كنت وما زلت أزداد قناعة أن سلبيات شريحة كبيرة من الإعلام الرياضي السعودي وتحديدًا الذي تصدر المشهد فضائياً لسنوات طويلة سابقة أكبر من إيجابياته بكثير، وأكبر سلبية صدرتها شريحة الإعلام هذه هي اختزال الرياضة في كرة القدم فقط، حتى وصلت ذهنية المشجع أن متابعة لعبة أخرى أو الحديث عن رياضة أخرى هو صدام للتيار وكسر لمنطق المحتوى الذي اعتاد عليه هذا المشجع رؤيته أو سماعه أو قراءته. الفترة حالياً تشهد ذروة المنافسة في الNBA بالوصول لنهائيات القسم، وشهدت ذروة المنافسة في دوري الأمم العالمي للكرة الطائرة، وشهدت بطولة آسيا للأندية لكرة اليد (في جدة) أحداثاً مليئة بالمتعة والإثارة، كانت تمر بهدوء بجانب كم حقق فريقك من بطولة؟ وكم عدد دوريات المناطق؟ ومن أسطورة ناديك؟ إلخ.. من الجدليات العقيمة التي اعتدنا سماعها عقوداً من الزمن وما زال البعض يكررها بلا ملل. الرياضة السعودية تشهد طفرة رياضية غير مسبوقة ومعدل صرف تاريخي على استضافات رياضية مختلفة لمعظم الألعاب المختلفة فردية أو جماعية، ولتنجح هذه الاستضافات أنت بحاجة لإعلام يصدر هذه الألعاب للمجتمع بشكل محترف ويظهر جوانب متعة هذه الألعاب وقيمتها، لا من يختزل الرياضة في كرة القدم فحسب، وليت تعاطيه مع كرة القدم إيجابي أو يظهر جوانبها الممتعة. السطر الأخير: صناع المحتوى في "تويتر" زادوا شريحة متابعة بعض الألعاب المختلفة (تحديدًا الNBA) ، وهذا وحده دليل كافٍ أنه لو امتلكت إعلاماً محترفاً صاحب منطق ومعلومة ومحتوى مثرٍ ستنجح بسهولة في نشر ثقافة الألعاب المختلفة وتكسر جمود اختزال الرياضة في كرة القدم فقط، هذا لن يغير في تعاطي المشجع فحسب بل سينعكس إيجابياً حتى على إدارات الأندية ويجبرها على نوعية عمل أفضل في ألعابها المختلفة.