استنهضت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - أمام أعمال الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، دول العالم لمواجهة التحديات المشتركة، والتي تستلزم تضافر الجهود ولعب دور أكبر لإحلال الأمن والسلام في الدول التي ما زالت تعاني الحروب والاقتتال جراء التدخلات الخارجية، ومد يد العون والمساعدة للدول المتضررة بالجوائح والأوبئة، إضافة إلى التغير المناخي وآثاره السلبية، والمبادرات النوعية التي قدمتها المملكة، ومن أبرزها مبادرتا السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر. وتناولت الكلمة الملكية دور المملكة في مجال العمل الإنساني كونها من أكثر الدول المانحة في مجال المساعدات الإنسانية والتنموية، والتي لم تميز أحدا على أسس سياسية أو عرقية أو دينية، وجاءت رسالة المملكة واضحة في التعاطي مع الملف الإيراني، فهي كانت وما زالت تتعامل بإيجابية وانفتاح لبناء علاقات حسن جوار واحترام متبادل، مع التأكيد على منع إيران من تطوير سلاح نووي من شأنه تهديد أمن واستقرار الدول، وحمل الخطاب رسائل شاملة منها: التزام المملكة بالسلام دعوة ومنهجا وتطبيقا، المشاركة الاقتصادية في تعزيز الرخاء العالمي ومحاربة الفقر بين سائر شعوب العالم، التفاعل المثمر مع أزمات المنطقة بما يكفل حلها بالعدل والمساواة ،التنويه بقضية فلسطين وإعطائها حقوقها التي لا تقبل المساومة مرورا بالقضايا العربية والعالمية الساخنة الأخرى، الاهتمام البالغ بحل الأزمة اليمنية التي افتعلها الحوثي في اليمن وإنهائها سلميا بما يكفل حقوق جميع الأطراف، والتزام المملكة في ذات الوقت بالدفاع عن شعبها واقتصادها ومقدساتها، وامتلاكها حق الرد على أي قوة معتدية على أراضيها. ويحرص قادة المملكة العربية السعودية - على مرّ تاريخها المجيد - أيمّا حرص على زرع بذرة الخير، ليس لشعبها فحسب وإنما لشعوب الأرض لتنعم البشرية جمعاء بحياة ملؤها السلام والطمأنينة والعيش الرغيد، بعيداً عن الصراعات التي لا تخلف وراءها سوى الموت والجوع والفقر. وجددت كلمة خادم الحرمين الشريفين رسم خارطة طريق إنسانية للعالم، فأظهرت إنسانية المملكة في أبهى وأنصع صورها، ولا غرو في ذلك فتلكم الصورة هي صورتها منذ تأسست على يد باني هذه الوطن العظيم، وستكون كذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها. وأكد - حفظه الله- حرص المملكة على تعافي الاقتصاد العالمي، وهو ما يتجلى في الجهود الريادية التي بذلتها المملكة بالتعاون مع شركائها في تحالف "أوبك بلس"، وفي إطار مجموعة العشرين، لمواجهة الآثار الحادة التي نجمت عن جائحة كورونا، وذلك لتعزيز استقرار أسواق البترول العالمية وتوازنها وإمداداتها، وهو ديدن سعودي دؤوب أجبر العدو قبل الصديق على الوقوف إجلالا لقادة هذه المملكة التي ينظر لها العقلاء على مر التسعة عقود الماضية بأنها مبعث السلام والطمأنينة.