تواصلت ردود الفعل المنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة. وطالب عدد من الدول بوقف العدوان فوراً، فيما استمرت التظاهرات في مدن عربية وغربية. وفتحت جماعات إسلامية في أفغانستان وإيران وإندونيسيا باب التطوع ل"الجهاد"في غزة. وأرسلت السعودية طائرتي إجلاء طبي بطواقمهما الطبية إلى مطار العريش في مصر صباح أمس لنقل مصابين وجرحى فلسطينيين إلى مستشفيات سعودية لتلقي العلاج اللازم. وتحتوي الطائرة الواحدة على 7 أسرّة عناية مركزة مزودة أحدث الأجهزة الطبية و14 سريراً عادياً. وتعذر وصول المصابين من الفلسطينيين إلى العريش حتى مساء أمس، بحسب وكالة الأنباء السعودية، بسبب استمرار الاعتداءات الإسرائيلية. وأوضح وزير الصحة السعودي الدكتور حمد المانع للوكالة أن الطائرتين مجهزتان بأحدث الوسائل لنقل المصابين الذين يحتاجون إلى عناية فائقة. وأكد اكتمال التجهيزات لاستقبال المصابين والجرحى الفلسطينيين. وأطلقت"الندوة العالمية للشباب الإسلامي"حملة في جميع مناطق السعودية لإغاثة الفلسطينيين في غزة. وأعلنت تقديم مساعدة عاجلة قدرها 3 ملايين ريال كدفعة أولى. ودعت العلماء والدعاة ومنظمات المجتمع المدني والمواطنين والمقيمين إلى دعم سكان غزة والإسهام في إنقاذ المنكوبين في القطاع. كما انطلقت أمس أولى قوافل المساعدات الإنسانية الأردنية إلى غزة، وهي عبارة عن 16 شاحنة تنقل مواداً تموينية ومستلزمات طبية وألف وحدة دم وألف وحدة بلازما دم تبرع بها أردنيون خلال الأيام الماضية. وتواصلت المسيرات الشعبية الغاضبة في أنحاء البلاد، وكانت أكبرها التي انطلقت من مجمع النقابات المهنية في عمان إلى رئاسة الوزراء. وشارك في المسيرة نحو 30 ألف شخص رفعوا شعارات منددة بالعدوان ومطالبة بكسر الحصار وقطع علاقات بعض الدول العربية بإسرائيل والعودة إلى"الكفاح المسلح". وصادرت الأجهزة الأمنية من المتظاهرين صورة للرئيس جورج بوش عُلقت عليها أحذية، فيما فتحت الطرق أمامهم. وسلم قادة النقابات وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال ناصر جودة رسالة بمطالبهم التي تتلخص في"إلغاء معاهدة وادي عربة وقطع العلاقات الديبلوماسية مع اسرائيل والسعي إلى عقد قمة عربية على أرض غزة والاستمرار في بذل الجهود لوقف العدوان". وتظاهر مئات العراقيين أمس في بغداد والكوفة استنكاراً للعدوان على غزة، وسار مئات انطلاقاً من مدينة الصدر بدعوة من التيار الصدري، في اتجاه ساحة المستنصرية في شرق بغداد، مرددين هتافات تندد بإسرائيل والولايات المتحدة. وفي الكوفة، تظاهر مئات من أنصار التيار منددين بالعدوان، وأحرقوا العلم الإسرائيلي. وفرضت السلطات إجراءات أمنية حول التظاهرات. وشهدت المنامة لليوم الرابع على التوالي تظاهرات ضد الهجوم الإسرائيلي شارك فيها نحو 2500 شخص. وتجمع المتظاهرون الذي لبوا دعوة ست جمعيات سياسية بحرينية قرب جامع"الفاتح"أكبر مساجد العاصمة ورددوا هتافات تنتقد الدول العربية وتدعو إلى تحرك سريع ووقف كل أشكال التطبيع مع إسرائيل. وردد المتظاهرون، وبينهم مئات من النساء، هتافات مثل:"الموت لإسرائيل"،"اضرب اضرب يا قسام... لا تخلي صهيوني ينام"،"لا سنية ولا شيعية، كلنا ضد الصهيونية". وجاء في بيان باسم الجمعيات المنظمة أُلقي أثناء التظاهرة أن"ما يحدث في غزة هو عار على النظام العربي الرسمي الذي تتواصل اتصالاته مع العدو الصهيوني في السر والعلن... فالصمت تآمر والمشاركة في الحصار والتجويع تآمر واستمرار الاتصالات تآمر... وما كان الكيان الصهيوني ليجرؤ على مواصلة الحصار وارتكاب المجزرة تلو الأخرى لولا هذا الهوان العربي والتخاذل والتآمر لإسقاط ومحاربة كل قوى الممانعة في الوطن العربي". وفي الجزائر، وزع الفلسطينيون الأدوار منذ أول يوم من القصف الإسرائيلي بين نشاطات في مقر السفارة وتجمعات يقودها ممثل حركة"حماس"صلاح أبو أحمد، وبيانات تندد ب"التواطؤ الدولي والصمت العربي والاسلامي"، في وقت ما يزال قرار منع التظاهرات في شوارع العاصمة منذ بداية الألفية يحول دون تمكين تنظيم تظاهرات، الأمر الذي دفع أحزابا وجمعيات لإطلاق أصوات الغضب في قاعات مغلقة في العاصمة. وخرج الكثير من سكان العاصمة عن"العرف"، فتحول كثير من المقاهي والبيوت والشرفات إلى منابر لإدانة العدوان، وعلقت الأعلام الفلسطينية وشعارات تنادي بوقف العدوان. كما وصلت إلى السفارة معونات بسيطة من أغطية وأدوية نقلها بعض سكان العاصمة كتضامن"رمزي"مع أهل غزة. وقال الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي الإسلامي عبد الحميد مهري مخاطبا الفلسطينيين في غزة:"هاكم الثورة الجزائرية خذوا منها ما ينفعكم"، وشدد على رفض أي دعوة إسرائيلية لوقف المقاومة قبل المفاوضات. وطالبت"وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"أونروا المجتمع الدولي"بتحقيق دولي في القتل الذي يتعرض له المدنيون والطلاب والأطفال في قطاع غزة"في المذبحة الاسرائيلية المستمرة منذ ثلاثة أيام في شكل غير مسبوق، فيما قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تشعر ب"قلق بالغ"لارتفاع أعداد المصابين من الفلسطينيين بسبب الغارات الجوية. من جهتها، عبّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان صحافي ليل الأحد - الأثنين عن"قلقها البالغ إزاء العدد المتزايد من المصابين داخل قطاع غزة". وقالت مندوبة اللجنة الدولية للصحة في غزة ماريان روبين ويتنغتون:"يخشى الناس من الخروج إلى الشوارع التي هي فعلا خالية من المارة، أما المستشفيات فتغص بالمصابين وهي غير قادرة على مواجهة أعداد وأنواع الإصابات التي يتواصل توافدها". وأكدت اللجنة أن"تدفق جرحى الحرب ادى إلى إرهاق مروع لمستشفيات غزة التي كانت في الأصل ترزح تحت أعباء تفوق إمكاناتها، وهي بحاجة ماسة إلى المعدات الطبية". وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة بيير ويتاش إن"أولى الأولويات لدينا هي إيصال المزيد من الإمدادات الطبية إلى المستشفيات فورا، ولهذا من الضروري أن يسمح بدخول هذه المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة". وناشد"الذين يشاركون في العمليات العدائية ضبط النفس، وتذكرهم اللجنة بإلحاح بواجبهم القاضي بالامتثال في كل الأوقات للقانون الدولي الإنساني"الذي"يقضي بوجوب التمييز الواضح بين السكان المدنيين والأهداف المدنية من جهة، والأهداف العسكرية من جهة أخرى". دولياً، ضم الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون صوته إلى مجلس الأمن الذي دعا إلى وقف كل أعمال العنف في غزةوجنوب إسرائيل. وقالت الناطقة باسمه ميشال مونتاس في بيان إن الأمين العام"ينضم إلى دعوة مجلس الأمن إلى وقف فوري لكل أعمال العنف والأنشطة العسكرية"، مضيفة أنه"يأسف لاستمرار العنف ويدعو بإلحاح مرة أخرى إلى وقف كل أعمال العنف". وجدد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أمس دعوته إلى وقف النار، مبدياً أسفه للخسائر البشرية"غير المقبولة". وحذر في مقابلة تلفزيونية من أن المنطقة تعيش"أوقاتاً خطيرة وحالكة". وسُئل عما إذا كانت الغارات الإسرائيلية مبررة، فقال إن"خسارة كل روح بشرية بريئة أمر غير مقبول. وفي هذه الحال، هناك خسائر فادحة تشمل بعض المدنيين وحتى أطفالاً". ودعت اليابان إسرائيل إلى ضبط النفس والفصائل الفلسطينية إلى التوقف عن إطلاق الصواريخ على الدولة العبرية. وقال وزير الخارجية الياباني هيروفومي ناكاسوني في بيان إن"اليابان تدعو الطرفين إلى التوقف فوراً عن استخدام القوة للحؤول دون تفاقم العنف". وبلهجة أكثر حزماً، حضت الصين إسرائيل على الوقف الفوري لعملياتها العسكرية. وقال نائب رئيس الوزراء لي كيكيانغ في بيان إن بكين"صُدمت وتشعر بالقلق العميق"جراء العدوان. وأضاف أن"العالم حريص على عملية السلام في الشرق الأوسط، واللجوء إلى القوة المسلحة لحل الخلافات، خصوصاً قتل وجرح مواطنين عاديين، يتناقض مع هذه الجهود". واعتبرت ماليزيا التي تترأس منظمة"المؤتمر الإسلامي"العدوان"غير متناسب"، محذرة من أن ذلك قد يقود إلى كارثة إنسانية. وقال رئيس الوزراء عبدالله أحمد بدوي في بيان إن بلاده"تأسف في شدة لاستخدام إسرائيل الوسائل العسكرية في شكل غير متناسب ضد شعب غزة"، مضيفاً أنه"يجب تفادي كارثة إنسانية بشتى السبل. والعنف يجب أن يتوقف حالاً". وعلى الجانب الآخر من الكرة الأرضية، طالبت المكسيك بالوقف"الفوري"للعمليات العسكرية الإسرائيلية. وعبرت عن"قلقها الشديد حيال عمليات القصف... والاستخدام المفرط للقوة من جانب الجيش الإسرائيلي". وقالت وزارة الخارجية في بيان إن مكسيكو"تنتقد أيضاً إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية من قطاع غزة". وطالبت"بالعودة إلى الحوار". من جهتها، حملت كندا مجدداً"حماس"مسؤولية تصعيد العنف في غزة. وقال وزير الخارجية الكندي لورانس كانون في بيان إن"واقع أن حماس تستهدف عن عمد وباستمرار مدنيين إسرائيليين هو السبب الكامن وراء هذه الأحداث المحزنة". وعبر عن"قلق كندا الشديد إزاء الوضع". وكرر دعوة بلاده إلى"الهدوء ووقف النار والتزام عملية السلام". ودعت باكستان إسرائيل إلى وقف غاراتها على غزة، وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان إن"الرئيس آصف علي زرداري يدين الهجمات الإسرائيلية على قطاع، ويدعو إلى وقف العمليات العسكرية والعنف الذي تسبب بخسائر في الأرواح". وأضاف أن"باكستان تدعو المجتمع الدولي للعمل فوراً على تسوية سلمية وعادلة ودائمة للقضية الفلسطينية". واعتبر أن الغارات الإسرائيلية غير شرعية وتأتي"بنتائج عكسية". وطالبت أفغانستان أمس ب"الوقف الفوري"للغارات على غزة، معتبرة ان"عمليات قتل الأبرياء لا يمكن تبريرها بدافع وحيد متعلق بسياسات حماس". وقالت الخارجية الأفغانية في بيان إنها"تتابع بقلق كبير الهجمات الأخيرة التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين الأبرياء، وتدينها بقوة". واستدعت حكومة جنوب أفريقيا السفير الإسرائيلي لديها لتعرب له عن"قلقها العميق"حيال"الاعتداء العنيف"على غزة. ونقل بيان رسمي عن مساعدة وزير خارجية جنوب أفريقيا فاطمة هاجيغ قولها للسفير الإسرائيلي دوف سيغيف شتاينبرغ الذي تم استدعاؤه في بريتوريا إن"ما يحصل هو انتهاك فاضح لحقوق السكان في غزة". واعتبرت أن الدمار والخسائر البشرية التي خلفها القصف الإسرائيلي"لا يمكن قبولها"، داعية إسرائيل إلى وقف هذه العمليات"فوراً". وطالبت الأطراف كافة بالعودة من دون شروط إلى المفاوضات بهدف التوصل إلى حل دائم للنزاع. وطلب مجلس الشيوخ الموريتاني أمس من الحكومة قطع العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل عقب الغارات في غزة. واعتبر أنها"لم تسهم في أي مرحلة في السلام"بين العرب والإسرائيليين. ودعا إلى استدعاء السفير الموريتاني في اسرائيل والطلب من سفير إسرائيل في نواكشوط"مغادرة البلاد على الفور". ودان"الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على الفلسطينيين". وندد"بالصمت المدان للعالم أجمع، والدعم الاميركي"لإسرائيل. ودان رئيس اللجنة البرلمانية في مجلس اوروبا لويس ماريا دي بويغ اطلاق"حماس"الصواريخ على اسرائيل والرد الاسرائيلي، مطالبا بإنهاء اعمال العنف في غزة، معتبرا ان"العنف والتدمير والموت... ستؤول الى مزيد من العنف والقتلى. الحل الوحيد هو الحل السياسي، من خلال وقف اطلاق النار، والحوار، والمفاوضات". واضاف انه"لا يستطيع قبول التصعيد الفتاك الذي جرى في الساعات الاخيرة". في غضون ذلك، ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية ان الاتحاد الاوروبي مستعد لزيادة مساعدته الانسانية لسكان غزة، ويرى ان الأولوية هي"لعودة التهدئة". وقال ناطق باسم الوزارة ان"اولويتنا الفورية هي وقف العنف والعودة الى الهدنة. انه الطلب الذي عبّرت عنه رئاسة مجلس الاتحاد الاوروبي فور انتهاء الهدنة ومجلس الامن الدولي مساء السبت". وتظاهر آلاف الايرانيين أمس في طهران ضد الغارات الإسرائيلية. وتجمع المتظاهرون في ساحة فلسطين وهم يرددون هتافات:"الموت لأميركا"و"الموت لإسرائيل". ورفعوا لافتة كتب عليها:"إسرائيل يجب أن تزول من خارطة العالم". وحضر أعضاء في الحكومة ومسؤولون سياسيون وعسكريون على المنصة التي رفعت خلفها لافتة كبيرة كتب عليها:"علينا أن نحشد قوانا جميعاً لتدمير إسرائيل". وذكرت وكالة أنباء محلية أمس أن مجموعة من رجال الدين الإيرانيين المتشددين فتحت الباب أمام المتطوعين لتسجيل أسمائهم للقتال في غزة رداً على العدوان. وقالت وكالة"فارس"للأنباء شبه الرسمية إن"جماعة العلماء المجاهدين أتاحت اعتباراً من الاثنين في موقعها على الانترنت تسجيل المتطوعين لمحاربة النظام الصهيوني إما في المجال العسكري أو المالي أو مجال الدعاية". وأشارت إلى أن الجماعة زودت المتطوعين وثيقة تسجيل تحت اسم"وثيقة التسجيل لإرسال متطوعين إلى غزة". وأضافت أن أكثر من 1100 شخص سجلوا أسماءهم للتطوع عسكرياً ضد إسرائيل، تلبية لدعوة المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي الذي أفتى بأن"من يقتل في هذا الدفاع شهيد". ودعا مقاتلو حركة"طالبان"الأفغانية المسلمين في شتى أنحاء العالم إلى الاتحاد وشن حرب على إسرائيل ردا على العدوان. وقالت في بيان نشر على موقعها على الإنترنت:"ننتظر من الامة الاسلامية ان تتخلى عن تهاونها... وتهب وتجاهد وتقدم العون على الأخص لمسلمي فلسطين والعراق وأفغانستان". وفي جاكرتا، أعلنت"جبهة حماة الإسلام"الإندونيسية المتشددة أمس أنها تنوي تجنيد ما يصل إلى ألف متطوع للقتال في غزة، رداً على العدوان. وقال الأمين العام للجبهة أحمد صبري لوبيس:"يجب أن يكون المقاتلون في حالة صحية جيدة وايمانهم قوي ومستعدون للشهادة. وسيمنحون تذكرة ذهاب فقط حتى نهزم إسرائيل". وأوضح أن الجبهة ستبدأ في تجنيد المتطوعين في مقرها في جاكرتا خلال أيام وسترسلهم إلى معسكرات تدريب لإعدادهم للقتال. ولفت إلى أن جبهته أرسلت في السابق متطوعين إلى العراق وأفغانستان. ومن قبرص أبحرت أمس سفينة استأجرها ناشطون متضامنون مع الفلسطينيين في محاولة لكسر الحصار ونقل مساعدات طبية إلى غزة. وذكرت الجراحة القبرصية ايلينا تيوكاروس، وهي إحدى أربعة أطباء على متن السفينة:"لقد اتصلت أمس بزملاء في غزة وأبلغوني بأن الإسرائيليين قصفوا مرفأ القطاع. ومن ثم، فإن رحلتنا لن تكون للنزهة". نشر في العدد: 16706 ت.م: 30-12-2008 ص: 15 ط: الرياض عنوان: مطالبات بوقف العدوان وتظاهرات وتجنيد متطوعين ... للقتال في غزة