يعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي السابق «جون بولتون» من «صقور» المحافظين الجدد القادمين من حقبة جورج بوش الابن التي يكرهها ترمب، ولكن رغم ذلك تمكّن بولتون من الاستحواذ على أرفع المناصب في إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب ليشغل بولتون منصب مستشار الأمن القومي الأميركي بين أبريل 2018 وسبتمبر 2019، وهو الذي شغل في الماضي منصب مبعوث الولاياتالمتحدة إلى الأممالمتحدة بين العامين 2005 - 2006. وعلى الرغم من محاولات بولتون لدفع إدارة دونالد ترمب لتحقيق رؤيته التدخلية وتشجيع الإدارة على استخدام القوة الأميركية، ظلّ الرئيس السابق ترمب متمسكاً برؤيته الانعزالية القائمة على شعار «أميركا أولاً» والتي يقوم جوهرها على حماية الحدود الأميركية من أي اعتداءات خارجية دون توسيع نطاق الحروب والصراعات المكلفة. وبعد أن عجز بولتون عن دفع إدارة ترمب للتحرّك عكس التيار والمزاج الأميركي العام المتعب من الحروب والصراعات، خرج من إدارة ترمب كما خرج منها عشرات المسؤولين الذين اتّهموا الرئيس السابق دونالد ترمب باللامبالاة والتهور، أما في حالة بولتون، فترمب هو من اعتبر بولتون متهوراً فكتب ترمب على حسابه في تويتر «لو استمعت لبولتون لكنا نخوض اليوم الحرب العالمية السادسة». في حوار أجرته «الرياض» مع مستشار الأمن القومي السابق دافع بولتون بشراسة عن نظريته للقوة والصدارة الأميركية التي يجب إرساؤها عبر استخدام القوة للردع والرد دون تردد على أي معتدين فعليين أو محتملين، وعلى الرغم من توجّه الحزبين الديموقراطي والجمهوري نحو عدم توريط أميركا في حروب جديدة، قال بولتون ل»الرياض»: إن انسحاب أميركا الأخير من «أفغانستان» سيعيد صياغة السياسات الخارجية الأميركية، إذ يرى أن سيطرة طالبان السريعة على أفغانستان وانهيار البلاد بعد خروج أميركا سيجرّ أقدام الإدارة الأميركية الحالية والإدارات المستقبلية إلى حقبة جديدة من الحروب والتدخّلات في مختلف مناطق العالم بما في ذلك الشرق الأوسط، وبالتالي لن ينتهي عهد الحروب الأميركية الضارية كما يشاع بحسب جون بولتون. ويكشف بولتون في حواره مع «الرياض» عن أسباب فشل إدارة جو بايدن حتى اليوم في تحقيق وعدها بالعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، حيث طلبت طهران من واشنطن تقييد الإدارات الأميركية القادمة في السياسات تجاه إيران وهو أمر يرفضه الدستور الأميركي، وتحدّث بولتون عن كواليس محادثات «الاتفاق النووي الإيراني» في فيينا معرباً عن عدم قناعته بجديّتها ما لم يتم إشراك الحلفاء العرب وإسرائيل في هذه المحادثات على غرار إشراك حلفاء أميركا مثل «اليابان وكوريا الجنوبية» في المحادثات النووية مع «كوريا الشمالية». وأعرب بولتون عن تفاؤله بتوجه السعودية الحازم ضد الإرهاب والتطرّف مشدداً على دور إيران المحوري في تأجيج التطرف في الشرق الأوسط. وما بين القوتين الصينية والروسية، اعتبر بولتون «الصين» خطراً استراتيجياً لا بد من مواجهته، متحدثاً عن انحياز جيران «الصين» للولايات المتحدة وتعاونهم مع واشنطن لاحتواء الصين، بينما قال بولتون إن روسيا ضعيفة و»مسنّة» وضعفها يمنع بوتين من تحقيق طموحه بإعادة الدور العالمي لروسيا المهددة بخطر ابتلاعها واستغلالها من قبل الصين وهو سيناريو تعمل الولاياتالمتحدة لتجنبه. وفيما يلي حوار «الرياض» مع مستشار الأمن القومي الأميركي السابق: تبعات الانسحاب من أفغانستان * على مدار العقد الأخير، ورغم اختلاف الإدارات التي وصلت إلى البيت الأبيض رأينا كلا من أوباما وترمب والآن بايدن يدعون إلى سحب أميركا مما يسمى بالحروب غير المنتهية، هل تعتقد أن مستقبل السياسات الخارجية الأميركية ذاهب إلى الانعزالية والابتعاد عن الصراعات خاصة في الشرق الأوسط؟ * لا أعتقد بوجود تراجع للدور الأميركي، ورغم شيوع الحديث هذه الأيام عن الانسحاب النهائي المرتقب من الشرق الأوسط فمن الضروري أن نعرف أن هذه القضية محل نقاش كبير وحاد في واشنطن وليست محسومة كما يعتقد البعض، وللأسف بعد الانسحاب من أفغانستان وسيطرة طالبان وتقدمها الكبير في البلاد، سيكون هناك تبعات تترتب على هذا الانسحاب وسيكون لنتائج انسحابنا من أفغانستان والفوضى المترتبة على ذلك تأثير مباشر على التوجه الأميركي الخارجي والدعوات إلى التركيز على شرق آسيا وتجاهل الشرق الأوسط، وبالتالي أرى أنه رغم الحديث الكبير عن دخول الولاياتالمتحدة الأميركية حقبة جديدة تتميز بالانعزالية والانسحاب من الشرق الأوسط، فإن كل هذا لن يحدث وأعتقد أن هناك من يوافقني بهذا الرأي على نطاق واسع. لا محادثات جدية مع إيران من دون إشراك «دول الخليج» و«إسرائيل» على غرار إشراك حلفائنا في آسيا بمحادثات نووي «كوريا الشمالية» بايدن والاتفاق النووي * على الرغم من وعود الرئيس جو بايدن المبكرة بالعودة إلى الاتفاق النووي لم تحدث العودة حتى اليوم ولا تزال العقوبات مطبقة على إيران، ما الذي يمنع واشنطن برأيك من العودة إلى اتفاق العام 2015؟ * إدارة بايدن حاولت أن تقدم لإيران الكثير من التنازلات وبالتالي العودة لم تحدث ليس لأن إدارة جو بايدن متشددة مع إيران لكن إيران ترى أن إدارة جو بايدن ضعيفة بما يكفي لتقدّم لهم التنازل تلو الآخر، وآخر تنازل تطلبه إيران هو أن تقوم إدارة جو بايدن بتقييد أي إدارة قادمة ومنعها من الخروج من الاتفاق النووي إذا حدثت العودة إليه في عهد بايدن، وهذا أمر غير ممكن في ظل نظام ديمقراطي فلدينا انتخابات مستقبلية مهمتها تحديد الرؤساء المستقبليين وأجنداتهم، ومن حق الرئيس المستقبلي أن تكون له حرية رسم سياسات خاصة بعهده بما في ذلك ترك «الاتفاق النووي» مرة أخرى إذا ارتأى ذلك. رأينا مؤخراً ترسيم الرئيس الجديد في إيران وهو برأيي أمر لن يأتي بأي سياسات جديدة فالمتشددون هم أصلاً من يسيطر على كل المؤسسات الأساسية في الدولة الإيرانية منذ وصول هذا النظام إلى السلطة، وأعتقد أن الرئيس الجديد لإيران إبراهيم رئيسي، يرى نفسه كمرشد أعلى مستقبلي وهكذا يراه المتشددون في النظام الإيراني وهذا يعني أننا لن نشهد أي خط مستقبلي لين من قبل إيران مع المجتمع الدولي، وبالتالي يتعيّن على بايدن مواجهة الحقائق الصعبة والاعتراف بها إذا كانت أولويته فعلاً كما يقول تقييد نووي إيران فتقييد نوويها والتخلص من شرورها لن يحدث إلا بالتخلص من هذا النظام. إشراك دول الخليج العربية * مؤخرا كان هناك اختطاف لسفن من سواحل الخليج، وفي الكثير من الأحداث كانت الدول العربية متضررا أساسيا من سلوك إيران التخريبي في المنطقة.. هل ترى أنه من المهم أن نشمل الدول العربية في المحادثات مع إيران؟ وهل من الممكن أصلا فصل سلوك النظام الإيراني عن سلوك الميليشيات المنتشرة في المنطقة العربية؟ * فيما يتعلق بالمحادثات حول البرنامج النووي من المستهجن جداً أصلاً أنه حتى اليوم وعلى مر السنوات الماضية لم تشرك الإدارات الأميركية المتعاقبة دول المنطقة وفي مقدمتها الدول العربية الخليجية وإسرائيل في المحادثات النووية مع إيران. في محادثاتنا مع كوريا الشمالية مثلاً حول برنامجها النووي، لا نفاوض ولا نتحدث بدون حلفائنا في تلك المنطقة كاليابان وكوريا الجنوبية، وهذا ما يجب أن يحدث في الحالة الإيرانية إذا كان هناك أصلاً محادثات حقيقية وجدية، ولكن بصراحة أعتقد أن أي حوار ومفاوضات مع المرشد الأعلى لإيران هي مضيعة للوقت والسؤال الأساسي اليوم يتركز حول كم التنازلات التي قد تقدمها إدارة جو بايدن لإيران في سبيل إعادتها إلى الاتفاق النووي ومهمتنا ومهمة الحلفاء هنا هي منع إدارة بايدن من تقديم التنازلات التي ستضر بالمصالح الأميركية ومصالح الحلفاء. وللإجابة عن سؤالك حول سلوك إيران الإرهابي أعتقد أن إيران ودعمها للنشاطات الإرهابية في العراق وسورية ولبنان واليمن هي جزء من الاستراتيجية التي اعتمدها النظام الإيراني ليكسب النفوذ ويهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي، فالبرنامج النووي لا ينفصل عن النفوذ الميليشياوي لإيران بل يعملان ضمن مسارين مختلفين لتهديد وتخويف المجتمع الدولي والدول البعيدة بالبرنامج الدولي، ودول المنطقة عبر الميليشيات. صياغة استراتيجية جديدة * هناك شعور سائد في الدول العربية المتضررة من إيران بشدة مثل «لبنانوالعراق وسورية واليمن» بأن الإدارات الأميركية تتجاهل الأوضاع المزرية التي تمر بها بلدانهم في سبيل التوصل إلى تفاهمات أكبر مع إيران.. هل سنرى دورا لأميركا في تحسين أحوال هذه المجتمعات التي تعيش انهيارات على كافة المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية اليوم بسبب تدخلات إيران؟ * لا أعتقد أن إدارة بايدن لديها سياسة متماسكة فيما يتعلق بنفوذ إيران في العراق وسورية ولبنان واليمن وفي سواحل المتوسط عموماً، وبصراحة إدارة ترمب لم يكن لديها استراتيجية متماسكة بهذا الصدد أيضاً.. هناك كثر من صناع القرار في أميركا والأميركيين من أصول لبنانية مثلاً غاضبون من غياب استراتيجية متوازنة للتعامل مع هذه المشكلة واليوم بمرور سنة تقريباً على تدمير ميناء بيروت عبر مواد متفجرة تابعة لحزب الله، على الولاياتالمتحدة أن تلتفت إلى ما يحدث في تلك المنطقة وخطورات تدهور الأوضاع في الشرق الأوسط وذلك عبر صياغة استراتيجية جديدة بالتحالف مع الحلفاء العرب وإسرائيل لمواجهة إيران لأن التخلص من النظام الإيراني الحالي وإرساء ديموقراطية مستقرة في إيران سيجعل من إيران بلدا فاعلا وغير عدواني للمنطقة، وهذا سيجعل كل الأطراف أقل قلقاً وسيوفر علينا الكثير من المشكلات التي يتسبب بها هذا النظام، بالإضافة إلى المسؤولية التي تقع على عاتقنا لمساعدة الشعب الإيراني وهو المتضرر الأكبر من سلوكيات طهران، وأعتقد أن النظام اليوم وصل إلى أضعف أوقاته وبات فاقداً لشرعية الدعم الشعبي أكثر من أي وقت مضى. بايدن ومن قبله ترمب لم يمتلكا استراتيجية لانتشال لبنان واليمن وسورية من الهيمنة الإيرانية (الإخوان المسلمون) حزب إرهابي * صرّحت في الماضي عدة مرات عن رغبتك بوضع حزب (الإخوان المسلمين) على قوائم الإرهاب، وشهدنا مؤخراً الإطاحة بحكومة ذات ثقل إخواني في تونس بعد احتجاجات شعبية.. ما رأيك بنفوذ الإخوان المسلمين ونشاطهم اللصيق بجماعات الضغط الإيرانية خاصة في الولاياتالمتحدة؟ * أعتقد أنه كان يجب أن يتم تصنيف (الإخوان المسلمين) كحزب إرهابي في الولاياتالمتحدة منذ وقت طويل، ولا أستغرب من وجود علاقات سياسية ومالية بين جماعات الإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة التي تعادي الولاياتالمتحدة بما في ذلك جماعات مرتبطة بإيران، إيران اليوم وحش مفترس يحاول تهديد مصالح الولاياتالمتحدة بشتى الطرق، ورأينا مؤخراً التقارير الصادمة عن محاولات إيران اختطاف ناشطة معارضة إيرانية في نيويورك، وبالتالي إيران موجودة هنا على الأراضي الأميركية عبر جماعات موالية وصديقة لها ومنها الإخوان المسلمون، وهذا ما تفعله إيران أيضاً في الدول العربية حيث تحاول تطبيق أهدافها عبر جماعة مثل «الإخوان المسلمين» ومن حق الدول العربية القتال لأجل الحفاظ على سيادتها وأمنها القومي وتأمين الحياة الكريمة لشعبها عبر أبعاد وحظر الجماعات المشبوهة والمتطرفة. أعتقد أن الوضع سيذهب للأسوأ مع الرئيس الإيراني الجديد، فإيران تستخدم أساليب الإرهابيين والجماعات المتطرفة منذ ظهور نظامها حيث بدأت عهدها باختطاف مواطنين أميركيين من السفارة الأميركية في إيران، ثم بدأت تفجيراتها في بيروت ثم أخذت بالاعتماد على الجماعات المتطرفة كالإخوان المسلمين والتعاون معها للوصول إلى الأماكن التي فشلت إيران في الوصول إليها. النفط والغاز الطبيعي والفحم الحجري ثروات تقدّم خدمات عظيمة للبشرية.. وما زلنا بعيدين عن التخلي عنها أميركياً وعالمياً معادلة الاقتصاد والتلوث * أريد أن أسألك عن رأيك بقضية «تغير المناخ» وربط الديموقراطيين لمشكلة تغير المناخ بالنفط.. هل بإمكان العالم فعلاً أن يتخلى عن النفط خاصة أنه حتى اليوم وفي ظل تطور الطاقة المتجددة لم تصل مختلف أنواع الطاقة النظيفة إلى مستوى قادر على تسيير شؤون الحياة حتى البسيطة منها مثل السيارات.. فالسيارات الكهربائية التي يتم إنتاجها اليوم تعمل عبر شحنها بكهرباء غالباً ما تم توليدها من النفط؟ * أعتقد أن العالم برمته يريد تخفيف التلوث ولكن مع الإبقاء على وضع اقتصادي مقبول، وبالتالي سنواجه تحديات كبيرة قبل التخلص من النفط، وأميركا أيضاً لن يكون بإمكانها التخلي عن إنتاجها واستخراجها للنفط في أي وقت قريب. كلنا مهتمون بتخفيف التلوث بما أنه يتسبب بتغير المناخ ولكن الاتفاقيات الدولية «غير الملزمة» ليست الحل للمشكلة، كما أن التزام الولاياتالمتحدة بهذه الاتفاقيات لن يأتي بجديد فالتلوث الأكبر في العالم لا يأتي من الولاياتالمتحدة بل سبب المشكلة هو التلوث الذي تتسبب به الصين التي لم تغير حتى اليوم أيا من سياساتها بهذا الصدد، بل تستمر بنفس السلوكيات، لا بل تزداد الانبعاثات الخارجة من الصين بينما تتحدث الولاياتالمتحدة عن خطط لإنهاء اعتمادها على النفط. في النهاية النفط والفحم الحجري والغاز الطبيعي هي ثروات عظيمة وتفعل الكثير من الأشياء الجيدة للبشرية واختزالها بكونها وقود يحرّك السيارات والناقلات الأخرى هو أمر غير واقعي. لا نريد حرباً مع الصين * بالحديث عن الصين، هل تعتقد أن أميركا تمتلك اليوم ما يكفي من الأصدقاء لمساعدتها في صراعها متعدد الأوجه مع الصين؟ * لسنا في حرب مع الصين ولا نريد حرباً مع الصين، قلقنا اليوم هو من تصرفات الصين العدوانية التي تشكل تحدياً استراتيجياً كبيراً لنا في شرق آسيا وغرب المحيط الهادي وجنوب آسيا وحدودها مع الهند. أما عن وجود شركاء لنا في هذا التحدي، فبإمكاني القول إن جيران الصين والمحيطين بها هم من يأتون إلينا لطلب المساعدة في ردع الصين. الهند وأستراليا واليابان هم أكثر قلقاً منا من تهديدات الصين للمنطقة، والهند مثلاً تحدّثت إلى الولاياتالمتحدة لتعاون واسع النطاق عبر مشروع كبير بدأ مؤخراً وسيستمر في المستقبل لاحتواء الخطر الصيني. إيران تنشط في أميركا والدول العربية عبر «الإخوان المسلمين» ومن حق الدول العربية حظر من يهدد أمنها القومي التوتر الأميركي - الروسي * كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية وأدى كل هذا إلى توتر أميركي - روسي لا يهدأ.. هل تدخلت روسيا فعلاً بالانتخابات الأميركية، وكيف ترى الولاياتالمتحدةروسيا ونفوذها اليوم؟ * أعتقد أن فلاديمير بوتين ورغم جهوده ومحاولاته الكبيرة لإعادة بلاده إلى ما كانت عليه من قوة في فترة «الاتحاد السوفييتي»، يمتلك بلداً ضعيفاً ويواجه تهديدات كبيرة تمنعه من تحقيق الكثير من الإنجازات، روسيا حاولت التدخل في الانتخابات الأميركية كما حاول آخرون كالصين مثلاً، ولكن هذا لا يعني أنهم نجحوا ولكن هذه التدخلات هي تحدّ حقيقي علينا مواجهته والتعامل معه بحكمة لأنها بمثابة حرب على دستورنا. الرئيس بوتين يتمنى أن يرى دوراً عالمياً كبيراً لروسيا في العالم كما كان عليه الحال قبل سقوط الشيوعية وانهيار الاتحاد السوفييتي، وتمكن بالفعل من تحقيق بعض النجاحات الجزئية في شرق ووسط أوروبا (في مناطق نفوذ الاتحاد السوفييتي في الماضي) وفي الشرق الأوسط أيضاً ولكن أريد أن أشدّد على أنّ روسيا ضعيفة جداً اليوم ولديها الكثير من التحديات في مقدمتها أن الشعب في روسيا في غالبيته هم من المسنين غير المنتجين، ويترافق ذلك مع هبوط حاد في النمو السكني، ومشكلات اقتصادية جمة واعتماد كلي على الغاز والنفط، وحاجة للنهوض بالاقتصاد دون أي حلول، حيث وصل الاقتصاد الروسي إلى نقطة حساسة، وهم في خطر السيطرة الشرسة على بلادهم من قبل الصين، وهو أمر خطير يجب أن يتعاون العالم لمنعه، ولكن كون روسيا تمتلك ترسانة كبيرة من السلاح النووي فيجب أن تتعامل معها الولاياتالمتحدة كتهديد استراتيجي، وعلينا أن نتعامل مع هذا من موقف قوة وليس عبر إدارات أميركية ضعيفة تعرض مصالحنا ومصالح حلفائها للخطر.