كنت ومازلت مؤمنا أن سلبيات شريحة كبيرة من إعلامنا الرياضي بالذات ممن يتصدرون المشهد الفضائي أكبر من إيجابياتهم بكثير، فسلبيات هؤلاء لم تتوقف على تصدير الجهل ونشر التعصب في المدرجات، وما سبق ليس مجال حديثنا في هذا المقال، بل سأتوقف عند واحدة من أهم السلبيات التي قد لا يتم الانتباه لها وهي أن إعلامنا بشكل مباشر وغير مباشر ساهم في اختزال مفهوم الرياضة في لعبة كرة القدم، حتى بات الحديث عن غيرها أمرًا غير مألوف. الرياضة السعودية تعيش اليوم أفضل عصورها على الإطلاق لأنه وببساطة القيادة الرشيدة ممثلة بسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - يؤمن بصناعة الرياضة على مختلف الأصعدة من مسابقات محلية أو استضافات عالمية، والأخيرة تحديدًا من المفترض أن تسهم بتغيير الصورة النمطية للرياضة في أذهان شريحة كبيرة من الجمهور الذين لا يرون مفهوم الرياضة خارج نطاق كرة القدم، وهذا بالتأكيد اختزال غير صحي سواء كممارسة أو حتى متابعة وشغف فالرياضة أوسع من أن يتم اختزالها في لعبة مهما بلغت شعبيتها. استضافة «فورمولا إي» ورالي داكار، وبطولة العالم لكرة اليد سوبر غلوب، وغيرها من الأحداث العالمية الكبرى كانت في يوم من الأيام بمثابة حلم لأي رياضي سعودي، هذا الحلم أصبح واقعا جميلا نعيشه اليوم ولا ينقصه سوى إعلام محترف يتعامل مع هذه الأحداث بما يليق بقيمتها ويساهم ولو بشكل نسبي في نشر ثقافة هذه الألعاب في وسطنا الرياضي، لا أن تمر هذه الاستضافات الضخمة والمتتالية من دون أي انتباه. السطر الأخير: نظّم بالأمس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية والذهنية سباق «لومان 24» العالمي في نسخة افتراضية هي الأولى من نوعها للسباق الشهير والذي تمتد عراقته لعام 1923، حدث بهذا الحجم مر مرور الكرام كغيره لأننا وبكل أسف نفتقد للإعلام المطلع والمثقف الذي يعي قيمة هذه الاستضافات والأحداث العالمية، الدور السلبي للإعلام الرياضي يبطئ من نسق النهضة الرياضية الكبيرة التي تعيشها البلاد وهذا أمر محبط جدًا.