اشتبكت قوات الحكومة الأفغانية مع عناصر من طالبان عند أطراف هرات السبت، غداة مقتل شرطي في هجوم استهدف مجمّعا تابعا للأمم المتحدة في المدينة الواقعة غرب البلاد. وتصاعد العنف في أنحاء أفغانستان منذ مطلع مايو عندما شنت طالبان هجوما واسعا تزامن مع بدء انسحاب نهائي للقوات الأجنبية بقيادة الولاياتالمتحدة والذي بات شبه مكتمل. وسيطر عناصر الحركة على عشرات المناطق بما فيها ضمن ولاية هرات، حيث سيطروا على معبرين حدوديين مع إيران وتركمانستان. وأشار مسؤولون وسكان إلى تجدد القتال على أطراف هرات السبت، بينما فر مئات من منازلهم باتّجاه وسط المدينة. وقال حاكم هرات عبد الصبور قاني إن معظم العمليات القتالية تدور في منطقتي إنجيل وغوزارا، حيث يقع المطار. وصرّح قاني "يدور القتال حاليا في الجنوب والجنوب الشرقي. نتحرّك بحذر لتجنّب سقوط ضحايا مدنيين". وخلال معارك الجمعة، تعرّض مجمّع "بعثة الأممالمتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما)" في هرات لهجوم بقذائف "آر بي جي" ولإطلاق نار حمّلت الأممالمتحدة عناصر مناهضة للحكومة مسؤوليته. ويقول المسلحون إنهم لن يستهدفوا دبلوماسيين أجانب، علما أنه سبق لهم أن خرقوا البروتوكولات الدولية. وتنتشر قوات أفغانية وميليشيات تابعة للقيادي المخضرم المناهض لطالبان إسماعيل خان في محيط المدينة التي تعد 600 ألف نسمة منذ أيام. وتعهّد خان الذي قاوم قوات الاحتلال السوفياتية في ثمانينات القرن الماضي، وطالبان خلال فترة حكمها في التسعينات، مواجهة المتمرّدين مجددا لوقف التقدّم الذي حققوه في الأشهر الأخيرة.