في الوقت الذي أظهرت فيه تركيا واليونان تضامنهما في الأيام الأخيرة بعد الزلزال الذي ضربهما، أعادت تركيا الصراع بتجديد مهمة سفينة للتنقيب عن الغاز في منطقة في شرق المتوسط تتنازع عليها مع اليونان، رغم احتجاجات أثينا التي تندد ب»نشاط غير قانوني». وأعلنت البحرية التركية في رسالة عبر نظام الإنذارات البحري «نافتيكس» أن سفينة الرصد الزلزالي «عروج ريس» ستواصل مهمّتها حتى 14 نوفمبر. لذا ذكر وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، أن أثينا تستعد لاحتجاج دبلوماسي رسمي ضد تركيا، وستبلغ شركاء الاتحاد الأوروبي وحلفاءه. أنشطة التنقيب لم تتخل تركيا عن أنشطة التنقيب عن الهيدروكربونات (موار الطاقة) في البحر المتوسط، والتي تغطي منطقة تشمل الجرف القاري اليوناني على بعد أميال قليلة من جزيرتي رودس وكاستيلوريزو اليونانيتين. لذا تتهم اليونان تركيا بانتهاك القانون البحري الدولي عبر التنقيب في مياهها، وتطالب بفرض عقوبات أوروبية على أنقرة. سلوك متعد نشر ديندياس في بيان مكتوب «اليونان تدين مرة أخرى هذا السلوك المتعدي». كما أن هناك خلافا مستمرا بين تركيا واليونان، فالصراع الحالي، حول حقول الغاز والحدود البحرية، قوي، ويمكن أن يزداد عمقا، وهو محفوف بخطر التحوّل إلى صدام عسكري. ومن بين الحلفاء الأوروبيين، تدعم فرنسا اليونان وقبرص، أكثر من غيرها، فالعلاقات بين باريسوأنقرة تدهورت بشكل كبير مؤخرا، خاصة بعد إرسال قوات تركية إلى ليبيا. الجرف القاري هو جزء من الامتداد الطبيعي ليابسة الدولة الساحلية داخل البحر أو المحيط، يصل أقصى عمق فيه إلى 200 متر. ويتميز الجرف القاري بصفة عامة بالمياه المؤكسجة، انخفاض ضغط الماء، واستقرار درجة الحرارة ومستويات الملوحة. ظهر قانون البحار الدولي الثالث في 1982 والذي يعطي الجزر التي يوجد بها جرف قاري حق (منطقة اقتصادية خالصة). بعد قانون البحار الثالث، أعلنت اليونان جرفاً قارياً لها بعمق 12 ميلا بحريا، فأعلنت تركيا، على الفور، أن مثل تلك الخطوة سوف تُعتبر (سبباً للحرب). تركيا لم توقع على قانون البحار الثالث يشكل الجرف القاري خلافاً بين تركيا واليونان في غياب اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.