غادرت جدتي إلى العالم الآخر قبل اختراع السيارة والطيارة وسلاح الدمار الشامل، يوم كانت تعيش وقومها مع الإبل والغنم من وبرها ينسجون خيامهم وملابسهم ومن ألبانها ولحومها يتغذون ويقرون أضيافهم، وعلى ضهورها يتنقلون حيث تسقط الأمطار ومنابت المرعى، يعيشون حياة خالية من زيف الحضارة وعقدها وملوثات أساليبها التي جاءت مع باعة الغش وتجار الخداع المغلفة في بريق التقدم وسحب الضلال السياسي والابتزاز، واليوم أحفادها يعيشون على الخط الفاصل بين حياتين.