قال مسؤولون وخبراء إن الولاياتالمتحدة أظهرت مرونة جديدة خلال المباحثات الاخيرة مع كوريا الشمالية فيما يتعلق بالقضية النووية الا أن بيونغيانغ لم تبد متحمسة لذلك وانها تحجم عن المشاركة في جولة جديدة من المحادثات السداسية. وقالت المصادر إن ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش مازالت مصرة على أن يعترف الشطر الشمالي من شبه الجزيرة الكورية بأن لديه برامج لتخصيب اليورانيوم الا أنها تنازلت عن ضرورة اعتراف بيونغيانغ بأن البرنامج كان يستهدف انتاج وقود لاسلحة نووية. وقال مسؤولون ومحللون لرويترز إن الادارة أوضحت أن اقتراحها في يونيو حزيران الماضي لحل الازمة النووية مطروح للتفاوض وأن الأمر ليس بصيغة خذوه أو ارفضوه. وقال مسؤول امريكي «ثمة مؤشرات على مرونة امريكية وقرر الشمال الا يفسر الأمر على هذا النحو. لقد ردوا بصورة سيئة وقالوا إنها مجرد كلمات. وإن الأمر لا يعنيهم». في الوقت نفسه اتهم سليج هاريسون المحلل الامريكي الادارة في واشنطن بأنها «بالغت بصورة خطيرة في المخاوف من أن بيونغيانغ تقوم سرا بتصنيع يورانيوم لأجل اسلحة نووية». واتهم هاريسون الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع المسؤولين الكوريين الشماليين في مقال نشره بمجلة فورين افيرز ادارة بوش بأنها تلاعبت بمعلومات متاحة لتقويض حل دبلوماسي. ونفت وزارة الخارجية الامريكية مزاعم هاريسون وأصرت على أن «ثمة دليلا واضحا ودامغا على برنامج لتخصيب اليورانيوم في كوريا الشمالية». وقال تشارلز بريتشارد المفاوض السابق في الوفد الامريكي الذي كان أول من أثار قضية اليورانيوم فائق التخصيب إن مقال هاريسون «خاطئ». وقال بريتشارد وهو معارض لرفض الرئيس جورج بوش اجراء محادثات ثنائية متواصلة مع بيونغيانغ إنه يساند الادارة فيما يتعلق بقضية اليورانيوم فائق التخصيب. وقال بريتشارد الذي يعمل الان في معهد بروكنجز لرويترز «تعتقد جميع وكالات المخابرات الامريكية أن المعلومات (بشان اليورانيوم فائق التخصيب) كانت دقيقة وتعتقد أن التقييم مضبوط أيضا. لقد رأيت المعلومات واعتقد انها كذلك بالفعل». وقال خبراء اخرون إنه رغم الجدل في شأن المدى الذي وصلت اليه كوريا الشمالية في برنامج تخصيب اليورانيوم فإنه حتى الصين أقرب حلفاء بيونغيانغ تقر الان بأن كوريا الشمالية تواصل أنشطة لتخصيب اليورانيوم. وقال مسؤول امريكي «هذا ليس العراق». عندما شنت امريكا حربا لاسقاط نظام صدام حسين استنادا لمزاعم تبين لاحقا زيفها بأن صدام كان لديه اسلحة دمار شامل. وقال بريتشارد إنه يتعين على واشنطن طرح دليلها بشأن برنامج اليورانيوم فائق التخصيب من أجل ايضاح الامر للاخرين. وفيما يبدأ بوش ولايته الثانية في البيت الابيض فإن ادارته تجدد جهودها لانهاء الازمة بشان البرامج النووية لكوريا الشمالية بمحاولة تحديد جدول زمني لجولة مباحثات سداسية جديدة تضم الكوريتين والصين وروسيا واليابان والولاياتالمتحدة. وعقدت اخر جولة في يونيو حزيران الماضي. وكان جوزيف دي تراني المبعوث الامريكي البارز يزور اسيا قبل ايام حيث مارس ضغوطا في هذا الشأن وأجرى قبلها مباحثات مع مسؤولين بالبعثة الدبلوماسية لكوريا الشمالية في الاممالمتحدة في نيويورك. وقال مسؤول امريكي اخر إن دي تراني أوضح في نيويورك أن الاقتراح الامريكي الذي طرح في يونيو حزيران «لم تقدمه واشنطن بصيغة خذوه أو اتركوه». وتناول دي تراني المخاوف الأمنية لكوريا الشمالية بالتحدث عن التعايش المشترك السلمي وهي كلمات قال خبير إن بيونغيانغ «كانت تنتظر ان تسمعها». وتواصل واشنطن الاصرار على أن بيونغيانغ أقرت في المرحلة الاولى من التفاوض بأنها تمضي قدما في برنامج لتخصيب اليورانيوم بالاضافة الى برنامج للبلوتونيوم. وقال خبير «الا أننا لم نعد نشترط أن يقروا بأنهم يحاولون بذلك انتاج اسلحة». وأضاف الخبير أن ذلك سيضمن امكانية معالجة بحث جميع البرامج القادرة على انتاج أسلحة نووية في الشمال خلال المفاوضات لكن مع توفير طريقة من أجل «حفظ ماء الوجه» لتجاوز عقبة رفض بيونغيانغ الاعتراف ببرنامج اليورانيوم فائق التخصيب». وفيما يعتقد المسؤولون الامريكيون أن بيونغيانغ ستعود الى المفاوضات فإنهم يتوقعون ذلك بعد تنصيب بوش للولاية الرئاسية الثانية في واشنطن يوم 20 يناير كانون الثاني. ويقول المسؤولون الامريكيون إن بيونغيانغ ربما لديها أكثر من ثمانية أسلحة نووية.