سننطلق من الحقائق: أولاً: مرض كوفيد- 19 مرض فيروسي تحور من فيروس يصيب الحيوانات. ثانياً: تعتبر هذه الجائحة أعظم جائحة خلال مئة سنة. ثالثاً: هناك تحورات كثيرة للفيروس جعلته أسرع انتشاراً من ذي قبل وهناك مؤشرات أن الفئة العمرية امتدت لما دون الخمسين. رابعاً: هناك دول بلغت نسبة التطعيم فيها نسباً عالية جداً 100 ٪. خامساً: بوجود العوامل السابقة فإن النسبة المستهدفة للتطعيم يجب أن تزيد على 85 ٪ لكي تحد من انتشار الفيروس وتحوراته. تبقى أسئلة مهمة جداً: هل اللقاح فعال؟ وهل هو آمن؟ الجواب على هذه الأسئلة لا يخضع للرأي وإنما للبرهان. نأخذ عدة أمثلة: بريطانيا أصابتها الموجة الثانية وكانت فتاكة بلغت الوفيات اليومية فيها 1823 وفاة في اليوم الواحد بلغت نسبة التطعيم في بريطانيا 88 ٪ فما الذي حدث؟ انخفضت الوفيات اليومية إلى أقل من عشر وفيات في اليوم. ومثلها انخفضت الوفيات اليومية في دول أخرى حققت نسبة تطعيم 100 ٪ جرعة أولى من 101 وفاة يومياً إلى وفاة واحدة يومياً. وهذا لا يدع مجالاً للشك بفعالية اللقاح رغم أن النسبة الغالبية أخذت جرعة واحدة فقط، ولا شك أن الفاعلية ستزداد عندما تصل نسبة تطعيم 100 ٪ للجرعتين من اللقاح. هل هناك مخاطر؟ كل شيء في الحياة محفوف بالمخاطر، لهذا نتحدث عن النسب لنقارن. لعل الحديث كثر عن التجلطات بعد التطعيم رغم ندرتها فهل لهذا الخوف ما يبرره؟ نضع مقارنات بعيدة عن كورونا: الحمل يعرض المرأة الحامل للتجلط بمعامل يصل لخمسة أضعاف التجلط لغير الحامل استخدام حبوب منع الحمل قد يسبب التجلط في 60 حالة لكل مئة ألف امرأة تستخدم حبوب منع الحمل. أما نسبة التجلط للمسافرين على الطائرة فتصل إلى حالة تجلط من بين كل خمسة آلاف مسافر أي عشرين لكل مئة ألف. نسبة التجلط قبل مرض كوفيد للناس عامة دون سن 45 سنة تبلغ حالة واحدة لكل عشرة آلاف من السكان وترتفع مع زيادة العمر لتصل إلى 5 حالات لكل ألف شخص أي 500 حالة تجلط لكل مئة ألف شخص قبل كوفيد. نقارن ذلك بنسبة التجلط بعد تطعيم كوفيد - 19 إذ بلغت النسبة أقل من حالة واحدة من كل مئة ألف أخذوا التطعيم. من هنا نستنتج أن مخاطر التجلط بعد اللقاح ضئيلة جداً، والنتيجة الأهم أن اللقاح فعال وآمن وليس هناك مبرر للتردد بأخذه.