قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان -في خطبة الجمعة-: إن ما نعانيه من لفح ولهيب الصيف وشدة الحر والعواصف المثيرة للأتربة أمر يستدعي تذكر حال الضعفاء والعجزة الذين يعانون منها ولا حيلة لهم، فارحموا ضعفهم وعجزهم وسدوا حاجتهم وواسوهم وأعينوهم وتعاهدوهم فإنما ترحمون وتنصرون بضعفائكم، نفسوا الكرب والهموم وفرجوا الأحزان والغموم، «فمن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه». وأضاف: لا يقبل من المسلم أن تكون شدة الحر عامل خمول وكسل يقعد عن العبادة والعمل ويعطل عن أداء الصلاة مع الجماعة، فاحتساب الأجر في هذه المشقة عظيم، فإن الأجر بقدر النصب والعناء، والجنة حفت بالمكاره، وأيام الشدة واللأواء أيام امتحان واختبار وابتلاء. وأردف قائلاً: الله خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا، فأحسنوا العمل قبل فوات الأجل وقد أكرم الله من كان قلبه معلقا بالمساجد بالظل الظليل يوم القيامة، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلاّ ظله: الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة ربه ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق فأخفى صدقته حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه». وقال: عباد الله أقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعفه لكم ويغفر لكم، قال الله تعالى: «من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة، وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً»، وقد أكرم الله من أنظر معسراً أو وضع له بالظل الظليل يوم القيامة.