كتبت في زاوية الأسبوع الماضي مقترحًا لإدارة النصر مفاده أني لا أرى للمهاجم والهداف عبدالرزاق حمدالله مكانًا بخارطة فريق النصر الأساسية خصوصاً بعد التعاقد مع نجم دولي كبير له تجارب ناجحة على صعيد التهديف وتحقيق البطولات كالهداف الكاميروني (Vincent Aboubakar). وهذه قراءة قد تصيب وقد تخطئ، إلا أنني اعتمدت في ذلك على معطيات كثيرة لعل أبرزها علاقة عبدالرزاق حمدالله مع النصر في الموسم الماضي، وما شاب هذه العلاقة من توتر وتعالٍ كبير من النجم الهداف الذي كان قبل انطلاقة الموسم فرس الرهان لإدارة وجماهير «فارس نجد»، إلا أن نتائج هذه العلاقة المتوترة على الفريق كانت سلبية، ودفع ثمنها كثيرًا بعد أن ظل ولجولات عديدة تجاوزت نصف الدوري وهو يصارع من أجل مغادرة مراكز المؤخرة في سلم ترتيب الدوري رغم ما يمتلكه من أسماء فنية محلية وأجنبية جيدة وجهاز فني قدير، والسبب في ذلك الاعتماد في التسجيل على لاعب واحد توهم بأن الفريق لا يمكن أن ينتصر من دونه وأنه هو المنقذ له، فاتجه لعدة طرق من أهمها حرمان الفريق من قدراته في منعطفات مهمة وقاتلة أثرت على الفريق فنيًا ونفسيًا وجماهيريًا وإعلاميًا..! اليوم وأمس وبعد أن شاهدت ما يبثه المركز الإعلامي بالنادي من تقارير مصورة صوت وصورة من تدريبات الفريق في معسكره الخارجي، وما تم إعلانه من تحدٍ في أكثر من صورة ومقطع سواء كان ذلك بطريقة مباشرة أو إيحاءات ظاهرها تدريبات واستعدادت للموسم المقبل، وباطنها إعلان التحدي والتهديد الصريح للمنافسين بثنائية عبدالرزاق حمدالله والكاميروني (Vincent Aboubakar)، أقول بل أجزم بأن الموسم الجديد لن يكون أفضل من الماضي، الذي بدأ بكم مهول وسلسلة من الصفقات المحلية ثم أعقب ذلك تحدٍ وتهديد بالسيطرة على البطولات وإلتهام الفرق صغيرها وكبيرها، إلا أن ذلك التحدي وذلك الصوت المهول تلاشى شيئًا فشيئًا ليستقر الفريق في المركز السادس، ويفقد جُل مكتسباته من الموسمين السابقين، ولم تكن النتائج على مستوى التحدي الذي تم والصفقات الكبيرة التي أنجزت، وهذا ما أعنيه اليوم عندما أقول إن الموسم الجديد لن يكون أفضل من السابق، وأنا أشاهد مؤشرات الموسم الماضي تتكرر خلال هذه الأيام، وكأن نتائج كرة القدم مضمونة وقبل ذلك رسائل المركز الإعلامي الذي من المؤكد أنه يعبر عن وجهة نظر رسمية للإدارة مفادها تهديد صريح للمنافسين بثنائية عبدالرزاق حمدالله والكاميروني (Vincent Aboubakar)، وهذا إن تم كما يمرر المركز الإعلامي خطأ جسيم ونتائجه على الفريق وخيمة والأيام المقبلة ستثبت ذلك، فمهاجم أثبت خلال الثلاثة مواسم الماضية أنانيته وحبه لنفسه أكثر من الفريق، وخذلانه له في أكثر من موقف حاسم، استمراره ما هو إلا «بالون» في خارطة الفريق قابل للانفجار في أي لحظة، وبالتالي تعكير صفو أجواء الفريق في عز المنافسات كما حدث الموسم الماضي وقبله في عدة مواجهات ولقاءات كان الفريق بحاجة للهدوء لا التصعيد. الرهان على استمرار عبدالرزاق حمدالله بصفوف الفريق في المرحلة المقبلة سواء كان أساسيًا بتشكيلة الفريق أو احتياطيًا ما هو إلا مكابرة، نتائجها وضررها على الفريق لا تخفى على محبي هذا الكيان والمقربين منه، فالمنافسات المقبلة المحلية والقارية صعبة ومتعددة وبحاجة للتركيز والهدوء في ظل الطموحات الكبيرة لعشاق وأنصار الفريق، لعل أهمها وأبرزها تحقيق دوري أبطال آسيا الذي طال انتظاره كثيرًا في ظل ما يجده الفريق من دعم مالي وجماهيري وإعلامي مهول وضخم لم يسبق أن ناله أو حظي به أي فريق آخر، وهذا لا يمكن أن يتحقق إذا لم تكن هناك دراسة عميقة لوضع الفريق واحتياجاته بعيدًا عن العواطف والأهواء وتحقيق رغبات الجماهير. فاصلة: في ظل تغيير الأشخاص واستمرار المنهجية الموحدة يبدو أننا سنردد في كل موسم ما سبقه من عبارات وأعذار، فلا جديد يذكر بل قديم يعاد.. ويعاد.