في أدبيات الإدارة موضوعات عن إدارة الذات والتحفيز الذاتي يختصرها بعض الكتاب بعبارة، السيد النجاح، السيد الفشل، من هؤلاء السيد ريتشارد دني، الذي نجح في تأليف كتاب عملي عن الحوافز يتحدث فيه عن التحفيز الذاتي وتحفيز الآخرين. حسب السيد ريتشارد فإن الشخص المحفز ذاتيا يؤدي الأعمال المهمة وغالبا الأعمال المزعجة أو الصعبة قبل أداء الأعمال الممتعة، يصل السيد ريتشارد إلى نتيجة مؤداها أن بيئة العمل فيها نوعان من الموظفين، السيد النجاح، والسيد الفشل. السيد الفشل يشجع على التأجيل، وتجنب المهام المزعجة والمماطلة، السيد النجاح عكس ذلك تماما، ولهذا يقترح السيد ريتشارد فصل (السيد الفشل). وحيث إن الحديث عن الحوافز نقول، ربما هناك حلول أخرى قبل قرار الفصل يتمثل في تقييم أداء السيد الفشل لتحديد أسباب فشله والتوصل معه إلى حلول قد يكون من ضمنها التدريب والحوافز المعنوية. في التنظير، نقول إن الفشل طريق النجاح ونقول أيضا أن بيئة العمل الإيجابية هي التي توفر ظروف النجاح للجميع، من هذه الظروف مناقشة الموظف في أدائه وتحديد الجوانب التي تحتاج إلى تطوير ودعمه معنويا لاستثمار فرص التطوير، هذا النقاش يكون مفيدا حين يركز على الأداء وليس على نقد شخصية الموظف.، لا يمكن تحفيز الموظف إذا أطلقنا عليه صفة فاشل، وحكمنا عليه بالفشل إلى الأبد. لا بد من تحديد أسباب عدم نجاح الموظف أو عدم تكيفه، هذه خطوة عادلة وإيجابية قبل الوصول إلى قرار الفصل. عندما تعمل المنظمة كأسرة فسوف تحرص على نجاح الجميع في مسارات مختلفة تبعا للفروق الفردية وتنوع القدرات والرغبات والهوايات، كل أفراد الأسرة لهم نفس الأهمية والفرص والدعم مهما حدث من أخطاء أو فشل في أداء بعض المهام، أحيانا لا يتمكن أحد أفراد الأسرة مثلا من إكمال الدراسة، هذا لا يعني أنه فاشل لأنه قد ينجح في مجالات أخرى تتفق مع ميوله ومهاراته التي لا يجد ما يناسبها في مقاعد الدراسة. انطلاقا من مبدأ، لا يوجد إنسان سيئ، نقول، لا يوجد موظف سيئ. دعم الموظف بالثقة به من خلال تكليفه بأعمال مهمة يعزز ثقته بنفسه، هذه الثقة من أهم الحوافز التي تجعل الموظف عضوا مهما وفعالا في فريق العمل.