لا شك أن وطننا محسود، بفضل ما حباه الله من النعم والاستقرار الآمن، بفضل تطبيق قيادتنا الرشيدة لشرع الله، لذا دأب الكثير من أعداء الأمة لمحاولة زعزعة استقرار وأمن هذا البلد ببث بعض المقولات والأراجيف المغرضة، ولكن بفضل الله ثم بفضل تكاتف الأمة مع قيادتها الرشيدة خابوا وخسروا، وها هي أمتنا تنعم بالأمن والاستقرار اللذين هما نعمتان كبيرتان يمنحهما الله عباده، وهما ثروة حقيقية تفاخر بها كل شعوب العالم، كما أنهما ضرورة ملحة للمجتمع، إذ بهما تتحقق رفاهية الفرد ويعم الخير جميع أفراده، ويرتقي بهما المجتمع إلى مصاف الدول المتحضرة، لذا نجد الإسلام قد أولاهما اهتماماً بالغاً، ونوه إليهما في تشريعاته، وفي بلادنا كان الأمن وما زال وسيظل عنواناً لهذا الوطن، وميزة حقيقية نسعى للمحافظة عليها، ونرفض كل فكر يهدد استمرارها، فمن المعروف لدينا جميعاً بأن الأمن يشكل أهم الأسباب الرئيسة للاستقرار السياسي والاقتصادي في أي دولة، وبالمقابل فإن العكس يكون له آثاره السلبية على السياسة والاقتصاد ويؤثر على مصالح الحياة بشكل أساسي، ويشل حركة الأفراد ويقلل إنتاجهم، ويقوض دعائم المجتمع، لذلك فإن من الواجب علينا جميعاً التعاون من أجل أن يبقى الأمن والاستقرار راسخين في وطننا الحبيب، كما يجب علينا جميعاً ألا نتردد في يوم ما إذا حصل أي مظهر يخل بالأمن والاستقرار في إبلاغ الجهات الأمنية من باب قول الله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )، إن الأمن له مفهوم شامل وأبعاد تشكل العديد من الجوانب، فهناك الأمن الاجتماعي، والأمن الفكري، والأمن السياسي، والأمن الاقتصادي، وجميعها كل لا يتجزأ من الأمن الوطني بمفهومه الشامل، فالأمن الفردي لا يمكن أن يتحقق من دون أن ينصهر الفرد في إطار تجمع بشري يضمن له الاستقرار، فبلادنا دوماً في حاجة لتضافر الجهود بين المواطن والأجهزة الأمنية وفق منظومة متكاملة، وعليه فإن مسؤولية الأمن الوطني هي مسؤولية جماعية وفردية وهي مسؤولية الجميع، لذا ينبغي ترسيخ قيم المواطنة والولاء في النفوس، ولا يكون ذلك إلا بإيجاد ثقافة أمنية شاملة، وهي مهمة مناطة بجميع شرائح المجتمع السعودي لنتمكن من بناء سياج أمني قوي يكبح الزعزعة الفكرية لدى الشباب ويعمق في نفوسهم حب الوطن والفخر بالانتماء له، والطاعة لولي الأمر، والعمل والتكاتف على الخير. هنا فقط يقوم أبناء هذا الوطن بواجبهم بأمانة وإخلاص على اختلاف مراكزهم ومواقعهم، لذا لا بد أن يتحول المواطن من دور المستفيد إلى المشارك ومشاركته هنا ليست طواعية إنما هي ضرورية، فالمواطن جزء من معادلة التكامل بين المواطن والدولة. إن تحقيق الأمن الوطني يبدأ من البيت لأنه اللبنة الأولى في التربية، ثم تتعاضد مسؤولية البيت بالإعلام المرئي والمسموع والمقروء، وكذلك يقع على كاهل المدرسة مسؤولية كبرى في مناهجها وأساتذتها، كما أن على العلماء والمربين دور في هذا الجانب؛ فضياع الأمن الوطني ضياع للمجتمع بأسره، وها قد عملت حكومتنا الرشيدة على تعزيز التلاحم بين أبناء الشعب السعودي في إطار تحمل المسؤولية والحرص على الأمن وتأكيد دور المواطن في حماية أمن الوطن.