لم تغب القضية الفلسطينية منذ نشأتها عن بال ملوك المملكة منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - طيب الله ثراه -، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله. المملكة قوة اقتصادية عالمية كبرى..والرياض إحدى عواصم القرار المؤثر عربياً وإقليمياً ودولياً تفرد الموقف السعودي إزاء القضية الفلسطينية من حيث الثبات والاستمرارية على مدى أكثر من مائة عام، وتقديم كافة أشكال الدعم للقضية والشعب الفلسطيني دون انقطاع طيلة هذه الفترة الزمنية الطويلة - حتى قبل اكتشاف النفط - يشكل ظاهرة لافتة في التاريخ العربي المعاصر سيسجلها التاريخ بأحرف من ذهب. المملكة منذ تأسيسها تحمل شعلة القيادة العربية والإسلامية وتحلّ قضاياها الحاسمة ويلاحظ أن الدعم السعودي لم يقتصر على القضية الفلسطينية فقط، وإنما ظل يشمل كافة قضايا الأمة منذ بداية التأسيس، حيث دعم القائد المؤسس القضية السورية والقضية اللبنانية حتى نال الشعبين الشقيقين الاستقلال، وقدمت المملكة الدعم للثورة الجزائرية منذ اندلاعها عام 1954م، وكذا كان الأمر أيضًا في دعم الشعب الأفغاني عندما تعرض للغزو السوفييتي عام 1979م، وفي دعم شعب البوسنة والهرسك في حربه (حرب البوسنة) التي بدأها الصرب عام 1992م. كما تحتل المملكة مكانة بارزة في تقديم المساعدات المادية والإنسانية والتنموية والخيرية، ليس فقط على صعيد الشعب الفلسطيني، وإنما أيضًا لكل دول العالم التي تتعرض للزلازل والكوارث والمحن والأعاصير والفيضانات... إلخ، وذلك دون تمييز على أساس لون أو دين أو عرق. وكانت المملكة دوماً من أكبر عشر دول في العالم تقديماً لهذه المساعدات. الملوك البررة.. سياسة توفيقية لرأب الصدع العربي ونزع الخلافات بين الأشقاء من جهة أخرى تعد المملكة من أكبر الدول في تنظيم حملات التبرعات لدعم القضية والشعب الفلسطيني - إضافة إلى الدعم المالي الحكومي السخي - وأيضًا من أكبر الدول المانحة والمتبرعة للأونروا منذ إنشائها (أي الأونروا) في ديسمبر 1949م. القضية الفلسطينية ركيزة أساس وعنصر ثابت في السياسة الخارجية السعودية وتسلط هذه الدراسة الأضواء على مسيرة الدعم الحافل بالعطاء الذي قدمته المملكة للقضية والشعب الفلسطيني - إنما بشكل مختصر - منذ عهد القائد المؤسس حتى الآن. المراجع والمصادر: (1) أحمد عامر، الملك عبدالعزيز وصنع القرار في السياسة الخارجية السعودية، دراسة في التنظيم الدبلوماسي (1901م - 1953م)، ص4 (من بحوث مؤتمر الملك عبدالعزيز). (2) المصدر السابق، ص5. (3) نفس المصدر، ص11. (4) السياسة الخارجية السعودية بين السياسة والتطبيق، ص99. (5) د. أمين ساعاتي، التطورات السياسية في المملكة العربية السعودية، ص142. (6) د. عبدالرحمن صالح الشبيلي، إنجازات الملك فيصل، ص20. (7) المصدر السابق، ص22. (8) نفسه، ص18. (9) مجلة الفيصل، عدد خاص (تاريخ أسطورة من ذهب)، العدد 383، مايو 2008م. (10) عبد الرحمن بن عبد العزيز العثمان، عبقرية التجربة السعودية، ص317 - 318. (11) المصدر السابق. (12) د. إبراهيم فؤاد عباس، المملكة وفلسطين، بانوراما تاريخية لمسيرة الدعم السعودي للقضية الفلسطينية 1348ه/ 1929م- 1427ه/ 2004م، ص126. (13) قراءة في وثائق مكتبة الملك عبدالعزيز العامة حول القضية الفلسطينية، صحيفة الرياض، 19 محرم 1428ه- 07 فبراير 2007م. (14) د. عبدالفتاح أبو علية والأستاذ رفيق شاكر النتشة، المملكة العربية السعودية وقضية فلسطين، ص291 (15) المصدر السابق. (16) د. إسماعيل أحمد ياغي، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وقضية فلسطين، 1354ه - 1367ه/ 1936م/1948م، بحوث مؤتمر المملكة العربية السعودية في مائة عام، الرياض 07 - 11 شوال 1419ه - 24 - 28 يناير 1999م. (17) د. إبراهيم فؤاد عباس، مصدر سابق، ص60. (18) المصدر السابق، 60-61. القنصلية السعودية في حي الشيخ جراح في القدس قبل العام 1948م، ويظهر في الصورة القائم بالأعمال والوزير المفوض عبدالعزيز الكحيمي وعدد من الجنود السعوديين رحمهم الله جميعاً