قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية ومع انقطاع إمدادات التموين وانتشار بعض الأوبئة أصدر الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أوامره باستحداث مبرات ملكية تقوم عليها لجان موثوقة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والطائف ومدن أخرى، ومن ضمن ما تصرفه لجنة المبرة الخبز الذي عرف بعيش المبرة بواقع رغيفين لكل مواطن، كما أوضحت إحدى الوثائق المتمثلة بكرت تموين لمواطن من سكان سوق الليل في مكةالمكرمة مؤرخ في 15 ربيع الثاني عام 1363ه والمحدد برغيفين من الخبز وحملت وثيقة المرتب (أي الثابت) تنبيها يقول: لا يسلم الخبز إلا لصاحب الاسم دون غيره، يذكر أن حجم خبز تلك الفترة كان أكبر حجما ويقارب حجم خبز "التميز" المعروف حاليا، جاء ذلك كما ذكر على خلفية استمرار الحرب العالمية الثانية وتوقف إمدادات الغذاء والملاحة الدولية في البحر، كانت الحالة قد اشتدت على الناس وضاقت بهم الأسباب وخلت الأسواق من الغذاء أقفل معها التجار محالهم ودكاكينهم. وقبيل هذا التاريخ قليلا كان الملك عبدالعزيز قد أطلق عددا من المضايف كان أشهرها مضيف ثليم بالرياض إضافة لمضيف قصر أم القبيس ومضيف الأجانب ومضيف البديعة للأسباب نفسها، وثمة سبب آخر مهم تمثل في انتشار بعض الأوبئة وعلى رأسها مرض الجدري ثم الشهاقة فتوافد أبناء القرى والبوادي من كل ناحية إلى العاصمة طلبا للعلاج ورأى الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- أن يجعل من ثليم الذي كان خارج أسوار العاصمة مضيفا ومحجرا صحيا. وتلقى المضيف الأشهر والأكبر في الجزيرة العربية ضغطا كبيرا حتى كان يذبح في بعض الأيام ما يصل إلى 50 خروفا و3 - 5 جمال فكان هذا المضيف الذي يعمل ليلا ونهارا سببا في إنقاذ آلاف البشر المعدمين، كما شكل بنية سكانية جديدة طاب لها المقام في العاصمة التي كانت تفوقها عددا من مدن البلاد في تعدادها السكاني.