يقول خبراء الاستراتيجيات إنه لن يكتب النجاح لأية استراتيجية أياً كان من قام بتصميمها إلا إذا تضافرت فيها ثلاثة عوامل: إشراك جميع المعنيين في عملية التخطيط، والتوعية الشاملة، ودعم القيادة، وهذه الأخيرة برأيي هي أم العوامل وأساسها. فالاستراتيجية الشاملة لنادي سباقات الخيل في المملكة وما تحدثه اليوم من تغييرات جذرية هي أحد أهم الشواهد على هذا المبدأ، فالتطور الذي يقوده صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل رئيس مجلس إدارة الهيئة العليا للفروسية، ورئيس مجلس إدارة نادي سباقات الخيل، أصبح واقعاً ملموساً بما يلحظه أصحاب العلاقة والمهتمين من قفزات نوعية واستثنائية اختصرت الكثير من مسافات الزمن التقليدي للتطوير بقرارات جريئة، وتخطيط أقل ما يمكن وصفه بالحقيقي والقابل للتنفيذ، والمتابع يلحظ ما يجري من تحديثات على مستوى الجوائز في البطولات والكؤوس الكبرى إضافة إلى البطولات الجديدة، والتعديلات في الأشواط، كما لا تخلو هذه النقلات فنياً من الخصوصية الوطنية التي شملت الخيالة السعوديين المحترفين، وهو ما يتوافق ويلتقي مع الرؤية الطموحة في مجتمع حيوي. وعلى الجانب الآخر لا يمكن إغفال التطور الملموس واللافت أيضاً في الحراك الإعلامي الذي يلعب دوراً رئيساً في تشكيل الصورة الذهنية عن رياضة الفروسية في الداخل السعودي والخارج، والمتجدد في وسائله وطريقة تغطية الأحداث والفعاليات الخاصة برياضة الفروسية. إن الانتقال بالفكر الاستراتيجي لرياضة الفروسية في المملكة نحو العالمية يشكل سمة بارزة يقودها صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل بدعم القيادة الرشيدة، وهو انتقال مدروس أساسه الابتكار الجذري في المبادرات والفعاليات وتوجهه نحو أهداف محددة ونتائج تتجاوز فكر التنفيذ إلى فكر تحقيق الأثر على كل أصحاب العلاقة من الملاك والجوكي والمتدربين. والمطروح في هذا التوقيت تأسيس أكاديمية للتدريب والتطوير تعني بالمتدربين الجدد، وتنقل أفضل الممارسات العاملة للمحترفين في المجال، وتتبنى تمكين فئات النشء والشباب منذ البداية، وبالتعاون مع الجهات ذات العلاقة مثل وزارة التعليم ووزارة الرياضة وغيرها من الهيئات ذات الصلة ومشاركة القطاع الخاص بحيث يتم تحقيق الجاهزية للأجيال المقبلة لترفع الراية خفاقة في المحافل العالمية، وستشكل المبادرات النوعية الجديدة التي يمكن تبنيها عبر التوجه للعالمية.