قالت منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" إن سوق النفط سيظل ضيقا للغاية حتى نهاية عام 2021، حتى مع تخطيط أوبك وحلفائها لزيادة إنتاج النفط الخام بشكل مطرد كل شهر، حيث تتعرض لضغوط من الولاياتالمتحدة لتهدئة ارتفاع البنزين، وفي أحدث توقعاتها للسوق، أبقت كتلة المنتجين توقعاتها للطلب العالمي على النفط لعام 2021 و2022 دون تغيير، مع تعزيز توقعاتها بشأن المعروض من خارج أوبك، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى زيادات روسيا بموجب اتفاقية أوبك + لزيادة الإنتاج بشكل جماعي بمقدار 400 ألف برميل في اليوم حتى نهاية عام 2022. ومع ذلك، من المرجح أن يظل الطلب على النفط أعلى من العرض خلال الأشهر المقبلة، كما يشير التقرير الصادر في 12 أغسطس، مما قد يحافظ على الضغط الصعودي على الأسعار على المدى القريب، مع ملاحظة أوبك للتراجع الحاد في مؤشرات الخام الرئيسة، وقالت "أوبك": "تستمر التوقعات تشير إلى عجز كبير في العرض والطلب في النصف الثاني من عام 2021"، مضيفة أن "أسعار المنتجات المكررة في النصف الثاني من عام 2021 من المرجح أن تستمر في الاستفادة من القوة الموسمية لوقود النقل، على الرغم من أن معدلات تشغيل المصافي المرتفعة الحالية قد تضعف في المدى القريب". نُشر التقرير بعد يوم من طلب الولاياتالمتحدة من تحالف أوبك + لضخ المزيد من النفط لدعم تعافي الاقتصاد العالمي من الجائحة، وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، نقلاً عن أسعار النفط الخام التي هي الآن أعلى من مستويات ما قبل الوباء، إن صفقة أوبك + الحالية "ببساطة ليست كافية". بلغ متوسط أسعار التجزئة للبنزين في الولاياتالمتحدة 3.14 دولارات للجالون في يوليو، وهو أعلى متوسط شهري منذ أكتوبر 2014، حسبما ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في 10 أغسطس، مع استمرار موسم القيادة الصيفي على قدم وساق، قدر تقرير أوبك أن الطلب على خامها سيصل إلى 28.36 مليون برميل في اليوم في الربع الثالث و28.96 مليون برميل في اليوم في الربع الرابع، مقارنة بإنتاجها البالغ 26.66 مليون برميل في اليوم في يوليو، بحسب مصادر ثانوية تستخدمها المنظمة لتتبع الإنتاج. من بين 400 ألف برميل في اليوم، التي تم إضافتها شهرياً في صفقة أوبك +، سيتم تخصيص نحو 250 ألف برميل في اليوم لأعضاء أوبك. بافتراض كميات ثابتة من إيران وليبيا وفنزويلا، المعفاة من حصص الإنتاج، والامتثال الكامل من قبل الأعضاء الآخرين، سيظل إنتاج أوبك أقل من 28 مليون برميل في اليوم بحلول نهاية العام. لكن ابتداءً من الربع الأول من عام 2022، ينخفض الطلب على خام أوبك إلى 25.19 مليون برميل في اليوم، وسيظل ثابتاً عند 26.80 مليون برميل في اليوم في الربع الثاني. جاء تقرير أوبك على النقيض من أحدث توقعات وكالة الطاقة الدولية، والتي أظهرت نمو الطلب على النفط المتعثر وزيادة الإنتاج من خارج تحالف أوبك +، مما أدى إلى "القضاء على الاقتراحات العالقة بأزمة المعروض على المدى القريب أو الدورة الفائقة". ربما في إشارة إلى مخاوف الولاياتالمتحدة، مع ذلك، لاحظت أوبك التأثير المحتمل لارتفاع التضخم على تعافي الاقتصاد العالمي. أدت صدمات سلسلة التوريد ونقص العمالة إلى ارتفاع أسعار العديد من السلع الرئيسة، إلى جانب انتعاش الطلب على المنتجات النفطية، مدعوماً بإجراءات التحفيز المالي. وقالت أوبك إن مستويات الديون السيادية ارتفعت، وإذا رفعت البنوك المركزية أسعار الفائدة لاحتواء التضخم، فقد ينتج عن ذلك ضغوط اقتصادية شديدة. وقالت منظمة "أوبك": "يجب متابعة التطورات التضخمية، حيث إن خطر ارتفاع أسعار الفائدة، خاصة في الولاياتالمتحدة، وما يترتب على ذلك من تداعيات على الاقتصاد العالمي، يمكن أن يعرقل الانتعاش القوي المستمر". من جهتها، توقعت إدارة معلومات الطاقة أن تقف مخزونات الغاز الطبيعي في الولاياتالمتحدة عند 3592 مليار قدم مكعب خلال بداية موسم التدفئة الشتوي لهذا العام في الأول من نوفمبر. وهذا سيكون 159 مليار قدم مكعب أقل من متوسط 2016-2020. وقالت إدارة معلومات الطاقة إن التوقعات استندت إلى الحقن الأقل من المتوسط في المخازن خلال الصيف والسحب فوق المتوسط في موسم التدفئة الشتوي السابق، زادت مخزونات الغاز الطبيعي في الولاياتالمتحدة بمقدار 960 مليار قدم مكعب حتى الآن في موسم الحقن هذا (1 إبريل - 31 أكتوبر). كان هذا أقل بنسبة 14 % من متوسط الحقن خلال السنوات الخمس الماضية. ويعزى انخفاض المخزونات أيضًا إلى ركود إنتاج الغاز الطبيعي وارتفاع صادرات الغاز الطبيعي المسال، كان إنتاج الغاز الطبيعي في الولاياتالمتحدة ثابتًا نسبيًا بمتوسط 91.5 مليار قدم مكعب في اليوم في الفترة من يناير إلى يوليو 2021، أي أقل بمقدار 0.4 مليار قدم مكعب في اليوم عن نفس الفترة من عام 2020. وفي الوقت نفسه، سجلت صادرات الغاز الطبيعي المسال في الولاياتالمتحدة مستويات قياسية مرتفعة مع ارتفاع الأسعار العالمية. بلغ متوسط صادرات الغاز الطبيعي المسال الأميركي 9.4 مليارات قدم مكعب في اليوم في الفترة من يناير إلى يوليو من هذا العام، مقارنة ب 6.5 مليار قدم مكعب في اليوم قبل عام. تتوقع إدارة معلومات الطاقة أن يبلغ متوسط صادرات الغاز الطبيعي المسال 9.5 مليارات قدم مكعب في اليوم بأكمله في عام 2021. كما زادت صادرات الغاز الطبيعي الأميركية عبر خطوط الأنابيب إلى 8.5 مليارات قدم مكعب في اليوم من 7.9 مليارات قدم مكعب في اليوم في نفس الفترة. تتوقع إدارة معلومات الطاقة أن صادرات الغاز عبر خطوط الأنابيب ستبلغ في المتوسط 8.8 مليارات قدم مكعب في اليوم هذا العام. من المرجح أن يظل الطلب على النفط أعلى من العرض خلال الأشهر المقبلة