الحراك الدولي الكبير الذي تستضيفه المملكة أو تشارك به عالميا يؤكد بما لايدع مجالا للشك مكانة المملكة السياسية في المحيطين الإقليمي والدولي. فعدا أنها مركز الثقل في العالم الإسلامي والمصدر الأول للطاقة فإن المملكة تحتل مكانة إضافية بما تدعو له وتكرسه وتعززه في كل المحافل من أجل دعم قيم السلام والتعايش بين الشعوب والتصالح بين الدول. ولم تكتف المملكة بهذا الدور معنويا وماديا بل كرسته على أرض الواقع مؤسساتيا عبر إنشاء مركز الحوار بين أتباع الديانات والثقافات، وهذا المركز كما تبدى في آخر مؤتمراته الذي استضافته العاصمة النمساوية فيينا كان أنموذجا حقيقيا للحوار بين مختلف أتباع الديانات في العالم. إن المملكة بهذا الدور وبهذه الممارسة لا تكرس وجودها السياسي على مستوى القارة أو العالم ولكنها تعزز من مفاهيم إنسانية وسياسية يجب على الإنسانية أن تتبناها لتصل إلى ما تنشده من طمأنينة وما تطمح له من أمن وتهفو إليه من رفاهية. إن بلادنا بهذه القيمة وبتلك المبادرات لا يستغرب أن تكون محطة التقاء أكبر سياسيين في العالم. وأن تكون الرياض هي بوابة الحوار والسلام في العالم. ويتعزز هذا الدور كثيراً بالتكريس له والعمل المؤسساتي الذي يكفل له التأثير الكافي ويحقق له الاستمرارية الدائمة.