بادئ ذي بدء لا أدعي أنني في ثنايا هذا المقال سوف آتي بما لم يأت به النقاد وعموم الجمهور، ولكنها نثار أفكار لا أبالغ إنْ قلت إنها تراكمت على مدى سنوات وتتجدد كلما شاهدت آراء الناس في وسائل التواصل الاجتماعي فآثرت جمعها وعرضها بين ناظريكم لإيماني العميق بأن كل الآراء التي تنشر في الجريدة الكبيرة "الرياض" تحظى بالمتابعة؛ عسى أن يجد معالي وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي - وفقه الله - والمسؤولين في الإذاعة والتلفزيون في سطوري المتواضعة ما يستحق الاهتمام والتطوير. يقتضي الإنصاف والموضوعية القول إن ما قدمه ويقدمه معالي الوزير وسعادة رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الأستاذ محمد بن فهد الحارثي من أعمال سواء على مستوى ترتيب الهيكل الوظيفي لقيادات الإذاعة والتلفزيون أو على مستوى نوعية البرامج التلفزيونية والإذاعية يستحق الاحترام والتقدير، وقد ظهر ذلك جليا من وجهة نظري خلال الدورة البرامجية في شهر رمضان المنصرم مع خالص الدعوات باستمرار هذا التطور الملحوظ في ظل الدعم غير المحدود الذي يجده هذا القطاع المهم من لدن مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد حفظهما الله ورعاهما. إن ما تشهده بلادنا الغالية من حراك ثقافي غير مسبوق يستحق مواكبته بقناة تلفزيونية مستقلة وربما أن إعادة القناة الثقافية هو أفضل ما يمكن عمله، والحقيقة أنا كغيري من المشاهدين العاديين لا نعلم سببا مقنعا لتوقفها رغم كل النجاحات التي حققتها وفق الإمكانات المتاحة في ذلك الوقت، فما الذي يمنع عودتها مرة أخرى بحلة جديدة؟ كما أن إضافة البعض من كنوز مكتبة التلفزيون التي شاهدنا جزءا بسيطا منها في قناة ذكريات سيكون أمرا رائعا كإعادة حفلات الافتتاح لمهرجان الجنادرية الوطني للتراث والثقافة وحفلات العرضة السعودية المصاحبة لفعاليات المهرجان وكذلك الندوات القيّمة التي أقيمت ضمن الفعاليات، كما أن إعادة البرامج الحوارية المعنيّة بالشأن الثقافي سيثري برأيي الشخصي محتوى القناة أذكر منها على سبيل المثال برامج (هذا هو) و (هكذا تكلموا) و (ما بين أيديهم) و (وجهاً لوجه) التي قدمها الأستاذ محمد رضا نصرالله، وكذلك برنامج (مراجعات ثقافية) الذي قدمه الدكتور محمد العوين حيث استمتعنا بتلكم البرامج وهي تستضيف نخبة من رجال الثقافة والأدب والشعر والفن والفكر على مستوى الوطن العربي، ما زال في الجعبة الكثير في الجزء الثاني من هذا المقال وحتى ذلك الحين أستودعكم الله.