أبرزت الجهود والخدمات التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن تميزها في تمكينهم من أداء نسكهم بيسر وسهولة وأمن واطمئنان، ورغم تفشي فيروس كورونا الذي أرعب العالم، فقد واصلت المملكة جهودها لخدمة المعتمرين والحجاج والزوار، وشهد العالم في العام الماضي حجاً استثنائياً نجحت فيه المملكة بشهادة الجميع، كما شهد العالم بعمرة هذا العام في شهر رمضان المبارك، والتي كانت عمرة استثنائية. وأوضح المستشار المتخصص في خدمات الحج والعمرة أحمد صالح حلبي ل"الرياض"، أن إعلان وزارة الحج والعمرة بقصر إتاحة التسجيل للراغبين في أداء مناسك الحج لعام 1442ه للمواطنين والمقيمين داخل المملكة فقط بإجمالي 60 ألف حاج، جاء بعد دراسة متكاملة للأوضاع الصحية بالعالم، فكانت أولى الخطوات العمل على وضع شروط أداء فريضة الحج لهذا العام وفقاً للتدابير والإجراءات الوقائية والاحترازية والأمنية والتنظيمية، والمعايير الصحية التي تضمن الحفاظ على صحة الحجاج وتأدية مناسكهم بيسر وسهولة، وأداء فريضة الحج هذا العام، يعني استمراريته وعدم توقفه، رغم استمرار معدلات الإصابات به عالمياً، واستمرارية صعوبة القضاء عليه، وإقامة حج هذا العام وإن كان بأعداد محدودة، يأتي من حرص المملكة الدائم على سلامة قاصدي الحرمين الشريفين. وأضاف: لعل البعض يذكر ما حدث في عصر الدولة العباسية وتحديداً عام 357ه، فقد أورد أبو الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي المتوفى سنة 774ه، في الجزء الحادي عشر صفحة 265 ما تعرض له الحجاج من داء أصابهم، وقال: "عرض للناس «داء الماشري» فمات به خلق كثير، وفيها مات أكثر جمال الحجيج في الطريق من العطش، ولم يصل منهم إلى مكة إلا القليل، بل مات أكثر من وصل منهم بعد الحج"، ورجح حينها بأنه الطاعون، خاصة أن تأثيراته انعكست على الحجاج سريعاً، ومن هنا يتضح أن ما أصدرته حكومة المملكة فيما يتعلق بالحج، إنما هو قرار هدفه حماية الإنسان والحفاظ على سلامته.