نشر الحساب الرسمي للهلال على موقع التواصل الاجتماعي والتدوين القصير "تويتر" التقرير السنوي للنادي عن العام 2020 - 2021 وهي ليست المرة التي يظهر فيها هذا التقرير للملأ لتسليط الضوء على جوانب العمل الإداري والرياضي والمالي بجوانبه كافة. التقرير الذي جاء في 97 صفحة كان متكاملاً ولم يترك شاردة ولا واردة، بدءا بلمحة تاريخية عن قصة التأسيس على شيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد، ومروراً بالوقت الحاضر وانتهاء بمستهدفات العمل الإداري والمالي والأنشطة الرياضة في مختلف الألعاب والرياضات والفئات العمرية. بدأ التقرير بكلمة لرئيس النادي فهد بن نافل الذي وصف العام الفائت بأنه "سنة عنوانها الذهب" ثم توالت الصفحات مستعرضة بطولات النادي ال64 في الموسم الماضي في مختلف الألعاب الرياضية والدرجات، ومن ثم شرح رؤية النادي ورسالته، إذ يطمح النادي بأن يكون الأفضل محلياً وآسيويا وعلى مستوى الشرق الأوسط، قبل أن يستعرض التقرير استراتيجية النادي في سبيل تحقيق أهدافه وتحويل رؤيته إلى واقع ملموس وهو الواقع الذي يُستمد من التفوق الرياضي، التميز المؤسسي، المسؤولية الاجتماعية، والاستدامة المالية، لتحقيق الأهداف الاستراتيجية بواسطة الممكنات الرئيسة وهي التحول الرقمي، تعزيز التواصل مع المشجعين، فريق عمل مميز واحترافي، بجانب بناء الشراكات محلياً ودولياً. واستعرض التقرير الأهداف المستقبلية وأبرز التحديات التي تواجه النادي، في حين كان واضحاً حرص إدارة النادي الكبير على وضع مؤشرات أداء رئيسة واضحة وقابلة للقياس تشمل الجانب الرياضي، والجانب الإداري، والجانب المالي والتسويقي، والمسؤولية الاجتماعية، مع وضع خط أساس ووحدة للقياس والوضع الراهن وتحديد المستهدفات في موسم 2024 - 2025. التقرير كشف أيضاً عن الهيكل التنظيمي للنادي، والارتباط التنظيمي لكل وحدة وقسم إداري داخل النادي، إذ ترتبط إدارة المراجعة الداخلية بشكل مباشر برئيس النادي، فيما ترتبط شركة الهلال الاستثمارية بمجلس الإدارة ما يعطي دلالة على الأهمية القصوى لإدارة المراجعة الداخلية والتي تلعب دوراً كبيراً في التدقيق المالي وتعزيز دور مبادئ الحوكمة بجانب ارتباط الذراع الاستثماري للنادي بمجلس الإدارة، فيما تتوزع مهام مجلس الإدارة على هذه الإدارات والوحدات كلاً حسب طبيعة تخصصه. التقرير احتوى على استعراض مفصل لمختلف فرق النادي والألعاب الجماعية والفردية وشمل أسماء كل اللاعبين الذين يمثلون النادي علاوة على ما أنجزه النادي في العام الماضي من تعاقدات في مختلف الألعاب والدرجات. لا يمكن لكل مطلع حصيف إلا أن يرفع القبعة لإدارة الهلال على هذا العمل الكبير والمتكامل والشفافية الرائعة بتقديم كل ما يخص النادي الكبير ووضعه في أيدي الجماهير "الزرقاء" والمتابعين كافة، ليبرهن الهلال مجدداً على أنه النادي السعودي الأول إدارياً ورياضياً ومالياً فضلاً عن ريادته في المسؤولية الاجتماعية. يحق لكل منتم ومحب للهلال الفخر بهذا النوع من العمل وبهذه العقلية الفريدة في الرياضة السعودية، إذ يخطو النادي الجماهيري الكبير خطوات كبرى ومتسارعة ليقدم نفسه كأكثر الأندية السعودية جاهزية لدخول مرحلة التخصيص، فهو يقف في منطقة مختلفة عن أقرانه من الأندية الأمر الذي يمكنه أكثر من غيره من تحقيق رؤيته بأن يكون النادي الأول في الشرق الأوسط وآسيا من مختلف الجوانب وليس فريق كرة القدم فحسب. المؤكد أن ما قدمته إدارة الهلال يمكن أن تبني عليه وزارة الرياضة ليكون نموذجاً ومرجعاً لبقية الأندية في تعاملها وإفصاحاتها وتقاريرها السنوية، إذ يمكن القول إن التقرير هو أشبه بالتقارير السنوية لمجالس إدارة الشركات ذات المكانة المرموقة في مختلف المجالات، بالنظر إلى شمولية التقرير ووضوح محتوياته التي تشكل أهمية كبرى لكل أصحاب المصلحة والأطراف ذات العلاقة والمهتمين بالنادي فضلاً عن محبيه وجماهيره.