قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، في مقابلة أجراها مع صحيفة "كاثيميريني" اليونانية، بعد عودته من واشنطن الأسبوع الماضي، إن العلاقات الخليجية - اليونانية تتمتع بدعم واهتمام خاص من قبل واشنطن، التي ترى في التقارب الخليجي اليوناني عامل معزز لإرساء الاستقرار في شرق المتوسط وتعزيز العلاقات العربية - الأوروبية. وجددت كل من واشنطنوأثينا، الأسبوع الماضي، اتفاقية التعاون الدفاعي المشترك والتي كانت تمدد كل عام، ليتم تمديدها لخمس سنوات هذه المرة، بالإضافة إلى توسيعها لتمكين الولاياتالمتحدة من تأسيس قواعد عسكرية بحرية جديدة في اليونان. وجاء الاتفاق اليوناني - الأميركي بعد أسبوع من اتفاق استراتيجي مع فرنسا، يتضمن شراء اليونان ثلاث فرقاطات فرنسية بقيمة 3 مليارات دولار، والاتفاق على تقديم الدعم العسكري المتبادل في حال تعرّض أي من الحليفين لاعتداء خارجي. وبحسب وزير الخارجية اليوناني فإن الاتفاق اليوناني مع واشنطن يأخذ العلاقات مع الولاياتالمتحدة إلى مستوى جديد لم يسبق له مثيل من قبل. العامل العربي في إطار تنويع وتعزيز علاقاتها الخارجية، تهتم اليونان خلال السنوات الأخيرة بتطوير علاقاتها مع الدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، وجاء ذلك من خلال جملة من التفاهمات والاتفاقات التي شملت تعاون عسكري ودبلوماسي واقتصادي وصل إلى درجة عالية من التنسيق خلال السنة الأخيرة. ففي أبريل الماضي، قام كل من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، ووزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، بتوقيع اتفاقية تعاون عسكري، شملت إجراء مناورات عسكرية وتدريبات مشتركة بين البلدين تضمّنت إرسال اليونان منظومة صواريخ "باتريوت" الدفاعية إلى السعودية. وفي شهر مارس من العام الجاري، نفذّت القوات السعودية واليونانية مناورات جوية مشتركة استمرّت لمدة 10 أيام في قاعدة "سودا" الجوية باليونان، كما شاركت القوات اليونانية في مناورات "عين الصقر 1"، في سماء البحر المتوسط في تدريبات مشتركة بين البلدين على مواجهة أي اعتداءات محتملة في المنطقة. وفي أوائل شهر يونيو الماضي، قامت القوات الجوية الملكية السعودية والقوات الجوية اليونانية بمناورات مشتركة "عين الصقر 2" والتي قامت في قاعدة الملك فيصل الجوية في السعودية. وفي تصريحات ل"جريدة الرياض" يقول نيكوس ميكايليديس، بروفيسور الدراسات الهيلينية في جامعتي "برينستون" و"ميزوري" في أميركا، إن العلاقات اليونانية - السعودية قادرة على خلق معادلة قوة جديدة في شرق المتوسط والشرق الأوسط بشكل لم تعرفه المنطقة من قبل، حيث تثمّن أثينا علاقاتها مع الرياض وتعتبرها عامل هام للأمن القومي اليوناني. مضيفاً، أن كل من اليونان والسعودية يواجهان تحديات مشتركة، ويركّزان على أهداف النمو والاستقرار ونبذ النزعات المتطرفة والتوسعية و المزعزعة للاستقرار ما فتح الباب لعلاقة ربطت السعودية بأوروبا بعلاقات وثيقة قادرة على إحداث أثر إيجابي في الشرق الأوسط. وقال ميكايليديس إن التقارب السعودي اليوناني الأخير يشكّل اللبنة الاولى لبناء تحالف ردع قوي يجمع لأول مرة دولة أوروبية في حلف الناتو مع بلد قيادي في العالمين العربي والإسلامي، وذلك عبر علاقات عسكرية واستراتيجية توفّر ساحة أوروبية هامة للسعودية للتأثير في أوروبا، ومنطقة شرق المتوسط، التي يزداد الاهتمام والتنافس الصيني والروسي والأميركي بها مؤخراً. ولفت ميكايليديس إلى أهمية استكشاف المشتركات الاجتماعية والثقافية بين البلدين، حيث يمتلك الشعب اليوناني مشتركات كثير مع العرب، ويكن احتراماً خاصاً للثقافة والتقاليد واللغة العربية ويثمّن العلاقة مع السعودية ويراها باباً لتطوير الحوار الحضاري بين الثقافات والأديان، والتعمّق في الدراسات الفلسفية والانثروبولوجية لشعوب المنطقة. مردفاً أن البعد التاريخي لليونان يجعل منها أفضل وأقرب الأصدقاء الأوروبيين للعرب، حيث لم تكن اليونان بلداً كولونيالياً ولم تحتل أي أراضي عربية على غرار دول أوروبية أخرى. وقال ميكايليديس، كأكاديمي وباحث في الدراسات الهيلينية، أعتقد أنه بإمكان السعودية واليونان قيادة العالم في مجال البحث الفلسفي والديني وحوار الأديان والتبادل العلمي والثقافي، لما لليونان والسعودية من بعد وأهمية دينية لا ينافسهما عليها أي بلد آخر في العالم.