هل (أم سعد) ملاك الرحمة! أم قرين طيب! هل (هيا) تتأرجح بين الخير والشر وهل نصدق أشباهها؟! وندعهم يسحقوننا تحت شعار النية الطيبة؟ هل (مبارك) مخطئ في حبه لنفسه وللدنيا؟ هل وهل وهل؟ ألف تساؤل في عمل درامي واقعي "ميتافيزيقي" ما ورائي جبار وضخم وعظيم.. الضد والضد.. الوجه والوجه الآخر.. نخرج من هذا المسلسل ونحن نتسلسل في سلسلة من الأسئلة الباكية والمحيرة والتي تعبث في النفوس والأرواح، لا أعلم لو كانت سليمة غير سليمة هل سنردد يا حسين أنا عيني سهيرة ماتذوق المنام؟ هل هدى حسين دارت حول محورها وكان حسين على غير هدى؟ وجه لم نعهده من عملاقة الشاشة العربية، بل هي وحش عتيق جبار من مسيرة فنية لا تضاهيها مسيرة منذ أن أطلت بنفس الابتسامة والملامح والجمال وكانت (حبابة) حتى تخطت بنا مراحل الإبداع فأصبحت كفاً لدفوف الحنين والحسرة. آن للدراما العربية أن تنام قريرة العين وتتفيأ الظل الطويل ما إن يممت هدى وجهها لها.