قرر الاتحاد السعودي لكرة القدم استحداث مسابقة الدوري الرديف اعتباراً من الموسم الرياضي بعد القادم 2022 / 2023م لأندية دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وأوضح الاتحاد السعودي بأن الهدف من هذا القرار هو تمكين اللاعبين الصاعدين من درجة الشباب لخوض عدد مباريات أكبر، ومشاركة لاعبي الفريق الأول غير الأساسيين وزيادة دقائق مشاركتهم خلال الموسم، وأحدث هذا القرار ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض لهذا القرار، وهناك من يرى بأن في هذا القرار تحميل وزارة الرياضة أعباء مالية كبيرة من صيانة الملاعب وتكاليف الحكام والسكن والإعاشة، والأندية كذلك تتحمل أعباء مالية إضافية بتعاقدها مع الأجهزة الفنية والإدارية ورواتب اللاعبين وتنقلاتهم وإقامتهم وتجهيزهم للمشاركة في هذه البطولة. وهناك من يؤيد هذا القرار ويتفق مع الاتحاد السعودي بضرورة منح فرصة أكبر للاعبين الصاعدين مع أنديتهم وعدم الاضطرار إلى إعارتهم لأندية أخرى وتستفيد منهم أنديتهم في الفريق الأول تحت أي ظرف كما حصل مسبقاً لبعض الأندية بعد إصابة أغلب لاعبيها بفايروس كورونا ولم تجد البديل، وسيكون هذا القرار جيداً متى ما وجد الدعم الكافي من الاتحاد السعودي للأندية وكذلك التسويق الجيد لهذه البطولة بزيادة مداخيل الأندية وليس العكس، خصوصاً وأن أغلب الأندية تعاني من المصاريف الكبيرة التي تثقل كاهلها كما أعلنت لجنة الكفاءة المالية أخيراً بوجود أكثر من 600 مليون ريال ديوناً على أندية دوري كأس الأمير محمد بن سلمان ونتمنى تخفيض هذه المبالغ في المواسم المقبلة وليس زيادتها. فلدينا أندية وخصوصاً أندية "الوسط" تعتمد في مداخيلها المادية على إعارة لاعبيها للأندية الأخرى وربما تفقد هذه الأندية هذه الميزة مع استحداث الدوري الرديف، ولا تستفيد هذه الأندية مادياً فقط بل كذلك يستفيد لاعبوها المعارون وخصوصاً للأندية الكبيرة تطوير مستوياتهم ومهاراتهم بمشاركتهم مع لاعبين دوليين لديهم خبرة كبيرة سواء المحليين من لاعبي المنتخب السعودي أو حتى الأجانب الذين لديهم خبرات كبيرة مسبقاً في دوريات عالمية. نقطة أخرى مهمة وعلى الاتحاد السعودي أن يدرسها جيداً وهي "صيانة الملاعب" فلدينا بفضل الله منشآت رياضية ضخمة ولكن بكل أسف تعاني دائماً من مشكلات عديدة في الصيانة حتى وصل الحال أن يلعب الأهلي مثلاً دوري أبطال آسيا في الملعب الرديف لملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، بسبب حاجة الملعب الرئيس للصيانة، وإذا كانت الفرق الرئيسة في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين تعاني من الملاعب فماذا سيكون وضع الأندية في الدوري الرديف؟ كل ما أتمناه من الاتحاد السعودي لكرة القدم هو إعادة دراسة "الدوري الرديف" والبحث من الآن عن رعاة لهذا الدوري وزيادة الدعم المادي ومداخيل الأندية حتى لا تعاني الأندية مستقبلاً "مادياً" نتيجة المشاركة في الدوري الرديف وأن يكون هذا الدوري مفيداً للأندية مادياً وكذلك إبراز المواهب وليس العكس. طلال بن محفوظ - جدة