تحتفل المملكة يوم 23 سبتمبر 2021 باليوم الوطني السعودي ال91، وهو اليوم التاريخي الذي أعلن فيه الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- عام 1351ه/1932م توحيد البلاد، ويحظى احتفال هذا العام بأهمية خاصة بالنظر لما تشهده المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان من نجاحات كبرى في توجهها نحو المستقبل وتعزيز مكانتها ودورها الإقليمي والعالمي. وأكدت المملكة التزامها بجملة من المرتكزات والثوابت التي ميزت سياستها الخارجية دائماً وأهمها الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات والمواثيق الدولية، وتعزيز دور المنظمات العالمية، واحترام مبدأ السيادة والرفض الكامل والحاسم لأي محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية، والدفاع المتواصل عن القضايا العربية والإسلامية، ونصرة القضايا الإنسانية العادلة، وكذلك السعي الجاد إلى تحقيق التضامن العربي والإسلامي من خلال توحيد الصفوف ومواجهة المخاطر والتحديات. وعلى الصعيد الاقتصادي، تعتبر المملكة من أكبر عشرين اقتصاداً بالعالم، وأكبر وأقوى اقتصاد بالشرق الأوسط، وأكبر مصدر للنفط بالعالم، وأكبر دولة مؤثرة باقتصاد العالم وهو ما مكّنها من الدخول إلى مجموعة العشرين الدولية ورئاسة قمة العشرين في 2020م تأكيداً لمكانتها المحورية عالمياً. وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها خلال هذه السنوات حققت المملكة إنجازات استثنائية بإقرار وتنفيذ رؤية سمو ولي العهد الطموحة 2030 التي انطلقت ببرامج عديدة في ثلاثة محاور: مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح. وخلال خمسة أعوام حققت الرؤية نجاحات على صعيد المحاور الثلاثة فقد شهد محور المجتمع الحيوي تقدماً بإعادة هيكلة القطاع الصحي وتسهيل الحصول على الخدمات الطبية، وشهدت منظومة الثقافة وضع استراتيجية كاملة وانطلاقة قوية للفعاليات ورفع عدد المواقع الأثرية المسجلة عالميًا وتضمينها لدى مؤسسة اليونسكو وتم إطلاق عدة مبادرات للحفاظ على البيئة واستدامتها منها السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر والاقتصاد الدائري للكربون، بالإضافة إلى خدمة ضيوف الحرمين الشرفيين من خلال التوسع في منظومة الخدمات. وحقق محور الاقتصاد المزدهر مستهدف 2030 لمشاركة المرأة في القوى العاملة في عام 2020 وتمكينها من حقوقها وتحقيق طموحاتها وآمالها، كما تضاعفت أصول صندوق الاستثمارات العامة بشكل كبير ونمت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية، وارتفعت مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي وتم إطلاق عدة مبادرات في مجال الاقتصاد الرقمي وضعت المملكة في المركز الأول في التنافسية الرقمية على مستوى مجموعة العشرين والمركز الأول عالمياً في سرعة الإنترنت على الجيل الخامس والمرتبة السادسة ضمن مجموعة العشرين في المؤشر العالمي للأمن السيبراني. *رئيس قسم القانون العام بجامعة جدة د. حمزة السلمي