ذكر صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية في كلمة له خلال مؤتمر قمة بغداد للتعاون والشراكة أمس السبت أن «الروابط بين المملكة العربية السعودية والعراق تاريخية» مشيرا إلى أن هناك تطورا كبيرا اليوم في العراق. وأضاف، «نحن ندعم العراق ومستمرون في دعم أمن واستقرار العراق لتحقيق المصالح المشتركة، وتكثيف التعاون في مجالات الطاقة والربط الكهربائي وتطوير المعابر الحدودية». الحجرف: قادة مجلس التعاون يدعمون العراق في المجالات كافة وقال: «المملكة تدعم الحكومة العراقية والسعي لتحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب، وسنستمر في مواجهة خطر التطرف والإرهاب ومواجهة تنظيم داعش الإرهابي والسيطرة على السلاح المنفلت». وتابع، «مستمرون بالتنسيق مع العراق لمواجهة خطر الإرهاب والتطرف، ونتطلع للعمل مع إخوتنا في العراق لتحقيق التعايش السلمي وأن العراق قادر على تحقيق الازدهار وسندعم العراق». من ناحيته أكد المتحدث باسم مجلس الوزراء العراقي وزير الثقافة والسياحة د. حسن ناظم ل»الرياض» أن مشاركة المملكة في قمة مؤتمر بغداد للتعاون والشركة دعم لاستقرار العراق، مؤكداً أن مشاركة الأمير فيصل بن فرحان في المؤتمر دعماً للعراق على كافة المستويات، حيث شهدت القمة لقاء رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بوزير الخارجية، وتم خلال اللقاء دعم سبل العلاقات وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين، ما يؤكد مستوى التنسيق المشترك بين قيادة البلدين على دعم واستقرار المنطقة وحفظ الأمن والسلم الدوليين، وأضاف حيال المؤتمر أنه لم يقتصر فقط على مسائل التوترات في المنطقة، وإنما هو مؤتمر شامل للأمن والاقتصاد والبيئة، مبيناً أن العراق عمل حثيثاً على العودة للحضن العربي، وبناء علاقات مميزة مع الدول العربية، حيث قام رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي بجولات مكوكية، شهدت زيارة مميزة للمملكة والإمارات، وعقد قمة ثلاثية مع مصر والأردن في العاصمة الأردنية عمان، وكل هذه المؤشرات تشير إلى اتجاه هذه الحكومة لتمتين العلاقات المهمة واستعادة الدور الإقليمي للعراق في المنطقة، وهذا الأمر بمباركة من إخواننا وأشقائنا في المملكة التي تتميز بعلاقات قوية مع أبناء الشعب العراقي، ونعتقد حالياً أن الظروف مهيأة أن تكون وضعية جديدة لدور العراق فيها على الصعيد الدبلوماسي والإقليمي، وأكد أن المجلس التنسيقي السعودي - العراقي أصبح مميزاً على مستوى عال، وشهد لقاءات عديدة في المملكة والعراق على مستوى عدة جلسات رسمية أخوية جاء على إثرها افتتاح منفذ جديدة عرعر ومنفذ عرعرالعراقي البري، ما يؤكد على شراكات اقتصادية قادمة بين البلدين، وهذا المؤتمر يعزز لهذه الشراكات وخطوات أكثر في هذا الباب، فضلاً عن محاور أخرى أمنية، ومحاور أخرى كالبيئة وما تتعرض له المنطقة في وسائل المناخ والاحتباس الحراري، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر هو أبعد وأكبر من أي توترات، فحين تستقر دول المنطقة وتخف التوترات ينعكس ذلك على العراق وكذلك المنطقة ودول الجوار. وقال: «العراق والمملكة بينهما امتداد تاريخي واجتماعي، وهو أمر طبيعي نعود إليه ونعززه وندعمه، وسعداء بهذه العلاقة المميزة مع الأشقاء في المملكة». وأشار إلى أن الحكومة العراقية نجحت بجمع دول الجوار الإقليمي، وكذلك الفاعلين في المنطقة من أجل نجاح القمة ودعم استقرار المنطقة على كافة الأصعدة. بدوره قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في كلمته خلال مؤتمر قمة بغداد للتعاون والشراكة السبت: إن «العراق خاض حربا شريفة ضد الإرهاب وصمد أمام المعركة، ونحن اليوم نقول له إنه يجب أن يجني ثمار التنمية بعد أن قدم تضحيات هائلة». وأضاف أن العراق «يسعى إلى فتح مجالات للتعاون وما نريده تحقيق الاستقرار للعراق». وتابع أن «العراق يسعى لبناء علاقات جديدة مع دول المنطقة والإقليم». وقال: «علينا احترام السيادة وعدم التدخل في شؤون الدول وأن يكون العراق جسرا للتواصل وليس ساحة للصراع». وتابع «علينا محو كلمة الطائفية من المنطقة وتوسيع سياسة حسن الجوار ومكافحة الإرهاب والانتصار عليه ومحاربته أيا كان لونه». من ناحيته، ذكر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف في كلمته أمام قمة بغداد للتعاون والشراكة «أن علاقتنا مع العراق تقوم على أساس إقامة علاقات استراتيجية لتحقيق الأهداف المشتركة، وأن قادة مجلس التعاون الخليجي يدعمون العراق في جميع المجالات وإعطاء أولوية خاصة للعمل المشترك معه وتعزيز الشراكة الاستراتيجية. وأضاف، «علاقاتنا مع العراق تأتي ضمن الثوابت ونعمل على تنفيذ مشروع الربط الكهربائي مع العراق، وتنظيم مؤتمر للاستثمار في العراق ونتطلع إلى تعزيز العلاقات مع العراق». وقال: «علينا مواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب وتجفيف منابع الإرهاب وإرساء العلاقات الاستراتيجية وحماية سلامة وهوية العراق العربية، ودعم العملية الدستورية ودعم الرخاء ومواجهة التحديات وتعزيز سيادة الدولة ومكافحة الإرهاب». ومن جانبه، قال سهيل بن فرج وزير الطاقة الإماراتي، في كلمته أمام المؤتمر إن «هذا المؤتمر خطوة مهمة يعكس اهتمام المنطقة بالعراق، وهو مبادرة شجاعة لتحقيق الرخاء والاستقرار للعراق». وأضاف، «دولة الإمارات تدعم العراق في خطواته لتحقيق الرخاء ومواجهة التحديات، وأن العراق الموحد هو تحقيق لأركان السلام الإقليمي، وأننا نؤمن بالعلاقات الإيجابية، وحل النزاعات بالطرق السلمية ونحن ننظر إلى هذا المؤتمر بأهمية لتحقيق السلام». وقال: «إننا لن ندخر جهدا لدعم العراق والوقوف إلى جانبه لمواجهة التحديات». العراق في قلب دول الخليج على مر الأزمان (أ ف ب)