تجاوزت كولومبيا عتبة المئة ألف وفاة جراء فيروس كورونا في حين كشفت كوبا بأن نسبة فعالية لقاحها التجريبي "أبدالا"، الأول في منطقة أميركا اللاتينية، تبلغ أكثر من 90 في المئة. وبينما سمح تحسن الوضع الصحي لبعض الدول في العالم على غرار فرنسا واليابان بتخفيف قيود مكافحة كوفيد، يتسارع تفشي الوباء في دول أخرى خصوصاً في روسيا وإندونيسيا والبرازيل. وعلى الرغم من أن أوروبا قررت فتح حدودها أمام الأميركيين، تبقي الولاياتالمتحدة أبوابها مغلقة وترفض إعطاء أي موعد لرفع محتمل للقيود السارية غالباً منذ 15 شهراً. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في حديث مع وكالة فرانس برس، "نحن متحمّسون لرؤية الرحلات العابرة للأطلسي تُستأنف ما إن يسمح بذلك العلم" لكنني "لست قادراً على تحديد مدة لأن ذلك يعود بشكل كبير إلى تطور الوضع الوبائي" و"النسخ المتحوّرة". تجاوزت كولومبيا الإثنين عتبة المئة ألف وفاة بكوفيد-19 كما سجّلت الدولة الأميركية اللاتينية أكبر حصيلة وفيات يومية بالفيروس (حوالى 650 وفاة)، بحسب ما أعلنت وزارة الصحّة. ونسبة لعدد سكّانها البالغ 50 مليون نسمة، كولومبيا هي رابع دولة في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي من حيث عدد الوفيات الناجمة عن الجائحة والسادسة من حيث عدد الإصابات، وفقاً لتعداد أجرته وكالة فرانس برس. في المقابل، رحّبت كوبا، إحدى الدول الأقلّ تضرراً من الوباء في المنطقة مع أقل من 170 ألف إصابة بينها 1170 وفاة من أصل 11,2 مليون نسمة، الاثنين بإعلان أن لقاحها التجريبي "أبدالا" أظهر أنّه فعّال بنسبة تفوق 90% ضد المرض. وكتبت مجموعة "بيوكوبافارما" الحكومية الكوبية التي يتبع لها "مركز الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية" في تغريدة إنّ "أبدالا، اللّقاح الذي يطوّره مركز الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية، يظهر فعالية بنسبة 92,28% بعد ثلاث جرعات". * رغم الحظر - وبلغ هذا اللّقاح التجريبي المرحلة النهائية من التجارب السريرية ومن المتوقّع أن يحصل في أواخر يونيو الجاري أو مطلع يوليو المقبل على ترخيص رسمي من السلطات الكوبية باستخدامه. وبدأ تلقيح جزء من السكان في منتصف مايو. كان معهد فينلاي للّقاحات أعلن السبت أنّ لقاح "سوبيرانا 2" الذي يطوّره يؤمّن فعالية بنسبة 62% بعد تناول الجرعة الثانية من ثلاث جرعات يجب أن يتلقّاها المرء لتحصينه بالكامل ضدّ كوفيد-19. ومن المتوقّع أن يحصل هذا اللقاح التجريبي أيضاً على الترخيص الرسمي باستخدامه قريباً. وإذا حصل هذان اللّقاحان على التراخيص كما هو متوقّع ستصبح كوبا أول دولة في أميركا اللاتينية تطوّر لقاحات مضادّة لكوفيد-19 وتنتجها على الرّغم من الصعوبات التي يواجهها علماؤها بسبب الحظر الأميركي المفروض عليها منذ 1962 والذي تم تشديده في عهد رئيس الولايات المتّحدة السابق دونالد ترامب. حدّدت الحكومة الكوبية هدفاً يقضي بتلقيح 70% من سكان البلاد البالغ عددهم 11,2 مليون نسمة بحلول أغسطس، على أن يتم تطعيم الجميع قبل نهاية السنة. وتقول الحكومة إنها على تواصل مع أكثر من 30 دولة بشأن لقاحيها التجريبيين. من جهتها، أعلنت جنوب إفريقيا الاثنين المرحلة الأولى لمنح القارة قدرة إنتاج لقاحات مضادة لكوفيد، لكن سيستغرق الأمر وقتاً لتنفيذ المشروع في وقت "يواصل الناس الموت"، وفق قول الرئيس سيريل رامافوزا. * إيطاليا بدون كمامات قريباً - في المقابل، تشهد دول أوروبية عدة تحسناً واضحاً على الصعيد الصحي. وتستعدّ إيطاليا، إحدى الدول الأوروبية الأكثر تضرراً من الوباء، لإلغاء إلزامية وضع الكمامات في الخارج. وأعلن وزير الصحّة الإيطالي روبرتو سبيرانزا على حسابه على موقع فيسبوك أنه "اعتباراً من 28 يونيو، سننهي العمل بإلزامية وضع الكمامات في الهواء الطلق". وأضاف أنّ هذا القرار سيسري في المناطق المصنّفة "بيضاء" أي حيث يتفشّى الفيروس بوتيرة بطيئة. وحالياً كل إيطاليا مصنّفة "بيضاء" باستثناء وادي أوستا، المنطقة الصغيرة الواقعة في شمال البلاد. من جهتها، أجرت الهند لأول مرّة تجارب لتسليم حزم بواسطة طائرات مسيرة على مسافة عشرات الكيلومترات، ما يتيح مستقبلا إرسال أدوية ولقاحات ضد فيروس كورونا إلى مناطق نائية من البلاد. وأُجيز لعشرين شركة ومنظمة منذ مايو إجراء طلعات تجريبية لمسافة تفوق المدى المسموح به للطائرات المسيرة والذي حددته الحكومة ب450 م. ومن بين هذه الشركات ثروتل أيروسبيس سيستمز التي نفذت الاثنين طلعات تجريبية لطائرتين مسيرتين في ولاية كارناتاكا الجنوبية، إحداها قادرة على اجتياز مسافة عشرين كلم بحمولة زنتها كيلوغرام واحد، والثانية قادرة على اجتياز 15 كلم حاملة كيلوغرامين. كما طرحت الحكومة هذا الشهر استدراج عروض لمشغلي الطائرات المسيرة لمساعدتها على تنفيذ مشروع رائد لتسليم لوازم طبية، بهدف تكثيف حملة التلقيح ضد فيروس كورونا. وقال بحسب ما نقلت عنه صحيفة "ذي هيندو" "نحتاج إلى حملة تلقيح ذكية بدل حملة تلقيح جماعية لاحتواء وباء".