المملكة تتسلم رسميًا استضافة منتدى الأمم المتحدة العالمي للبيانات 2026 في الرياض    إسرائيل تصعد من وتيرة العنف في لبنان    اتحاد كرة القدم يحصل على العضوية الذهبية الآسيوية للواعدين    إحباط تهريب (32200) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي في جازان    "مؤتمر التخدير" يوصي بتحقيق توازن بين العمل والحياة الشخصية للأطباء    إعلان برنامج انتخابات الاتحادات الرياضية 2024 – 2028    فيغا يرد على شائعات رحيله عن الاهلي    زكي: «قمة الرياض» أكدت على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته    تدريبات النصر: بيولي يستدعي 12 لاعبًا شابًا    توقيع مذكّرة تفاهم بين السعودية وتونس لتشجيع الاستثمار المباشر    74 تشكيليا يؤصلون تراث وحضارة النخلة    أخضر الشاطئية يكسب الصين    سباليتي يثني على الروح الجماعية لمنتخب إيطاليا    تكريم الفائزين بمسابقة حرف    ضبط يمني في الدمام سكب الأسيد على آخر وطعنه حتى الموت    الزفير يكشف سرطان الرئة    تطوير الطباعة ثلاثية الأبعاد لعلاج القلب    مسلح بسكين يحتجز عمالاً داخل مطعم في باريس    الربيعة يتسلم جائزة القيادة العالمية    قوافل إغاثية سعودية جديدة تصل غزة    اليابان تعد بحزمة مساعدات إضافية لأوكرانيا    التزام دولي بإعلان جدة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات    أمير الباحة يكلف " العضيلة" محافظاً لمحافظة الحجرة    المملكة تستضيف الاجتماع ال 39 لمجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا    نصف مليون طالب وطالبة في 2455 مدرسة يحتفون باليوم العالمي للتسامح بتعليم مكة    حسن آل الشيخ يعطّر «قيصرية الكتاب» بإنجازاته الوطنيّة    خطأ في قائمة بولندا يحرم شفيدرسكي من المشاركة أمام البرتغال بدوري الأمم    «هلال نجران» ينفذ فرضية الإصابات الخطيرة    الأحساء وجهة سياحية ب5 مواقع مميزة    إعصار قوي جديد يضرب الفلبين هو السادس في خلال شهر    برامج تثقيفية وتوعوية بمناسبة اليوم العالمي للسكري    إعلان أسماء 60 مشاركاً من 18 دولة في احتفال "نور الرياض 2024"    المواصفات السعودية تنظم غدا المؤتمر الوطني التاسع للجودة    بيان سعودي فرنسي عن الاجتماع الثاني بشأن العُلا    الأربعاء المقبل.. أدبي جازان يدشن المرحلة الأولى من أمسيات الشتاء    تطبيق الدوام الشتوي للمدارس في المناطق بدءا من الغد    وزير التجارة: منع الاستخدام التجاري لرموز وشعارات الدول والرموز والشعارات الدينية والطائفية    التواصل الحضاري ينظم ملتقى التسامح السنوي "    «الداخلية»: ضبط 20124 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    «سلمان للإغاثة» يوزّع 175 ألف ربطة خبز في شمال لبنان خلال أسبوع    المربع الجديد استعرض مستقبل التطوير العمراني في معرض سيتي سكيب العالمي 2024    مصرع 10 أطفال حديثي الولادة جراء حريق بمستشفى في الهند    استمرار تشكل السحب الممطرة على جازان وعسير والباحة ومكة    مهرجان صبيا.. عروض ترفيهية فريدة في "شتاء جازان"    تركيا.. طبيب «مزيف» يحول سيارة متنقلة ل«بوتوكس وفيلر» !    مركز عتود في الدرب يستعد لاستقبال زوار موسم جازان الشتوي    اختتام مزاد نادي الصقور السعودي 2024 بمبيعات قاربت 6 ملايين ريال    "الشؤون الإسلامية" تختتم مسابقة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في غانا    لجنة وزارية سعودية - فرنسية تناقش منجزات العلا    الأمير محمد بن سلمان.. رؤية شاملة لبناء دولة حديثة    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    خطيب المسجد النبوي : سنة الله في الخلق أنه لا يغير حال قوم إلا بسبب من أنفسهم    خطيب المسجد الحرام: من ملك لسانه فقد ملك أمرَه وأحكمَه وضبَطَه    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    خالد بن سلمان يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في طريف الجميع يعيش كأسرة واحدة سمتها التكافل والتعاون
توافر الثروة الحيوانية ينقصه إقامة مصنع لدبغ وتنظيف الجلود
نشر في الجزيرة يوم 23 - 07 - 2003

اليوم نستعرض المقومات الاقتصادية التي يمكن أن تشكل قاعدة جيدة للبنية الاقتصادية والتجارية في طريف.. كما ننقل لكم صوراً جميلة من العادات والتقاليد الاصيلة التي يتحلى بها المجتمع الطرفاوي.
أبرز المقومات الاقتصادية في المحافظة
هي تشتهر وبشكل كبير بثروة حيوانية من الإبل والماعز والأغنام ولعل الأخيرة يعول عليها مربوها الكثير في بيعها للمواطنين ومحلات الجزارين والمطاعم التي تنتشر في المحافظة وكذلك الاستفادة من بيع صوفها الذي يتم في نهاية فصل الشتاء ودخول فصل الربيع ومعه الدفء بقصها وبيعها بكميات كبيرة للتجار الذين يرسلونها إلى داخل المملكة أو تصديرها إلى الدول المجاورة التي تستفيد منها بعد تنظيفها وصبغها في مصانع الغزل والنسيج وهو الذي يفترض أن يتم هنا في داخل المملكة وتحديداً في المنطقة حيث توجد أعداد كبيرة من الأغنام يظهر منها أطنان ضخمة من الصوف لايستفاد أبداً منها، بل حتى أصحابها يقومون باستئجار عاملين لقصها مقابل خمسة ريالات عن كل خروف، ومن ثم يقومون ببيعها للتجار بمبلغ ثلاثة ريالات أي أنه لا يصفي لهم سوى ريالين فقط وهو ما لا يكفي أبداً.
ولذا تحتاج المنطقة إلى إقامة صناعة تعتمد اعتماداً كلياً على هذه الثروات ومنها:
1- مصانع لتنظيف وصباغة الأصواف وإرسالها جاهزة إلى مصانع الغزل والنسيج ومصانع الملابس والمفروشات سواء في الداخل أو الخارج، وكذلك مصنع لدبغ وتنظيف الجلود التي تدخل في صناعة منتوجات جلدية عديدة.
2- تنتعش الحركة التجارية في المحافظة خلال فصل الربيع وذلك حينما تكثر الأمطار ويظهر العشب والكلأ وتكتسي مراعيها وبراريها بالبساط الأخضر حيث يفد إليها تبعاً لذلك الكثير من الزائرين وهواة الرحلات البرية وأصحاب الماشية من المدن المجاورة الذين يشحنون أغنامهم من ديارهم للوصول إلى المناطق البرية الخضراء، بالإضافة إلى الباحثين عن نبات الكمأة المعروف «بالفقع» أو لقنص طائر الصقر حيث يزداد فيها الطلب على السكن وشراء المواد الغذائية ولوزام الرحلات والتزود بالوقود لسياراتهم.
3- المحافظة تقع في مكان استراتيجي بالقرب من حدود المملكة مع الأردن والعراق ويمر بها طريق دولي وآلاف المسافرين سنوياً وقد اكتشف بالقرب منها معدن الفوسفات ولها مناخ جميل ونسمات عليلة يعرفها كل من زار المحافظة في الصيف خاصة في فترة الليل، وكل تلك العوامل التي ذكرناها تعتبر حافزاً كبيراً لرجال الأعمال للاستثمار فيها في عدد من المشاريع السياحية كمدن الألعاب والقرى الترفيهية والاستراحات والمطاعم والمزيد من الفنادق وهي ما تفتقر إليه المحافظة حالياً.
الحياة الاجتماعية
في هذه الحلقة سنتناول جانباً مهماً من جوانب الحياة قديماً وحاضراً في محافظة طريف وهي الحياة الاجتماعية التي كانت سائدة آنذاك التي لا يزال الأبناء يتوارثونها بحكم العادات والتقاليد من الأجداد والآباء ومنها:
كانت الحياة في السابق وبحكم صغر مساحة المحافظة التي لم يكن فيها في ذلك الوقت سوى حيين هما حي العمال وحي الرولة اللذان كانا أول الأحياء التي تكونت في المحافظة عندما توطن الكثير من أهل البادية فيها للعمل في شركة التابلاين، حيث كانت المدينة تعيش فيما بينها كأسرة واحدة يسودها الترابط والتفاهم، فالجميع يعرف بعضهم بعضاً بحكم العمل الذي كان يربطهم في الشركة وفي الإدارات الحكومية البسيطة التي تكونت شيئاً فشيئاً في المدينة لم يترك كثير من الناس تربية الماشية حتى بعد أن توطن البعض منهم في المدينة فكان أكثر شيء اهتموا بتربيته هو الجمل الذي كان أهل البادية يعتمدون كثيراً عليه في تنقلهم وترحالهم حيث يعتبرونه سفينة الصحراء التي تتحمل كل الظروف الصحراوية السيئة وتصبر على ندرة المياه كما يستفيدون من لبنها وحليبها للشرب ووبرها لنسج الفراش والبيوت، وللإبل أنواع كثيرة يعرفها البدوي فمنها ما ينتفع من حليبه ومنها ما هو خاص للركوب، فهناك البعير ومنها «الخور» التي تحلب ويشرب لبنها وأنواعها الشقحاء والوضحاء والصفراء والملحاء، وتسمى التي تستخدم للركوب«الذلول» فيما تسمى الناقة الحبلى وهي أنثى البعير باسم اللقحاء التي يسير خلفها ولدها باسم «الخلفة» كما تسمى صغار الإبل حسب أعمارها فالتي أقل من عام تسمى «حواراً» وبعد الفطام يقال لها المفرود والمخلول، وقد كانت كل قبيلة تضع عليها علامة تميزها عن غيرها حتى تعرفها في حال ضياعها أو سرقتها ويسمى ذلك بالوسم، وعندما تركب النساء على الذلول فإنه يوضع لها المقاصر للفتيات، والقن أو الهودج للمرأة وأطفالها، والجحفول أو الزحافة للعجوز.
ولحليب الإبل فوائد عظيمة حيث يمد الجسم بالطاقة والنشاط حيث يقال: إنه يقوي النظر والعظام والذكورة ويبث بالجسد الحيوية اللازمة للبدوي في عمله اليومي في المراعي خلف أغنامه أو ابله وفي المعارك التي تحدث آنذاك.
* بيوت الشعر والطين المسكن الأول للأهالي
نزلت كثير من القبائل في المناطق البرية المعروفة بالقرب من محطة التابلاين فكان الذين سكنوا في الهجرة الصغيرة التي بدأت آنذاك بالظهور ببناء مساكن من الطين بينما ظل البدوي يعيش وأسرته في بيت مصنوع من شعر الماعز ولذا سمي هذا المنزل المتنقل باسم بيت الشعر، ولهذه البيوت عدة أنواع بحسب حجمها فهناك الخربوش وهو أصغرها ويبنيه الفقير والراعي بجانب الأغنام والقطبة والمدوبل وهو أكبر منه قليلاً، وهناك المثولث وهي لهجة بدوية عامية تعني البيت صاحب الأعمدة الثلاثة وهناك المروبع والمخومس وأكبرها البيت المسوبع، ويحتوي البيت على السقف الذي يتم بناؤه وربطها بالحبال إلى أوتاد تدق في الأرض، ويرفع البيت بالأعمدة ويربط خلفه بقطعة كبيرة تسمى «الرواق» تربط للسقف بما يسمى بالخلال من نفس مادة البيت وهي ما تشبه الجدار وهذه يتم رفعها عندما يكون الجو لطيفاً، ويعزل قسم الرجال الذي يسمى «الربعة» عن النساء بفاصل أو قاطع ويسمى قسم النساء «بالمحرم» وتبقى الجهة الأمامية للبيت مفتوحة لاستقبال الضيوف والزائرين ولا يغلق إلا عندما يهب الغبار والبرد الشديد، وتشعل النار في طرف البيت بقسم الرجال لإعداد القهوة والشاي التي يعدها الرجل بنفسه لضيوفه وزائريه الذين يتجهون عند قدومهم للبيت من الأمام ومن قسم الرجال فيما تشعل النار أمام قسم النساء للطبخ وللخبز، وتبنى أغلب بيوت البدو من جهة الشرق والغرب ونادراً ما يكون في بقية الجهات حيث تكون هذه الجهات شديدة البرد كما يقول الشاعر: ضويحي الهرشاني
هبت هبوب الشمال وبردها شيني
ما تدفي النار لو حنا شعلناها
ولا تنصب البيوت في مجاري السيول أو في بطون الأودية والشعاب والأماكن التي تهب فيها الأغبرة.
القهوة والأكلات الشعبية
يصنع البدوي القهوة والشاي بنفسه بأدوات حيث يضعها على النار في «محماس» خاص لتحميص القهوة حتى تنضج ويتحول لونها من الأخضر إلى الأشقر ثم توضع في مبراده من الخشب حتى تبرد، ثم يطحنها ويدقها بواسطة «النجر» وهو من الحديد ويأتي على صوته الضيف والزائر حينما يسمع صوته لتناول القهوة عنده، وهناك المبهارة وهي دلة صغيرة يجهز بها الهيل ثم تسكب عليها القهوة مع الماء بعد أن تغلى وتنضج وتخرج من فوق النار.وأغلب الطعام الذي كان يتداوله الناس التمر مع حليب النياق ومع الزبدة، وهناك الخميعا وهي تصنع من خبز الصاج معجوناً مع السمن والسكر والماء، ويمرس التمر وينقع مع الماء ويسمى «المريدة» وهناك «الرشوف» وهي الشوربة المعروفة وتصنع من الجريش مع اللبن ويضاف لها الخبز، ولا ننسى خبز «الصاج» الذي تصنعه النساء بأنفسهن حيث يوضع العجين على صاج من الحديد مقعر، ثم ظهر خبز «التنور» والمصالي التي توضع على صاج لكنه مستوى السطح وهي تدهن في كثير من الأحيان بالسمن والسكر، وهناك الجمرية التي يسميها البدوي باسم «العبود» وهي عجينة توضع في الرمال الساخنة وتغطى بالجمر حتى تنضج ويتم تناولها مع الحليب أو اللبن، والسمن وهو انتاج حيواني يصنع من حليب الغنم وذلك بقشد الزبدة حيث يتم اذابتها وتنظيفها من اللبن ويوضع معها الجريشة وبعض الحوائج مثل الحلبة والكركم، والبقل أوالإقط، كما هو معروف ويصنع بوضعه في كيس قماشي حتى ينشف منها الماء الزائد ويجمد، كما يوضع الحليب أو اللبن في صميل مصنوع جلد الغنم أو الماعز ليبرد وليتم حفظه لفترة أطول، والذي يتم خضه عن طريق تعليق الصميل في خشب ثلاثي من الحطب ليصبح الصميل في أرجوحة يتم دفعه للأمام والخلف من قبل النساء لتظهر فيه الزبدة.
* الطب قديماً اعتمد على الأعشاب والوصفات العلاجية
تناول الكثيرون من أهل البادية الأعشاب التي تنبت في المراعي الخضراء كعلاج طبيعي لعدد من الأمراض المعروفة لهم حيث يتناول للمغص عشبة الشيح والبابونج أو القيصوم والبعيثران، والميرامية عن البرد ووجع الكبد، والحلبة والقرفة للنفاس.
ويستخدم الكي بقطعة قماش ملفوفة تسمى «العطبة» وكذلك بالخلال وهو قطعة حديد صغيرة تستخدم في ربط الرواق لبيت الشعر وذلك لمرض الزائدة الدودية التي يسمونها مرض «المولية» وعن مرض الشربة وهي الكحة المتواصلة العنيفة التي تشبه السل المعروف وكذلك يكوى عن البرد والزكام الشديد.
ويتم تجبير العظام من قبل أناس متخصصين في هذا الغرض حيث يتم تحديد العضو المكسور وتتبعه بواسطة اليد وشده حتى يتصل العظم ببعضه ثم يربط بخشبة مستوية ولفها بالقماش وينصح المكسور بتناول الكثير من الحليب وشراب الحلبة الساخن واللحوم وتناول بيض الدجاج البلدي.
وعندما يلدغ أحد الأشخاص بسم الثعابين أو العقارب التي تنتشر في البراري فإنه يتم ربط العضو المصاب بشده وجرحه بالسكين أو الخنجر ثم يقوم أحدهم بمص السم وبصقه حتى يتم التأكد من تنظيف الجرح بشكل كامل، ثم يكوى بقطعة ساخنة لتعقيم الجرح وإغلاقه وربطه بقطعة قماش.
العمل والصناعة في بداية ظهور المحافظة
أغلب سكان البادية يقومون برعي الأغنام والإبل، وشراء حاجياتهم من المدن والقرى التي كانوا ينزلون حولها عن طريق بيع منتوجات حيواناتهم من لبن وحليب وسمن وإقط وصوف إلى التجار هناك، أما النساء فتقوم بجلب الحطب من المرعى وإنتاج السمن والزبدة والإقط، كما تعلمت البعض منهن صناعة المفارش من صوف الغنم الذي يتم غسله وغزله وصبغه ثم نطيه ليصنع منه فراش البيت والفاصل الذي بين الرجال والنساء، والخرج يوضع على الذلول.
أسماء الأبناء ومصادرها
أغلب الأسماء التي كان يسميها أهل البادية لبناتهم وفتياتهم لم تكن تأتي من فراغ بل كانت تنسب إما لمكان مثل اسم طريف وطرفة نسبة إلى شعيب طريف ودميثة نسبة الى موقع الدميثة البري، أو نسبة الى الوقت مثل اسم ضحوي لولادته في وقت الضحى وعصري وعصرية للنساء لولادتهم في وقت العصر، كما يسمى خلف أو خلفة إذا خلف الله عليهم بطفل بعد انتظار طويل.
الفزعة والنخوة والكرم
وهي سمة من السمات القديمة لرجل الشمال قديماً وحاضراً حيث كان البدوي في السابق يهب لمساعدة ونصرة كل من يطلبه ذلك، كما أن الكرم صفة حميدة حث عليها الإسلام وهي موجودة سابقاً عند البدوي حيث يبادر الى تكريم الضيف فوراً عند وصوله لمنزله فيقدم له القهوة والشاي ثم طعام الغداء أو العشاء ويظل عنده حتى يرحل حيث يقوم بتزويده بكافة احتياجات الرحلة من طعام وماء وتسمى «بالزهاب» أو المزهبة، ويتبع الضيف عند قدومه عدداً من العادات والتقاليد العربية المعروفة كأن يدخل لبيت الشعر من الأمام وينادي صاحبه ويجلس باحترام وأدب ويحسن الحديث والطلب، ولذا يقال:
الضيف إن أقبل أمير، وإن جلس أسير، وإن راح شاعر
والمعنى بأن صاحب البيت يهب للترحيب به كأنه أمير أو شخص مهم وصل له وعليه إن جلس كالأسير الذي يتبع أسيره، وإذا خرج من عند معزبه «مضيفه» فإنه يصبح كالشاعر الذي يجب أن يمدح في الرجل ويمجد كرمه وأريحيته وتواضعه، ولايسأل الضيف عن حاجته أو وجهته إلا بعد ثلاثة أيام بعد أن يرتاح ويتعود على صاحب البيت.
الألعاب الشعبية
القديمة
«الزقطة»
كانت الفتيات يمارسن لعبة «الزقطة» وهي تتكون من خمس حصوات تلعب باليدين الاثنين وعلى مراحل حتى تفوز احداهن على الأخرى، كما كانت النساء يجتمعن فيما بينهن لتبادل الأحاديث والحكايات.
الطرحي
وهي أشبه بالمصارعة الحرة ويمارسها الرجال والشباب بحيث تكون الغلبة لمن يستطيع طرح الآخر أرضاً ولذا سميت بالطرحي.
اللبية
ويمارسها كبار السن فيما بينهم من خلال حفر عدد من الحفر على الأرض أو حفرها في قطعة خشب كبيرة ويوضع فيها الحجارة ويتم نقلها من حفرة لحفرة بطريقة هم يعرفونها جيداً ولايزال الكثير منهم يمارسون لعبها حتى وقتنا الحاضر.
المقلاع والنباطة
فالأول عبارة عن قطعة قماش طولية في وسطها دائرة صغيرة توضع فيها الحجر الكبير ويلفها الشخص عدة مرات قبل قذفها، أما النباطة فهي تصنع من الخشب وحالياً أصبحت تصنع من الحديد وهي على شكل واي «y» بالإنجليزية وتربط طرفاها بالمطاط حيث يوضع الحجر ويمد المطاط ليقذف الحجر بقوة.
الربابة والشعر
يقضي الرجال في بعض الليالي سهرات في منزل كبير القوم وذلك لسماع سرد قصص الماضي وقصائد الشعر الشعبي وسماع صوت الربابة.
مظاهر الاحتفال بالزواج
تكثر في وقتنا الحاضر خلال الإجازة الصيفية حفلات الخطوبة والزواج ومعها تتعدد مظاهر الاحتفال بهذه المناسبات حيث تأخذ أشكالاً عديدة، تختلف من منطقة لأخرى، وفي الشمال يتم الاحتفال بطرق كثيرة عرفها الناس عبر السنوات الماضية وتوارثوها من الأجداد مثل:
الجاهة
تبدأ الخطوبة في الشمال بأن تبادر النساء سواء من الأم أو شقيقاته وبإيعاز من الرجال بالذهاب إلى منزل الفتاة والتحدث معها ومع والدتها ومعرفة رأيها ومحاولة إقناعها بالموافقة، وبعد أن يتم إخبار الرجال بما دار معهن يذهبون مع مجموعة من كبار معارفهم فيما يسمى «بالجاهة» حيث يقومون بالخطبة رسمياً من ولي أمر العروس وعندما يبدي موافقته مبدئياً يتوجه الأب إلى الداخل لسؤال البنت عن مدى موافقتها وعندما يدخل الأب عليهم ليبارك لهم بالموافقة تطلق قريبات الخاطب زغاريد الفرح بهذه المناسبة، ثم يتم بعد ذلك مناقشة الأمور الأخرى المتعلقة بالزواج كالمهر والشروط الأخرى وطلبات العروس وبعد الموافقة عليها يذهب العريس لإحضار الشيخ الذي يعقد القران ويحضر معه كذلك الحلوى التي توزع على الموجودين بعد انتهاء مراسم القران.
ليلة الملكة
يقوم العريس بالإعداد لوليمة دسمة وحفل بهذه المناسبة السعيدة التي تسمى في الشمال بحفلة «الملكة» وذلك «بكسر الميم وتسكين اللام وفتح الكاف» حيث يدعو لها الأقارب والأصدقاء والجيران حيث يشاركه فيها الجميع فرحته بهذه المناسبة كما يقام في منزل العروس حفل بسيط قبل ليلة الزفاف تدعو لها القريبات والصديقات وتوزع فيها الحلوى وطعام العشاء وتمارس النساء فيها أهازيجهن الشمالية الخاصة فرحاً بهذه المناسبة.
ليلة الحناء
هي ليلة خاصة بالنساء تسبق ليلة الزواج بيوم أو اثنين وتسمى ليلة الحنة لأن فيها يتم وضع الحنة للعروس، كما تسمى كذلك ليلة الوداع لأنها تعتبر آخر الليالي للبنت في بيت أهلها، وفي ليلة الحناء تدعو والدة العروس قريباتها وجاراتها لهذه الليلة حيث يتناولن عندها الحلوى وطعام العشاء ثم تقوم بعد ذلك بإحضار الحناء معجوناً في سدر كبير حيث تقوم بمعاونة من بعض النساء بوضع الحناء على شعر العروس وأيديها وأرجلها وتشكيله بزخارف جميلة وسط أهازيج وزغاريد من المدعوات.
مكان الحفل
كسائر المناطق الشمالية المجاورة فإن غالبية السكان متمسكون في العادات التي توارثوها عن الأجداد بإقامة حفل الزواج في المنزل وذلك بتخصيص حوش البيت للنساء أو تركيب حوش من الحديد «الشينكو» في الشارع أمام بوابة المنزل وتغطيتها من الأعلى وفرشها وجعلها صالة للنساء وكذلك بناء بيتين من الشعر أو الصيوان في الساحة القريبة من المنزل وتركيب عدد من الأنوار الملونة التي تحول ليل المكان نهاراً واقامة «الوجار» في بيت الشعر أو بناء خيمة خاصة كمطبخ لإعداد الشاي والقهوة أما طعام الغداء والعشاء فيقام عند أحد المطابخ المنتشرة في المحافظة، بينما يفضل البعض إقامة الاحتفال في صالة أفراح للمحافظة على منزله نظيفاً وسليماً من شقاوة الأطفال.
موكب الزفة
في ليلة الزواج يتوجه أقارب العريس في موكب من السيارات إلى منزل العروس وقد تم تزيين إحدى السيارات بالبالونات الملونة والورود، ومعهم نساء من قريباتهم، وهناك تنزل النساء وهن يزغردن ويمسكن العروس من يديها ويركبنها مع شقيقاتها ووالدتها في السيارة الخاصة ثم ينطلق الموكب حتى يصل إلى صالة الأفراح أو إلى المنزل الذي يقام فيه الفرح، وهناك تجلس العروس على كرسي أو كوشة في وسط النساء اللاتي يرقصن أمامها ويزغردن.
ليلة الدخلة
بعد انتهاء المدعوين من تناول طعام العشاء يقوم أقارب العريس بطلب النساء الكبار من أسرتهم بابلاغ النساء بأن العريس يريد الدخول إلى عروسه إذا كان الحفل في منزل أسرته أما إذا كان في صالة أفراح فإنه يركب وعروسه بسيارة مجهزة بالبالونات والأشرطة الملونة حيث يزفه أشقاؤه إلى منزل الزوجية، وهناك يتركونه مع عروسه حيث يحضرون له العشاء ليتناوله معها ثم يبدأ بعد الترحيب بها في بيتها الجديد وأسرتها الجديدة بالتحدث إليها عن مسار حياتهما وتنبيهها إلى ما يحب ويكره ويبدي لها النصائح لحياة سعيدة ويصلي ركعتين حيث تصلي هي من خلفه ثم يدعو الله عز وجل أن يبارك لهما وعليهما وأن يوفقهما في حياتهما القادمة.
الطلاعة
الطلاعة تعرف عند أهل الشمال بهذا الاسم وهي تعني طلوع العروس بعد انتهاء ثلاثة أيام من الزواج إلى منزل أسرتها حيث يقوم العريس بأخذ خروف وزيارة أنسابه، وهناك يقيم على حسابه الخاص في منزلهم طعام عشاء يسمى طلاعة العروس. وهي آخر مراحل العرس الشمالي حيث يبدأ بعدها الزوجان في بناء حياتهما الزوجية وبذلك تكون قد بدأت أسرة جديدة في شق طريقها في الحياة بتوفيق من الله عز وجل.
العنية والنزالة
لعل العنية أبرز ما يميز زواجات الشمال فهي عادة قديمة توارثوها عن الأجداد منذ القدم حينما كان الناس يعيشون في حياة بادية، وعلى الرغم من الظروف القاسية التي كانوا يعيشونها آنذاك إلا أنهم كانوا يحرصون كثيراً على التعاون فيما بينهم وتقديم يد الدعم والعون لكل من يحتاج إليها، فقد كان الكرم والسخاء ومساعدة الملهوف سمة من سمات رجل البادية القديم التي أورثها لأبنائه وأحفاده من بعده وأصبحت عادة حسنة لم يتناسها الناس وظلوا متمسكين بها حتى وقتنا الحاضر التي تتمثل في تقديم هدية عينية أو مادية للعريس في نفس اليوم الذي يقيم فيه بيت الشعر الذي يستقبل فيه المدعوون والمهنئون من الأقارب والأصدقاء والجيران حيث يقدم له كل قادر منهم عنية عبارة عن خروف يضعها في الشبك الحديدي الذي يقام لهذا الغرض وبعد ذلك يأتي إلى بيت الشعر حيث يقدم التهاني والتبريكات للعريس ووالده وأشقائه.أما النزالة فهي عادة شمالية معروفة للجميع وتكون للجار الجديد الذي ينزل بالقرب من منزل أحد ساكني الحي، فيقوم بإعداد وليمة خاصة تكريماً له يدعو لها الأقارب والجيران، وبعده بيومين يقوم الجار الجديد برد هذه النزالة بإعداد وليمة مماثلة.
الفلكلور الشعبي في الأفراح والمناسبات
الشمال كغيره من المناطق غني بالموروثات الشعبية والتراثية التي ورثها الآباء والأحفاد عن الأجداد، بالاضافة إلى ما تعلموه نتيجة قربهم من بلاد الشام، نذكر منها الدحة وقد أطلق عليها هذا الاسم لأن المشاركين فيها يقولون «د ح دح دحية» وطريقتها أن يقف الرجال في صف واحد على شكل ربع دائرة ويقومون بالتصفيق بقوة وإصدار أصوات قوية خشنة وتحريك الرأس مع الصوت يمنة ويساراً، كما يقومون بالدبكة وهذه يقال انها جاءت من بلاد الشام حيث تختلف هناك الدبكة الشامية عن الأردنية وعن اللبنانية، وطريقتها أن يمسك الرجال بأيديهم في صف ويقومون بالتحرك خطوتين وفي نهايتها يضربون الأرض بأرجلهم بقوة ويستمرون في الخطوات التالية، على أنغام المزمار والطبل.وهناك السامري وهي معروفة للجميع والعرضة السعودية المشهورة بالإضافة إلى الأهازيج الشعبية والمحاورات الشعرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.