كما أنه لا اختيار لنا في أسمائنا فإنه أيضا لا اختيار لنا في أوطاننا، ومن نعم الله العظيمة أن كتب لنا أن نحيا على هذه الأرض المباركة وننتمي إليها. فالحمد لله الذي أكرمنا أن ولدنا ونشأنا على أرضها، فاستشعرنا عظيم نعمة الخالق التي اختصنا بها ومنحنا القيمة العليا حيث اختار لنا أرض الرسالة ومهبط الوحي وتاريخ الأنبياء، ومع توالي الحضارات التي رسخت دعائم هذه الرقعة المباركة أتى عهد المؤسس لتوحيد أراضي نجد والحجاز والجنوب ثم الشمال لتكون دولة واحدة شامخة بخيراتها ومقدساتها وبنبض أبنائها وعطائهم، إذ غرس أجدادنا في تربتها حب الوطن والولاء له ولقيادته والتضحية في سبيله بالروح والمال والدم، فنهلنا من معين أرضه الحب عذبا رقراقا وحصدنا من ثرواته التي أينعت بجهودهم وعرق جباههم لنحيا في نعيم ورخاء. وشهدنا على امتداد عهود البناء إيثار أبنائه حكومة وشعبا كلا منهم للآخر فداء ثم ها نحن اليوم نشهد عصر النهضة والتطوير الشامل في عهد يافع نابض بالطموحات العظيمة والرؤى الملهمة بقيادة محنكة تعانق بصيرتها الآفاق. وطني إن كان لتخليد ذكرى توحيدك يوم فإن الروح تتنفسك حبا وأملا وفداء وتحياك ماضيا وحاضرا ومستقبلا. وطني وإن نازعتنا الروح في سبيلك فإنها تفنى بفخر لأجلك. ولي وطن آليت ألا أبيعه ... وألا أرى غيري له الدهر مالكا فقد ألفته النفس حتى كأنه ... لها جسد إن بان غودر هالكا ابن الرومي *كاتبة رأي ومؤلفة