وطني هذا المكان الذي أسكنه وروحي التي تفديه، إنك مصدر للفخر والاعتزاز للجميع، بلدنا بلد الآباء والأجداد والتلاحم ووحدة الصف الوطني الواحد تحت ظل قيادتنا الحكيمة العزيزة، نشأنا في ظل خيراته، واستظللنا بظله، ومشينا فوق أرضه الطيبة وتحت سمائه الصافية، وسمرنا في لياليه مع الأهل والأصدقاء والأصحاب والجيران، أرضنا فيها خيرات لا تعد ولا تحصى، من الدين والدنيا، لقد من الله علينا جميعاً نعمة وجود المقدسات وأطهر البقاع التي تشد لها الرحال من جميع أنحاء الكرة الأرضية، إنها بلاد الحرمين الشريفين، مكةالمكرمة والكعبة المشرفة والمسجد النبوي الشريف، ومهبط الوحي القرآن الكريم، يكفي أننا نخدم حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار والقاصدين وغيرهم، وغير ذلك من الأماكن والمواقع الأثرية والتراثية والمهمة من شتى الحضارات والثقافات الإنسانية والاجتماعية والبيئية، من مدائن صالح في محافظة العلا، والرسوم الصخرية والكتابات الثمودية ودرب زبيدة وخط حديد الحجاز وطريق الحج الشامي وغيرها من الواحات والمواقع السياحية والأثرية والبحرية. إن خيرات البلاد لا حدود لها من البر والبحر، رمالنا الذهبية، وطاقتنا الشمسية، والتنوع التضاريسي من جبال وهضاب وسهول وأودية وكهوف وصخور، وتوفر الثمر والفواكة والخضار والأعشاب البرية والزهور والعطور بشتى أنواعها وأشكالها وفئاتها، وكذلك التمور رمز الضيافة العربية السعودية الأصيلة في تقديمها للضيف، وأصنافها كمنتج أساسي وعريق ورمز للعروبة والكرم والثقافة المتأصلة المتجذرة. إن كل مواطن ومواطنة يجب أن يفتخر بالشموخ والعز الذي نعيشه ونستشعر به من خيرات وطن العطاء والرخاء المستمر، دمت وطني للعز والمجد والعلياء سنين طويلة وأزمنة مديدة، في ازدهار ونمو ونماء وتنمية تزداد يوماً بعد يوم. إن أمجاد بلادي بنيناها بأكتاف الهمم العالية، لنعتلي القمم الصاعدة في شتى المجالات التعليمية والطبية والعسكرية والصناعية والحرفية الثقافية، ولنقود العالم نحو القدوة المشرفة في محافلها البهية، في شتى الطرق والإمكانات البشرية من عقول مفكرة ومبتكرة. إن المملكة العربية السعودية يضرب بها المثل في الأمن والأمان والاستقرار في كل وقت وحين، هذا بفضل الله سبحانه ثم بفضل قيادة ولاة أمرها على المنهاج الصحيح والسليم. إن فرحة اليوم الوطني تجسيد لمعنى التفاف الرعية حول قيادتها، وأحد ملامح الشكر والعرفان والتقدير. واحد وتسعون عاماً ونحن نعيد احتفالاتنا بكل بهجة وفرح، ويكسو بلادنا اللون الأخضر في حلة تبعث السرور والفرح للكبير والصغير.