إن من العجيب والأمر الغريب الذي يقف أمامه الحليم حيرانا؛ كيف أن البعض أصبح يسمي الأمور بغير مسمياتها، فأصبح المعروف لديه منكرا والمنكر معروفا، ثم يتساءل العقلاء ما السبب؟! وما هذا الخطب الجلل؟!، أهي العقول قد غُسِلَت؟!، أم هو الهروب من تأنيب الضمير بالانضمام إلى زمرة الكثير؟ أو هي لوثات فكرية قد تسللت لعقود إلى بعض العقول، وانعقدت عليها القلوب، وأصبح المؤمن بها، يلفظها دون أن يشعر بمدى خطرها وضررها؟ لكن حين نقف متأملين متفكرين، يتبين لنا أن هذا والله من انتكاس المفاهيم، وما أعنيه هو من الجانب الشرعي والفطري مجردًا، فنرى قوامة الرجل عند البعض أصبحت تسمى ذكورية، وتمرد المرأة وعصيانها لولي أمرها قوة شخصية، وإعفاء اللحية ولبس الحجاب الشرعي تشددا وتخلفا ورجعية، وكيف وصل بالبعض أن يرفض أمرًا مشروعا وكأنه منكر، ويجاهر بالمعصية ويرى ارتكابها حرية، ولا دخل لها بالعبودية، ونصح وتأديب الآباء للأبناء صوروه بالتعنيف والإيذاء النفسي، وهناك أشياء عديدة لمعوها باسم الحب والحب منها براء، والنصيحة وصاية، وغيرها الكثير الكثير.