تميّزت النسخ الأخيرة من دورات الألعاب الأولمبية بالجدل وتضخّم التكلفة وفوضى كوفيد- 19، وبالتالي لم يكن سهلاً إيجاد مدن مرشحة لاستضافة ألعاب 2032. بيد أن إحدى المدن الأسترالية الساطعة الشمس تبدو جاهزة لمواجهة التحدي. ستكون مدينة بريزبين بالتأكيد مضيفة 2032، عندما تجري اللجنة الأولمبية الدولية تصويتاً في طوكيو على هامش أولمبياد 2020 المؤجل. في مدن أخرى، قد يؤدّي الترشح إلى تظاهرات أو على الأقل نقاش عام قوي، لكن سكان بريزبين استقبلوا هذه الأخبار بحماسة. وقالت ماريوم عمار التي انتقلت من باكستان للعيش في بريزبين قبل سبع سنوات "المدينة رائعة والناس جميلون. وسيكون من الجميل أن يحدث شيء كهذا في المدينة". دخلت قطر أيضاً سباق الترشح لاستضافة ألعاب 2032 وكان ثمة عرض مشترك طويل الأمد بين كوريا الجنوبية والشمالية، لكن كونها ثرية ومجنونة بالرياضة يضع أستراليا في موقع متقدم لنيل شرف الاستضافة. أين تقع بريزبين؟ يقطن مدينة بريزبين الساحلية التي تتمتع برمال متلألئة، 2.3 مليون شخص. يُنظر إلى بريزبين عمومًا على أنها أكثر استرخاء وأقل عالمية من مدن أستراليا الجنوبية المترامية الأطراف. ستنتشر الأحداث في جميع أنحاء بريزبين والمدن المجاورة في ولاية كوينزلاند، بما في ذلك غولدكوست التي استضافت ألعاب الكومنولث 2018. ثمة آمال في أن تعزّز الألعاب الأولمبية مكانة بريزبين الدولية ما يجعلها أكثر جاذبية للسياح الذين يميلون إلى استخدامها كنقطة انطلاق لمناطق الجذب السياحي مثل الحاجز المرجاني العظيم. اعتمد منظّمو الألعاب نظاماً جديداً لمنح شرف استضافة ألعاب عام 2032 يقوم على الحوار، بعد أن ابتعدت المدن عن دخول المنافسة خشية ارتفاع التكاليف ومشكلة تشغيل الملاعب بعد انتهاء الألعاب. وتسمح إصلاحات "المعايير الجديدة" التي تم الكشف عنها عام 2018 باستخدام الملاعب الحالية بما في ذلك الملاعب ذات السعة الأصغر فضلاً عن البنية التحتية المؤقتة. مع وجود حوالي 85 في المئة من الأماكن التي تم بناؤها بالفعل في بريزبين وجوارها، تأمل أستراليا أن تحافظ هذه التغيرات على انخفاض التكاليف حيث تتوقع ميزانية تشغيلية تبلغ 4.5 مليارات دولار أسترالي (3.4 مليارات دولار أمريكي) مقارنة ب15.4 مليار دولار أمريكي في طوكيو. ستساهم اللجنة الأولمبية الدولية بمبلغ 2.5 مليار دولار أسترالي، ومن المتوقع أن تغطي مبيعات التذاكر والرعاية التكاليف الإضافية.