نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولين استخباراتيين إسرائيليين قولهم إن إيران لا علاقة لها بالأحداث الأخيرة التي اندلعت في غزة ولكنّها أرادت إرسال رسائل غير مباشرة بأن تقف وراء الاصطدامات الأخيرة لتقول إنها انتقمت من إسرائيل بعد سلسلة الضربات التي تلقّتها إيران داخل الأراضي الإيرانية وخارجها. وكتبت "نيويورك تايمز"، تحاول القيادة الإيرانية وجمهور النظام الإيراني عبر منصات مثل "Club House" إظهار مسؤولية إيران عن الأحداث الأخيرة بشكل ممنهج وخاصة بعد الشكر الذي وجهه إسماعيل هنية لإيران إلا أن تقييم الاستخبارات الإسرائيلية الأخير يقول إن إيران لا علاقة لها بالأحداث التي أخذت حماس زمام المبادرة فيها بمعزل عن إيران. وقال المحلل السياسي مئير جافيدانفار ل"نيويورك تايمز" إن الحرب كانت فرصة لإيران المهزومة منذ عهد دونالد ترمب لتصوير آلاف الصواريخ التي أطلقت من غزة على أنها انتقام شخصي لما ألحقته بها إسرائيل والولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة. وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، ليئور هايات بعدم وجود أي معلومات أو أدلة على ارتباط إيران أو مسؤوليتها عن الهجمات الأخيرة. وقال فابيان هينز، الخبير المستقل في الشؤون العسكرية الإيرانية، إن إيران أرسلت في الماضي معدّات ومواد أولية لبناء الصواريخ إلا أن تهريب الأسلحة والصواريخ الإيرانيةلغزة المحاصر خلال السنوات الماضية بات أمراً صعباً للغاية ما دفع حماس إلى الاعتماد على ما يتوفر من مواد أولية لبناء صواريخها البدائية التي تستخدم لصنعها أنابيب المياه والقنابل غير المنفجرة. ورأت "نيويورك تايمز" أن الشعب داخل إيران يرفض الانتقام من إسرائيل رفضاً قاطعاً ما أدى إلى تجنّب قيام إيران بالرد على أي من الاعتداءات التي طالتها من مصرع سليماني إلى تدمير منشأة نطنز النووية خاصة في ظل الضائقة الاقتصادية الفادحة التي تعيشها إيران والجماعات المرتبطة بها في ظل استمرار العقوبات وعدم التوصل إلى تفاهم جديد مع إدارة جو بايدن. وذكّرت الصحيفة بشعارات رفعها المتظاهرون الإيرانيون أثناء احتجاجاتهم الأخيرة مثل شعار "لا لغزة ولا للبنان.. حياتي لإيران" حيث يؤكد الشعب الإيراني باستمرار على عدم قدرة بلاده استيعاب كل هذه الحروب بالوكالة التي تورّط بها النظام الإيراني. من جهة أخرى، شارك المئات من الفلسطينيين في قطاع غزة، في أكبر حملة تطوعية أطلقتها بلدية غزة، باسم "حنعمرها"؛ لإزالة آثار العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة. وبدأت الحملة أمس بمشاركة أكثر من ألف متطوع من جمعيات ومؤسسات وأحزاب سياسية وعائلات المدينة، وفرق تطوعية مختلفة، بالإضافة إلى موظفي البلدية، من أمام برج الشروق المدمر. وأعلن رئيس البلدية يحيى السراج، في كلمة له، انطلاق حملة "حنعمرها" بهدف تنظيف شوارع المدينة من آثار العدوان بمشاركة مجتمعية واسعة، وللتأكيد أن الشعب الفلسطيني قادر على إعادة إعمار ما دمره الاحتلال بسواعد أبنائه، وبمشاركة مؤسسات مختلفة من المجتمع المحلي. وأشاد رئيس البلدية بدور المشاركين في الحملة من مؤسسات ومتطوعين، مؤكداً أن انطلاق الحملة اليوم هو نقطة بداية لإزالة آثار ما خلفه العدوان، والبدء في إعادة الحياة للمدينة ومرافقها الحيوية بمشاركة جميع فئات المجتمع، بدءًا بتنظيف شارع "عمر المختار" أكبر شوارع بغزة وفتح الطرق للمارّة. وبيَّنت البلدية أن الحملة تستمر أسبوعاً كاملاً؛ بهدف تنظيف المدينة وشوارعها أوليًّا، وإعادة الحيوية والنشاط للمدينة، وإزالة مخلفات العدوان من الأرصفة والطرقات، وتسهيل الحركة في المدينة. ومن جهته قال القيادي الفتحاوي د. سفيان أبو زايدة، والذي شارك في الحملة: "هذه جماهير شعبنا اليوم تأتي لرفع وإزالة آثار العدوان الإسرائيلي من شوارع غزة، بعد عدوان إسرائيلي استمر 11 يوماً. نحن اليوم نسابق الوقت من أجل إعادة تنظيف غزة وترميمها وإعمارها". وتقدم بالتحية لأبناء الشعب الفلسطيني على صمودهم وثباتهم أمام العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، مؤكداً أن فطرة الشعب الفلسطيني هي التمسك بحقوقه والثبات على مبادئه والاستمرار في النضال حتى انتزاعها كاملة.