تعيش المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وحدة فريدة بين مناطقها وقبائلها وأسرها تحت راية التوحيد، والولاء لهذا الوطن المبارك، وحبه يملأ القلوب فيتحول إلى تنمية لمصلحة الوطن. لتتجسد هذه الوحدة المباركة في حراك تنموي يقوده أبناء المؤسس ملوك بررة وفقهم الله لتحقيق النهضة التي يعيشها الوطن، وها نحن نشهد اليوم نقلة كبيرة في مناحٍ شتى، اقتصادية واجتماعية وصحية عبر رؤية 2030 تتجلى أبعادها في مجتمع حيوي ووطن طموح واقتصاد مزدهر.. والأسرة هي نواة المجتمع واللبنة التي ينشأ فيها الإنسان الصالح... لذا، فإن غرس مفاهيم الوطن والتذكير به من أولى الأولويات للأسرة.. وهذه تأتي عبر استشعار الأسرة لدورها ومشاركتها الفاعلة في هذه البناء الراسخ للوطن. وقد أحسنت وزارة التنمية الاجتماعية في فتح ميدان إنشاء صناديق الأسر لتعزيز القيم الكريمة والمعاني السامية من صلة الأرحام وتعزيز أواصر القربى.. ولا شك أن جميع الأسر على هذه الأرض المباركة تكن الولاء والانتماء لهذا الكيان العظيم الذي يقطفون ثماره الناضجة من أمن واستقرار ورفاهية. لقد كانت الأسرة وما زالت، هي المصدر الأول الذي يغرس حب الوطن في نفوس الأبناء، ويعلمهم كيف يعملون من أجل وطنهم، وكيف يحققون الانتماء له بالعمل وليس بالتمني، وكيف يحافظون على مكتسباته، ويعززون الصورة الإيجابية عنه.. وتسهم الأسرة إسهاما فاعلا في ترسيخ الثقافة الوطنية، والتوعية بتاريخ الوطن، والعمل من أجل مستقبله. لذا، فإننا نرى مبادرات من أسر كريمة في هذا المضمار فنجد أسرا تعلن عن مسابقات لأبنائها تحتوي مضامين عن التوحيد وتراث المملكة ليتنافس أبناؤها وبناتها في أجواء أسرية حميمة. ومنهم من يعد لرحلات لمناطق تحتوي ذكريات الوحدة وأثر الموحد في أرجاء الوطن.. ليعيش الأبناء تلك الرحلة الفريدة في التوحيد. وبعضهم يربط تراث أسرته في قصص تبين إسهاماتها المباركة في تعزيز مسيرة المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-. يظل للأسرة دور رائد وفعال في غرس القيم في الأبناء، ونقلها من الأسلاف إلى الأجيال الصاعدة، وربطهم بتراثهم وتاريخهم، وتحويل الاعتزاز بذلك التراث والإيمان بتلك القيم إلى تنمية فعالة تسهم في مسيرة الوطن نحو المستقبل.