الثالثة مع هلال جارديم لم تكن ثابتة، وهذه المرة لم تسلم الجرة، واستطاع الباطن أن يفعل ما عجز عنه الطائي والتعاون، فعطل حامل اللقب بالتعادل بمساعدة الصديق جارديم مدرب الهلال الذي واصل إصراره على اللعب بطريقة لا تصلح للهلال، ولا تنفع مع خصومه المتترسين، وزاد على ذلك إصراره على إبطاء عملية إشراك بيريرا في المنظومة الزرقاء على الأقل حتى يحصل على الانسجام الكافي قبل المعترك الآسيوي الأهم، ووقوعه في العديد من الأخطاء المتكررة على صعيد التشكيل والتكتيك والتغيير أثناء المباراة، وهي أخطاء ساهمت بلا شك في تعثر الفريق بتعادل بطعم الخسارة مع الباطن، وجعلت تحقيق الهلال الفوز على الخصم والحكم البوليفي المهزوز جيري فارغاس وحكم الفيديو الإكوادوري كارلوس أورب ومساعده إبراهيم الدخيل أمرًا في غاية الصعوبة! لا شك أنَّ الأخطاء واردة ومتوقعة من أي مدربٍ حديث عهدٍ بالفريق؛ لكن بعض الأخطاء لا يمكن تبريرها ولا تمريرها، والإبقاء على لاعب بحجم وإمكانات ماثيو بيريرا على دكة الاحتياط حتى آخر نصف ساعة في ظل تراجع أداء كاريلو وسالم الدوسري وعجزهما مع موسى ماريغا وغوميز عن تهديد مرمى الباطن بشكل حقيقي أمر يثير الاستغراب، وكان من المفترض أن يشارك بيريرا على الأقل من بداية الشوط الثاني، ولو حدث ذلك لاستطاع الهلال أن ينهي المباراة لصالحه رغمًا عن الحكم وغرفة الفار التي حرمت الهلال من ضربتي جزاء على الأقل، وتجاهلت طرد لاعب الباطن عبدالعزيز دمدم! لكن أخطاء جارديم في أول 3 مواجهات في الدوري لا تبرر مبالغة بعض الهلاليين في الانتقال المفاجئ من مرحلة انتقاد المدرب إلى الانتقاص منه والحديث المبكر عن فشله وعدم مناسبته للهلال، وهو الخطاب المتعجل الذي جاء بلا شك على هوى الإعلام المضاد الحريص كل الحرص على ضرب ثقة الجماهير الهلالية بالمدرب الجديد، ومحاولة صب الزيت على النار في العلاقة بين الهلاليين ومدربهم الكبير الذي أعتقد أنه مع مزيد من الوقت والهدوء والنقد البناء البعيد عن الإقصاء سيصحح كل هذه الأخطاء ويقدم لعشاق كبير آسيا هلالًا يسر الهلاليين! النتيجة السلبية التي خرج بها الفريق أمام الباطن وخسارة أول نقطتين واستمرار الأداء غير المقنع ووقوع المدرب بجملة من الأخطاء هي النصف الفارغ من الكأس، أما النصف المليء فهو أنَّ كل هذا حدث قبل فترة التوقف وقبل المواجهة المهمة أمام الاستقلال الإيراني بعد أسبوعين من الآن، ولاشك أنَّ هذا سيعطي جارديم الفرصة لتدارك هذه الأخطاء التي سيكون وقعها أكبر وردة الفعل عليها أقوى وأخطر إن هي تكررت في الاستحقاق الآسيوي الذي لا يحتمل التجريب ولا الفلسفة ولا العناد! قصف - على الهلاليين أن يحذروا من محاولات جرهم للحكم باكرًا على جارديم، هناك من يقاتل لحدوث ذلك، لأنَّه مازال يتوجع من قوة (السحبة)! - بيريرا ضالة الهلال في منتصف الملعب، ويملك القدرة على اختصار الكثير من الوقت والجهد الذي يبذله الفريق للوصول إلى مرمى الخصم! - العودة إلى الحكام الأجانب المتواضعين كالبوليفي فارغاس والأوروغوياني ماتنونتي أمر لا يليق بدوري تصرف عليه المليارات!