تمتاز منطقة جازان بمقومات سياحية وبيئية متنوعة وقدرات تنافسية توفرت من خلال الرؤى والبرامج والمبادرات التي تبنتها الدولة في السنوات الأخيرة لدعم وتطوير القطاع السياحي ما جعلها تحتل مكانة بارزة على خارطة المقاصد السياحية الجاذبة. وتعد جبال القهر في محافظة الريث - شمال شرق منطقة جازان على بعد ما يقارب 130كم - بأشكالها المخروطية المتناسقة، وتكويناتها الصخرية الفريدة، وانكساراتها الحادة، وسفوحها العالية المنيعة، وأخاديدها السحيقة، وأوديتها الضيقة - بما فيها وادي لجب ذائع الصيت -، من أجمل الوجهات والمواقع السياحية في المملكة. وتصطف جبال القهر في منظر جمالي آسر محتضنة مدناً وقرى تعود سكانها على العيش في تلك التضاريس الوعرة، بل وتعايشوا مع طبيعتها، وقد سُميت بهذا الاسم كونها تقهر كل من يريد الصعود عبرها لشدة وصعوبة تضاريسها، ولكنها لا تزال تعرف حتى الآن بجبل "زهوان"، وتحدها من الشرق مجموعة من الجبال والأودية التي تفصل بينها وبين محافظة الفرشة التابعة لظهران الجنوب الواقعة في منطقة عسير، ومن الغرب تحدها العديد من الأودية التي ترفد وادي بيش وجبل القهرة "المائدة"، ومن الشمال يحدها وادي بيش بروافده، أما من الجنوب فيحدها الجبل الأسود. ويتنوع الغطاء النباتي في جبال القهر ويزدهر على ضفاف أوديتها، حتى إنها تضم أشجاراً نادرة من أبرزها "الشطب" وهو شبيه النخل، بالإضافة إلى أشجار العرعر وأنواع من الصنوبريات. وأصبحت جبال القهر مقصداً سياحياً لعشاق السياحة والمغامرة للتمتع ببرودة أجوائها وصفائها وتسلق جبالها الأسطوانية الفريدة من نوعها واكتشاف دروبها ووديانها، ومشاهدة روعة المناظر الخلابة والاستمتاع بالطبيعة الهادئة، فضلاً عما تضمه من شواهد حياتية قديمة ونقوش أثرية تعود لآلاف السنين، ما جعلها وجهة لمستكشفي الجبال وعلماء الآثار من المملكة وخارجها. وكان باحثون قد اكتشفوا في جبال القهر هياكل عظمية وجثامين ملفوفة بجلود طبيعية حُفظت داخل غرف في صخور يزيد عمرها على أكثر من ثلاثة آلاف عام، بجانب آثار أقدام ورسومات ونقوش في غاية البراعة. وعملت إمارة منطقة جازان على منظومة تنموية وخدمية شاملة في محافظة الريث، ووفرت الفرص الاستثمارية الواعدة بالمجال السياحي لاستغلال المقومات الطبيعية والتاريخية والسياحية، وليس ذلك في محافظة الريث فحسب بل بجميع محافظات المنطقة من أجل دعم وتطوير البنية التحتية لصناعة السياحة في المنطقة وتنميتها وفق الرؤية الوطنية 2030. مقصد لعشاق السياحة والمغامرة جانب من الجبال