قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الجمعة إن بريطانيا لن تعترف بحكومة طالبان الجديدة في كابول، لكن سيتعين عليها التعامل مع الواقع الجديد في أفغانستان مضيفا أنها لا تريد أن تشهد انهيار النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد. وصرح راب خلال زيارة لباكستان بأنه لم يكن ممكنا إجلاء نحو 15 ألفا من كابول بدون بعض التعاون مع طالبان التي استولت على العاصمة الأفغانية في 15 أغسطس. وقال «ندرك بالفعل أهمية أن نظل قادرين على الحوار ووجود خط مباشر للاتصالات». وتعكس تصريحات راب التوازن الذي تسعى بلدان مثل الولاياتالمتحدةوبريطانيا لتحقيقه في أعقاب انتصار طالبان وانهيار الحكومة المدعومة من الغرب. وتخشى الدول الغربية من أن تخلف أزمة إنسانية وشيكة في أفغانستان وانهيار اقتصادي مئات الآلاف من اللاجئين. وأشار راب إلى أن بريطانيا أفرجت عن شريحة أولى قيمتها 30 مليون جنيه استرليني (41.5 مليون دولار) من مساعدات إنسانية للدول المجاورة لأفغانستان التي قد تتحمل وطأة أي نزوح كبير للاجئين. وذكر أن ميزانية المساعدة المقدمة لأفغانستان زادت إلى 286 مليون جنيه، لكن المدفوعات المستقبلية ستكون عبر جماعات إغاثة. من جانبه يهدف الاتحاد الأوروبي لتنسيق اتصالاته مع طالبان عبر تواجد مشترك للتكتل في كابول للإشراف على عمليات الإجلاء ولضمان أن الحكومة الأفغانية الجديدة تفي بتعهداتها. وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان خلال اجتماع وزراء خارجية التكتل في سلوفينيا «قررنا العمل بطريقة منسقة، لتنسيق اتصالاتنا مع طالبان، بما في ذلك من خلال تواجد مشترك للاتحاد الأوروبي في كابول... إذا تم الوفاء بالشروط الأمنية». ويسعى الاتحاد الأوروبي أيضا لتنسيق الانخراط مع شركاء في المنطقة في مجالات مثل تدفق المهاجرين والجريمة المنظمة. وعادت طالبان إلى السلطة بعدما أطاحها تحالف بقيادة الولاياتالمتحدة قبل عشرين عاما، ووعدت حركة طالبان بتشكيل حكومة «شاملة»، وضاعفت منذ دخولها كابول في 15 أغسطس، التصريحات الهادفة إلى طمأنة السكان والمجتمع الدولي. في الأسابيع الأخيرة، أقامت حركة طالبان اتصالات مع شخصيات أفغانية معارضة على غرار الرئيس السابق حامد كرزاي، ونائب الرئيس السابق عبدالله عبدالله. ومن بين السيناريوهات المحتملة المتداولة، يتوقع أن يمارس زعيم طالبان الملا هبة الله أخوند زادة السلطة العليا كزعيم ديني للبلاد، وفقا لقناة تولو نيوز التلفزيونية الأفغانية الخاصة. وستعهد مسؤولية إدارة الحكومة إلى شخص آخر. ومن المتوقع أن يشغل المؤسس المشارك للحركة عبدالغني بردار، منصبا مهما داخل الحكومة، وفقا لتولو نيوز. والجمعة، أعلنت شركة طيران أفغانية استئناف رحلاتها الداخلية، بعد حوالى ثلاثة أسابيع على سيطرة حركة طالبان على البلد. وبعد أسبوع تقريبا من انتهاء الجسر الجوي الذي أقيم في مطار كابول لإجلاء أفغان ورعايا أجانب، تواصل الشبكات الدبلوماسية نشاطها في محاولة لمساعدة اللاجئين الأفغان.