من يصنع السكر ومن يجمعه، ربما لا يحبه ولا يستمر بتذوقه، لكنه يصّر على تصديره وتوزيعه والحرص على وجوده وبقائه. مشاعر السكر هي الحديث اللطيف والكلمة الجميلة والعبارة الآسرة، تزيدك في نطقها انتعاشاً وفي سماعها ارتياحاً، وتبقى في محيط دائرتك لذة الشوق والتشوق، وتزرع الصورة الجميلة وتتنفس مزيداً من جمال الإيحاء الذي يبعث شعورا من السعادة. مشاعر السكر تستقبل ولا تقبل، تتملكها ولا تملكها!، تثيرك ولا تثار، تشبعك ولا تتشبع منها. لها قانون يقوم على فلسفة تتلخص فيما يلي: انتشاره لا يعني سهولة الحصول عليه، ووصوله إليك لا يحق لك تملكه أو الاحتفاظ به. والبدايات أقسى من النهايات، وله وجهان، أولهما يمنحك الفرصة، وثانيهما يقاسمك ألمه في جميع محطاته، لهذا انتزع من قانون السكر لذة الأشياء بانتظامها وتوازنها، وعدم الثبات من ارتفاع وانخفاض تثير مخاوفك، والتعايش معه لا يعني الثقة المفرطة فيه، بل الحذر من التقلبات المفاجئة، ولا تغرك رائحة الجاذبية وقوة المغناطيس لأنها تفقدك انضباطك، وهكذا يبقى مجتمع قانون السكر محاطاً بتحذيرات لا تنتهي، ومن أهمها الكلام المعسول، قد يكون مدسوسا بالسم الذي يقضي عليك ويفتك بك، ليس كل من أجاد الاستقبال لا يجيد إيصالك باطمئنان، والنهايات تصنعها مواقف الغياب، وفواجع الأحداث، وغياب العطاء، الذي يُكْثر من الكلام الأجمل في كل المواقف، ثق أنه لا يريد لك حتى أبسط الجمال، الوجه المتعدد ثقته موزعة ومتعددة. لا تغرك اللحظات الجميلة، والاهتمام المفاجئ، والعناية المميزة. السكر بكل تفاصيله تذوقاً ومشاعراً وقانوناً يقوم على أن الحياة بكل مراحلها مختلطة بفرح تتذوقه وحزن تتأثر منه، وغياب يكسرك، وصدمات تفتك بك، وتنال منك! الحياة ليست صالحة إلا لمن يتعايش، ويتصالح، ويتسامح، لكن احذر من أن تغرق بمسيرة القناعة على أنها الأجمل في كل حالتها وأحوالها، وتذكر أنه حتى السكر مشاعر مختلفة اسمها سكر معتدل، وسكر زيادة، إلى أن تصل إلى مرحلة من دون سكر لأنه يؤذيك ويؤثر على صحتك. عبدالله سليمان السحيمي