استلهمت فكرة المقال من حديث سيدي سمو ولي العهد محمد بن سلمان، قائدنا نحو المستقبل المشرق وصاحب الرؤية العظيمة. حينما أشار في لقائه مع الإعلامي عبدالله المديفر إلى (الشغف)، واستوقفتنا ليلتها هذه المفردة جميعاً. بحثت في معاجم اللغة وفي مواقع التواصل الاجتماعي وأنا أكتب هذا المقال عن تعريف يختصر هذه الكلمة، ومن أجمل التعاريف التي وجدتها (الشغف): "ميل قوي نحو هدف أو نشاط بحب ورغبة وقدرة حتى يصبح جزءاً من هوية الفرد". نعم نعم هذا هو التعريف الأقرب لاختصار هذه الكلمة الكبيرة. لو تأملنا لوجدنا كثيرا من المسؤولين والعلماء والأدباء والمديرين عرفوا بهذه الميزة ووصلوا بمنظوماتهم العملية وأعمالهم الشخصية إلى دائرة النجاح، وهذا هو سرهم الأول فكل مبدع وكل ناجح "شغوف" بما يعمله وما عمله. عزيزي الموظف/ة للشغف سحر آخاذ يسيطر على وجدانك وشعورك، فلا تُحس بالوقت في عملك، وتنقضي الساعات وكأنها دقائق، الشغف علامة على النجاح، وميزة لمن لديه رغبة في الإنجاز ولديه طموح ورؤية وأهداف. (الشغف) نقطة جوهرية ومفصلية لتأدية العمل على أكمل وجه، وتنعكس روح من يتسم بهذه الميزة بالإشعاع والنشاط والهمة العالية والطاقة الإيجابية على منظومة العمل بأكملها. في بيئة العمل عندما يتحلى مديرك بهذا (الشغف) فإنه بلا شك ينشر ثقافة العمل الصالح والمنتج، وينعكس هذا على الموظفين، وتراهم يداً واحدة وبهمةٍ عالية وإنتاجية مذهلة وفكر وأفكار خلاقة إبداعية، بعكس إذا كان المدير "روتينيا" ويرى أن عمله مجرد تأدية واجب، لا يعمل بحب، و يُشعر من يعمل معه بأنه أُجبر على هذا العمل أو تولاه من دون طموح ولا شغف. باختصار العمل مع من لا يملك "الشغف" محبط، والعمل مع من يملكه نجاح. وأعتقد أنه أصبح من الضروري بعد كلمة قائدنا نحو المستقبل، اختيار بل تفضيل من لديه (الشغف) على الذي لا يملك إلا الشهادة للمهام الإدارية، ولتأدية المهام الكبرى التي يتطلبها العمل. وفي الختام دعاءٌ لمن عمل (بشغف) وطموحٍ عالٍ ليرتقي بفريقه وبمنظومته العملية لنهضة البلد وتحقيق تطلعات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين إلى مصاف العالم المتقدم.