أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، استعداده الفوري للذهاب إلى عملية سياسية مع إسرائيل قائمة على قرارات الشرعية الدولية. وشدد عباس لدى لقائه في مقر الرئاسة بمدينة رام الله المبعوث الأميركي هادي عمرو، الليلة الماضية، على ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام تحت مظلة الأممالمتحدة واللجنة الرباعية الدولية لإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية على حدود عام 1967. واعتبر الرئيس الفلسطيني، أن الوضع الحالي لا يمكن القبول به أو استمراره، داعياً إلى الضغط السياسي لوقف الممارسات والنشاطات الاستيطانية وعمليات ضم الأراضي والتصعيد ضد الأسرى في سجون إسرائيل. كما دعا إلى الاسترداد الفوري لجثامين الشهداء المحتجزين في مقابر سرية، ووقف الاغتيالات واعتداءات المستوطنين والاقتحامات للمدن ومصادرة الأراضي والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومحاولة تهجير السكان الفلسطينيين من منازلهم وإنهاء الحصار على قطاع غزة. وجدد عباس التأكيد للمبعوث الأميركي على ما جاء في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بما اشتمل عليه من مبادرات تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله وعدم إمكانية استمرار الأوضاع الحالية، ووجوب وضع حد لهذا الاحتلال. من جهة أخرى، أكد الرئيس الفلسطيني أهمية الاستمرار في تعزيز العلاقات الفلسطينية الأميركية لما فيه مصلحة الشعبين والبلدين، مشدداً على أهمية تطبيق النقاط التي تحدث عنها نظيره الأميركي جو بايدن، خلال المكالمة الهاتفية في مايو الماضي بشأن القضية الفلسطينية و التزامه بحل الدولتين والرافض لسياسة الاستيطان، ومحاولة تغيير الوضع القائم والإجراءات أحادية الجانب من قبل الأطراف كافة. وسبق أن زار المبعوث الأميركي المنطقة عدة مرات حيث شملت زيارته إسرائيل والأراضي الفلسطينية، بهدف بحث تطورات الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، واتخاذ إجراءات لبناء الثقة بين الجانبين. وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في نهاية مارس العام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات، برعاية أميركية من دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود. وكان عباس حذر السبت الماضي من أن رفض إسرائيل لحل الدولتين على حدود العام 1967 "يفرض علينا الذهاب إلى خيارات أخرى"، كالعودة للمطالبة بقرار التقسيم للعام 1947، أو الذهاب إلى الدولة الديموقراطية الواحدة على أرض فلسطين التاريخية. ميدانياً، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، حملة مداهمات بمناطق مختلفة بالضفة الغربية تخللها اعتقالات ومواجهات، فيما تواصلت اعتداءات المستوطنين على أراضي وممتلكات الفلسطينيين في سلفيت وبورين. وأفاد نادي الأسير بأن قوات الاحتلال اعتقلت 9 مواطنين بينهم صحفيان من مناطق متفرقة بالضفة، جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية بحجة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية.