تحظى قضايا الشعوب العربية والإسلامية كافة باهتمام ورعاية المملكة العربية السعودية، حيث تسعى دائماً بلا كلل ولا ملل وبجهد دؤوب، ودعم قوي لتقريب وجهات النظر ووحدة الصف واجتماع الكلمة ونشر رسالة السلام وتحقيق التضامن على المستويين الإسلامي والدولي، تمثل ذلك في المؤتمر الإسلامي الذي انعقد بمكةالمكرمة الخميس الماضي تحت مظلة رابطة العالم الإسلامي وبرعاية كريمة من المملكة ومشاركة باكستانوأفغانستان، وختم بتوقيع كبار المسؤولين والعلماء في جمهوريتي باكستانوأفغانستان الإعلان التاريخي الذي سمي ب"إعلان السلام في أفغانستان". مؤتمر إعلان السلام في أفغانستان.. وقفة سعودية تحقق المصالحة وترسخ دعائم السلام وحول ذلك، قال الباحث والمهتم بالعلاقات السعودية - الباكستانية د. راسخ الكشميري في حديث له مع "الرياض": "لم تكن هذه المرة الأولى التي تستضيف فيها المملكة العربية السعودية حدثاً من أجل إحلال السلام في المناطق المتصارعة وبين الأطراف المتناحرة والعناصر المتحاربة، سواء كانت في شرق العالم الإسلامي أم في غربه، فهي السبَّاقة دائماً لذلك، في دور يليق بها من منطلق زعامتها العالم الإسلامي". مؤكداً على أن دورها الريادي بصفتها رأس الهرم الإسلامي وحاضنة الحرمين الشريفين معروف ومعلوم للجميع، وأن التاريخ يحفظ لها مواقفها المشرفة من كافة قضايا الأمة كالقضية الفلسطينية وإحلال السلام الإثيوبي والإريتري من خلال اتفاقية السلام في جدة والمبادرة اليمنية والآن حيال القضية الأفغانية، ومن قبل فقد جمعت القادة الأفغانيين على أرض السلام والإسلام رحاب بيت الله العتيق مكةالمكرمة. وأوضح الكشميري أن مشاركة باكستان في المؤتمر تدل على محوريتها ودورها المركزي في القضية الأفغانية. مشيراً إلى ما ذكره السفير الباكستاني لدى المملكة بلال أكبر في افتتاحية المؤتمر من أن هذا المؤتمر وهذا الاجتماع المبارك سيساعد على إعادة السلام والاستقرار إلى أفغانستان. وعن القضية الأفغانية قال د. الكشميري: هي متشابكة فأميركا التي دخلت أفغانستان بعد الحادي عشر من سبتمبر الشهير ليست هي الطرف الوحيد في القضية، فالبلدان المجاورة في المنطقة مثل باكستان، والصين، وإيران، وروسيا، والهند كلها ترى أن لها مصالح أمنية واقتصادية في أفغانستان يجب أن تُحفظ وذلك حسب معطيات كل دولة وقربها من أفغانستان أو مصالحها الاستراتيجية فيها. وذكر أن النزاعات الدولية بين الصين والقوى الغربية بالإضافة إلى الأطراف الداخلية الأفغانية المتمثلة في طالبان والحكومة الأفغانية برئاسة أشرف غني هي أسباب مباشرة لحدوث واستمرار الخلاف السياسي والعسكري في المنطقة. موضحاً أن الحكومة الأفغانية تنادي بأن تلتحق طالبان بالنظام السياسي الأفغاني بينما لطالبان كلمة أخرى إذ يرون أنهم الأساس والقوة الفاعلة في أفغانستان. وأوضح الكشميري أن الأمر في أفغانستان معقد جداً، وأن المتابعين للنشاط الأفغاني يرون أن انسحاب أميركا دون وضع أي خطة لحل سياسي للنظام الأفغاني سيتبعه فوضى داخلية في أفغانستان لن تسلم منها حتى دول الجوار بسبب كثرة الأطراف الأفغانية التي تسعى للسيطرة على النظام السياسي الأفغاني، وبالأخص باكستان التي تواجه الكثير من الضغوط الأميركية لإقامة قواعد عسكرية أميركية على أراضيها فيما ترفض باكستان ذلك وتضع في الاعتبار مصالح البلاد الخاصة. وتمنى د. الكشميري أن تستثمر الأطراف المبادرة السعودية ويغلب صوت العقل والمنطق الداعي إلى إحلال السلام، وبالتالي التنمية والتطور وأن تسير مخرجات المؤتمر (إعلان السلام في أفغانستان) كما خُطط لها، وكما تسعى الدول الإسلامية وعلى رأسها المملكة وباكستان ودول المنطقة إلى أن يُثمر وأن يكون الانسحاب الأميركي انسيابياً تسبقه خطة سياسية تحفظ الداخل الأفغاني من الفوضى.