نوعيات مختلفه من البشر تقابلهم يوميا منهم من يكون شديد الحرص على التعرف عليك دائب العمل لتكوين صداقة قد تظهر على أنها تعدٍّ للحدود أو نوع من فرض الذات عليك ربما تقدر مشاعره أو تتخوف من تلك الشخصية وتبدأ في التهرب منها لأنك تعتبر صاحبها شخصا متطفلا وقد تقرر الابتعاد عنه وتجنبه وقد لا يفهم مرارا محاولاتك للابتعاد إلا إذا كنت صاحب شخصية حادة أو صريحة أو تصادمية فتتدخل وتنهي العلاقة بنوع من الحدة بما يتسبب في أذى لمشاعره دون أن تدري وقد يكون في أشد الاحتياج لتكوين صداقات أو صلات بينه وبين من يتعرف عليهم ولكن أسلوبه يتسبب في إزعاج من حوله. قد يكون نشأ في بيئة مغايرة للبيئة التي نشأت بها له ثقافة تختلف عنك وحتى لغة التعبير عن المشاعر واستخدام المفردات تختلف عما اعتدت أنت عليه فبالتالي لا يمكن لتلك العلاقة أن تستمر، ربما كان احتياجه للوجود وسط مجتمع آمن أو أن يكون حُرم منه في طفولته من أسرة أو أحد الأبوين أو الأشقاء وربما كذلك إخفاقه في تكوين صداقات في صغره تكون أحد الأسباب التي تدفعه للتعجل والدخول المفاجئ في حياة من يقابلهم فيفاجأ بالاندهاش والرفض، عدد قليل من الممكن أن يستوعب تلك النوعية من البشر تكون لهم رحابة صدر وسعة أفق وبعضا من الصبر والعقلانية في تقبل الآخر وقد تكون لهم دوافع أخرى مادية أو معنوية تتمثل في كسب السمعة بأنهم أشخاصا حمولين ومحبين للآخرين وقد يكونوا كذلك بالفعل لا يمكن لأحد منا التكهن أو الجزم بما يكنه غيرنا ولكن في النهاية يقومون باحتواء أصحاب الشخصيات المتطفلة ويكونون صداقات قد تدوم أو لا تدوم حسب شدة تحملهم ومدى صبرهم. ومن ناحية أخرى تقابل أشخاصا شديدي الحذر من الآخرين تعاملاتهم تخضع دائما لحدود رسمت بأقلام من حديد وغلفت بأسلاك شائكة من الصعب تخطيها أو حتى الوصول اليها الا عندما تريد هي يتميز هؤلاء البشر بأنهم في حالة اكتفاء دائم معنويا وعاطفيا أو كانت لهم تجارب مؤلمة أعقبت علاقاتهم بآخرين وأسهمت بقدر ما في جرح مشاعرهم أو وضعهم في حالة نفسية ومرضية خرجوا منها بصعوبة وتخطوا آثارها في وقت كبير استنفذ منهم طاقتهم ووضعهم في هذه الخانة المتحفزة أو الخائفة من الدخول في علاقات وصداقات أخرى مع أناس جدد. هناك نوع آخر من الشخصيات التي لا تقدم على تكوين صداقات جديدة وهم المنتمون لعائلات مترابطة تتلخص داخلها كل معاني الصداقة والتراحم تجعلهم مكتفون بعائلاتهم ويكون وجودهم خارج البيت إما للدراسة أو العمل ليسرعوا بالعودة بعد ذلك للملاذ الآمن والأصدقاء الحقيقين من أخوة أو والد ووالدة، تعتمد العلاقات الانسانية في كافة المجتمعات على نظرية الاحتياج المتبادل سواء كان ماديا أو معنويا. الاحتياج المعنوي هو المؤثر الأكبر من وجهة نظري على كل أوجه الحياة الاجتماعية وأي تقصير في دعم أي فرد من أفراد الأسرة وجعله يشعر بأنه ركن هام يحتاج الجميع إليه ويأخذون منه المشورة في كل القضايا التي تواجه كيان البيت بالتأكيد سوف يجعل منه إنسانا باحثا على الدوام عن بديل، عن انسان يشبع لديه الرغبة في أن يكون مقبولا وشيئا هاما وعنصرا لا يمكن الاستغناء عنه وكلما كانت درجات العناية بهذا الشخص من عائلته كبيرة كلما زادت لديه الكفاية والثقة والاطمئنان والثبات في اتخاذ القرارت أو الدخول في علاقات أكثر حيادية وبتعقل ودون اجتياز حدود الغير، أما إذا كان هناك تقصير أو تهميش أو إقصاء دائم لأي فرد من أفراد الأسرة فستجده دائما يحاول الدخول في علاقات تعويضية لا ينتبه فيها إلى أنه يتجاوز حدود الغير أو ينتهك خصوصيتهم ولا يحترم رغبتهم في أن تكون علاقته بهم متوازنة من الجانبين الشخصية الانسانية غاية في التعقيد تتحكم فيها بمنتهى البساطة التنشئة والتربية السليمة ومحاولة تعريف الابن أو الابنة من البداية بأنه إلى جانب أهميته في أسرته أيضا لا بد أن يتعرف على الحدود والقيم والمعتقدات التي تحكم مجتمعه ولا يتصرف أبدا مع الغير كتصرفه العادي مع افراد اسرته وان للغير خصوصيات تحترم وان الشخصيات الانسانية ليست متساوية وان هناك طبقات ليست مادية ولكن فكرية وعقائدية كذلك وأنه عندما يتعرف على آخرين لا يقحم نفسه أبدا في حياتهم بلا داع فالصداقة والعلاقات الاجتماعية لا بد وان يحكمها التوافق في الافكار وقدرة الاطراف على التقبل والاحتياج المتبادل فقد تكون في حاجة ما لشخص وهذا الشخص يرفضك لاسباب تخصه في هذه الحالة لا بد وان تنسحب على الفور وتبحث عن آخر يتقبلك ويكون لدية مساحة لاستيعاب عيوبك وان يساعدك كذلك على تعديل سلوكك يحتاجك كما تحتاجه ويعدل حالتك من الاحتياج إلى الاكتفاء به وإن كان الأوحد في هذا العالم يكفي أنه تحملك وكانت لديه القدرة على قبولك كما أنت لو وجد هذا الشخص في حياتك فلا تبحث بعيدا عن غيره، اكتف به. كثرة العلاقات قلما تثمر عن شخص يقدرك ويتمسك بك، تمسك به جيدا اكتف به فضياعه يمكن أن يجعلك في احتياج دائم.!