خمسة وستون عامًا هو عمر نادي الهلال غاب قليلاً عن البطولات وحضر كثيراً بل إنه أقل الأندية الكبيرة عمراً لكنه صغير العمر كبير المنجز والمكانة فلم يصبح الهلال كبير الأندية في المملكة العربية السعودية في البطولات الرسمية 62 بل هو كبير أندية القارة ببطولاته السبع التي زينت قمصانه بالسبع نجوم ولم يكتفِ باللقب القاري السابع من الملعب، بل إنه حقق رابع العالم بتجربته العالمية بعد أن حصد اللقب الآسيوي في سايتاما وشرف الكرة السعودية والآسيوية بالدوحة وكان خير من مثّل القارة في تلك النسخة بكسبه بطل إفريقيا وقتاله الذي أحرج فيه فلامينغو البرازيلي بمستواه الكبير رغم الإرهاق الذي عانى منه لاعبو الزعيم العالمي من طول المشوار وكثرة المشاركات المحلية والقارية وكذلك الوطنية للاعبيه الدوليين، فعاد وحقق كأس الملك والدوري مرتين متتاليتين رغم أن نسخة 2020-2021 كانت هي الأصعب والأشرس ولكن زعيم البطولات حققها رغم كل الصعاب التي مر بها من تغير مدربين وإصابة لاعبين فلم يلعب هذا الموسم بتشكيل كامل بلا غيابات ومع ذلك هو طرف ثابت بالمنافسة على اللقب فتارة الأول ومرة الثاني وأخرى الثالث الذي لم يطل المكوث فيه سوى جولة وما إن أحس نجوم الزعيم بالخطر ورأوا غضب محبي البطل حيث إن مقولتهم إن لم أكن الأول فلا فرق بين الثاني و"الثامن" أو الأخير، فعندها انتفض الأسد وزأر بوجه كل من واجهه ليقول: اللقب لي وعاد من جديد يقاتل ويدافع عن لقبه في النسخة الأصعب والكأس الاستثنائي هذه النسخة. وحسب حوارٍ لي كان مع اللاعب الدولي السابق عبدالله فودة "العمدة" قال لي: بأن هذا أصعب دوري مر عليه طوال تجربته الرياضية كلاعب ومتابع، ولكن الهلال ولد على يد مؤسسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله ليكون بطلاً ومن خلال الإدارات المتوالية التي مرت على الهلال ظل رقماً صعباً فاق أقرانه كثيراً فبطولاته الرسمية 62 وأقرب منافسيه الاتحاد ب35 وألقاب الهلال الدورية 17 وحقق آخر لقبين منها خلال عشرة أشهر فقط في أولوية هلالية جديدة ووسع الفارق مع أقرب منافسيه الاتحاد 8 ألقاب تساويًا مع النصر أي بفارق يفوق الضعف، فماذا ينتظر الهلال؟ هل يريد أن يسبق عمره ببطولاته وهو المتوقع؟ فنقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله فالهلال لا يسابق إلا نفسه وإن وضع هدفًا أمامه لا يكف حتى يحققه. خاتمة.. شكراً إدارة الأستاذ فهد بن سعد بن نافل رئيس الهلال على تقديمه عملاً يتسم بالرزانة والهدوء دون الخوض بمهاترات مع المنافسين أو التشكيك باللجان أو التحكيم تفرغ لناديه وقدم لمحبيه الذهب خلال عامين أربع بطولات وترك لغيره الغضب والتشكيك والتعب، فلم يسيء لأحد ولم يرد على من أساؤوا له أو لناديه بل ترك الرد من قبل الإدارة القانونية تقوم بواجبها بكل هدوء وبعيداً عن الصخب والضجيج، فمثل هذه النماذج في وسطنا الرياضي نتمنى أن يستفاد من تواجدها وتقديمها الدروس بالمجان في فن التعامل والإدارة وحسن "التدبير المالي". عبدالحكيم العضيب - الرياض