التفكير النقدي تفكير هادف ينتج عنه رأي مستقل لأنه يعتمد على أسس موضوعية ومعايير علمية وليس على العواطف والعلاقات الشخصية. هو تفكير يتمتع صاحبه بمهارة التحليل الموضوعي، والمنطق والقدرة على الاستنتاج والتمييز بين الآراء والحقائق.. في بيئة العمل وفي المدارس والجامعات والمعاهد ومراكز البحوث وفي مجال التربية بشكل عام، في كل مكان وزمان، لن تستفيد من إنسان يقول لك (نعم) في كل الظروف. في العمل، لن يستفيد المدير من موظف أو مستشار يوافق على كل شيء، لهذا السبب يلجأ بعض المديرين إلى تأجيل الرأي أو القرار حتى يسمعوا من فريق العمل أو المستشارين. المجاملة التي تقود إلى (نعم) بالموافقة على تنفيذ عمل غير أخلاقي أو مخالف للنظام سيكون مآلها الندم بعد فوات الأوان. الرأي المستقل لا يشترى من البقالة، هو نتاج تعليم وتربية وتدريب. في البيت يحصل خلط بين احترام الوالدين وبين أهمية تعبير الأطفال والشباب عن آرائهم. يعتقد بعض الآباء أن رأي الابن المخالف لرأيه هو سلوك يعبر عن عدم الاحترام. في المقابل يفتخر آباء آخرون بأبنائهم الذين لا يمنعهم الاحترام من إبداء رأي قد لا يتفق مع رأي الأب. الرأي المستقل يفتح نافذة على المستقبل دون أن ينفصل تماماً عن الماضي. في بيئة العمل، المدير الواثق من نفسه يستثمر صاحب الرأي المستقل، ومن يطرح الأسئلة والأفكار الجديدة والمبادرات، يرحب بمن يطرح الحلول ولا يكتفي بسرد المشكلات. يعتمد على من ينضم لفكر التطوير وقطار المستقبل. في طريق المستقبل من يقف في محطة واحدة خوفاً من المحطات القادمة لن يكون ضمن فريق قائد طموح. يمكن للمدير أن يتبع أسلوباً في التعرف على الموظف الذي يعبر عن رأيه بصراحة يتمثل في أن يعرض المدير على الموظف مسودة قرار من إعداده أو كلمة افتتاحية كتبها لمناسبة معينة ثم يوجه سؤالاً للموظف: هل يمكن أن توضح لي ما الأخطاء في هذه المسودة أو في هذه الكلمة؟ الأسلوب الآخر يحدث أثناء الاجتماعات ومناقشة مشروع جديد يطرحه المدير للمناقشة فيجد أن الأغلبية يؤيدونه رغم أن المشروع المطروح لم يوزع إلا أثناء الاجتماع ولم يكن هناك وقت كافٍ للاطلاع علية بتمعن تساعد المطلع على تكوين رأي أو طرح الأسئلة التي تعبر عن تفكير نقدي. أحياناً يغير الإنسان رأيه ليس عن قناعة ولكن لأن والده أو رئيسه أو صديقه فعلوا ذلك رغبة في كسب رضاهم. التفكير النقدي تفكير هادف ينتج عنه رأي مستقل لأنه يعتمد على أسس موضوعية ومعايير علمية وليس على العواطف والعلاقات الشخصية. هو تفكير يتمتع صاحبه بمهارة التحليل الموضوعي، والمنطق والقدرة على الاستنتاج والتمييز بين الآراء والحقائق، التفكير النقدي لا يبحث عن تخطئة الآخرين وإنما هو تحليل موضوعي منطقي يهدف إلى التوصل إلى رأي أو نتيجة أو اتخاذ قرار أو حل لمشكلة ولا يخضع لأفكار وآراء جاهزة. هذا النوع من التفكير مهارة يكتسبها الإنسان بالتعليم والقراءة والتدريب والممارسة في البيت والمدرسة والجامعة وفي ميادين العمل المختلفة. الرأي المستقل يستند إلى الأسس التي يعتمد عليها التفكير النقدي، أما الرأي غير المستقل فهو يغرف من صندوق آراء جاهزة تبث كلاماً مرسلاً وأفكاراً قاطعة لا تقبل النقاش. وزارة التعليم في خطتها التطويرية الطموحة تتجه نحو بناء شخصية الطالب بجوانبها المختلفة المعرفية والمهارية والفكرية والأخلاقية وهذا ما نقرؤه في حديث معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ حين أعلن في خطوة تطويرية مهمة أن الوزارة تعمل حالياً على إعداد مناهج دراسية في التفكير النقدي والفلسفة بهدف تنمية قيم حرية التفكير والتسامح وعدم التعصب الفكري لدى الطلاب والطالبات، وتمكينهم من ممارسة مهارات التفكير الناقد والفلسفي في المواقف الحياتية المختلفة.