قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي اليوم الثلاثاء إن ملايين الأفغان قد يواجهون المجاعة بسبب الصراع والجفاف وجائحة فيروس كورونا ودعا الزعماء السياسيين إلى التحرك بسرعة. وأضاف لرويترز من الدوحة "أفغانستان في مهب الريح بسبب سنوات من الجفاف والصراع والتدهور الاقتصادي الذي تفاقم بسبب كوفيد". وأضاف "ارتفع الآن عدد من يقفون على شفا المجاعة إلى 14 مليونا". حيث حذرت الأممالمتحدة الثلاثاء من أن انخفاض إمدادات المساعدات الغذائية يهدد بإغراق أفغانستان التي دمرتها حروب، في كارثة إنسانية عند حلول الشتاء. منذ سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان قبل عشرة أيام، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه تمكن من إحضار 600 طن متري من المواد الغذائية و16 شاحنة جديدة إلى هذا البلد، لتسريع الاستعدادات لمساعدة عائلات خلال الشتاء القارس. لكن نائبة المدير الاقليمي للبرنامج أنثيا ويب قالت للصحافيين في جنيف إن الوقت يدهم الوكالة لإيصال المساعدات إلى حيث ينبغي. عادة في هذا الوقت من العام يكون برنامج الأغذية العالمي بصدد تخزين المواد الغذائية في أنحاء البلاد وتوزيعها على العائلات المحتاجة قبل أن تحاصرها الثلوج الكثيفة. لكن أمام مستويات التمويل المحدودة والاحتياجات المتزايدة، قال البرنامج هذا العام إنه يواجه خطر نفاد مخزون دقيق القمح الذي يشكل صلب إمداداته، اعتبارا من تشرين الأول/أكتوبر. وقالت ويب "لدينا بضعة أسابيع فقط لتأمين التبرعات الضرورية قبل أن تقطع الثلوج الممرات الجبلية". وحذرت من أنه عندما تتساقط الثلوج سيكون قد فات الأوان للمساعدة. وأي تأخر إضافي في استعدادات برنامج الأغذية العالمية من شأنه أن يؤدي إلى وفيات، حسبما حذرت ويب مضيفة أن الوكالة بحاجة ل200 مليون دولار على الفور لتقديم المساعدة المنقذة للأرواح "قبل فوات الأوان". وقالت إن "كارثة إنسانية تترصد شعب أفغانستان هذا الشتاء ما لم يجعل المجتمع الدولي حياتهم أولوية". وكان البرنامج قد حذر من أن ثلث الأفغان البالغ عددهم 14 مليون نسمة، يواجهون مخاطر الجوع الشديد أو الحاد. ويأتي هذا التقييم فيما تخشى منظمات إنسانية أن يعرقل وصول طالبان إلى السلطة عمليات إيصال المساعدات ووصول الموظفين. يواجه هذا البلد أيضا ثاني جفاف حاد في ثلاث سنوات والآثار الاجتماعية والاقتصادية لكوفيد-19، اضافة إلى تداعيات النزاع ونزوح الأهالي. وشددت ويب على أن الوكالة تعلم كيفية الحيلولة دون اندلاع أزمة جوع رغم وصول طالبان إلى السلطة، مشيرة إلى أنها موجودة في أفغانستان منذ 1963، بما يشمل الفترة التي كانت فيها طالبان تسيطر على الحكم في تسعينات القرن الفائت. وقالت إن الوكالة تمكنت من الوصول إلى 80 ألف شخص في الأسبوع الماضي وحده، إضافة إلى خمسة ملايين شخص وصلت اليهم منذ مطلع العام.