يوم تتجدد فيه مشاعرنا وبحب نصيغ كلماتنا، وبدعوات صادقة نكرر بيعتنا، لا عدمناك سيدي، سمعاً وطاعة دائمة بالشدة قبل الرخاء، نهضة وتطور بل تنوع وتميز، زادنا شغفاً وحباً وطموحاً للسماء، وصفت همتنا بالجبال، وأعطيت الثقة بنا علناً بلا شك أو خوف ورياء، كنت لنا النور والقوة والعطاء نحن الشباب، زادنا وجودك عزيمة وإصرار، استمعنا إليك وشاهدنا الصدق في عينيك، شعبك يا أمير الطموح يجدد البيعة في كل يوم وكل ساعة تمر، هزمت الحاسد وقتلت متعة الحاقد، شكلت لنا أرقى معاني الحب للبلاد والشغف للحصاد، العالم يهابك والشعب معك وبك لا يهاب المصاعب، يا من أثبت وأكدت أن أبناء هذه الأرض يعشقون رمالها ويتغنون في جمالها، وبتراثها وتاريخها وأصالتها نسير، لنكون نحن من يترأس السياحة بتاريخ صادق ومن الزيف خالٍ فهو كبير، حققت المستحيل وعملت لنا الكثير، وها هي السعودية العظمى تحتفل بك يا حفيد وابن الملوك، طابت ليالك، وبالخير مضت خطواتك، وبالتقدم والازدهار ورحلة طويلة من الانتصارات نخوضها سوياً بحب وولاء. تطور كبير وقالت د. دليّل بنت مطلق القحطاني - خبير ومستشار تراث وطني -: تشهد المملكة تطوراً كبيراً واهتماماً منقطع النظير في مجال السياحة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - والذي يعد رجل التاريخ الأول والداعم الكبير لمشاريع المملكة وبرامجها في المحافظة على تراثها وثقافتها والتي تعد أهم عوامل الجذب السياحي، مضيفةً: "قررت المملكة أن يكون القطاع السياحي أحد أهم الأسس التي تقوم عليها رؤية 2030 م، وذلك بالاستثمار فيه والعمل على تطويره والنهوض به وتغيير مفهومه التقليدي لتحقيق صناعة سياحة عالمية تليق بمكانة المملكة وما تملكه من مقومات حضارية وثقافية وتاريخية"، ومن الملاحظ العناية الفائقة والاهتمام من لدن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - وذلك من خلال جولاته المستمرة وعقد الاتفاقيات والتوقيع عليها لتنفيذ الكثير من المشاريع السياحية والثقافية، مما عكس صورة إيجابية للعديد من المؤشرات المتعلقة بمستقبل السياحة بالمملكة، والسعي إلى تحسين جودة الخدمات ورفع مستوى الرضا السياحي وهذا بدوره يساهم في جذب الاستثمارات العالمية ذات الجودة العالية تزيد نسبة الاستثمار في هذ القطاع المهم. خطوة رائدة وأوضحت د. دليّل القحطاني أنه بادرت المملكة ممثلة في وزارة السياحة إلى تطوير البنية التحتية ووضع التجهيزات الأساسية وتحسين الخدمات العامة لتنمية السياحة وتأهيل المواقع الأثرية وجاهزيتها للسياح، فالمملكة تملك أنماطا سياحية متعددة متمثلة في مناطق الجذب السياحي الطبيعية والأثرية والتراث العمراني والحرف والصناعات اليدوية وسياحة المعارض والمؤتمرات والسياحة الثقافية والسياحة البيئية وسياحة المنتزهات والترفيه وسياحة التعليم والتدريب والتسوق والرياضة وغيرها، ويعد برنامج التحول الوطني أحد أهم الركائز الأساسية لتطور السياحة فقد أدى هذا البرنامج دوراً كبيراً في تغيير مفهوم السياحة وتقبل المجتمع له، كما شمل هذا التطور إصدار قرارات تنظيمية متعددة ساهمت في ارتفاع مستوى السياحة، حيث يعد إصدار قرار التأشيرة السياحية الذي صدر عام 2019م خطوة رائدة في تقدم السياحة، كذلك إصدار قرار تقديم دعم قروض للاستثمار في القطاع السياحي، وإنشاء مشاريع كبرى في القطاع السياحي مثل مشروع نيوم ومشروع البحر الأحمر ومشروع القدية ومشروع جدة داون تاون، وكذلك مشروع تطوير الضيافة لمكة والمدينة وزيادة الطاقة الاستيعابية لزوارها وغير ذلك من المشاريع الكبيرة التي ستصنع سياحة عالمية جاذبة للمملكة وتحقق رؤية 2030م الطموحة، أيضا سعت الوزارة إلى بناء القدرات المؤسسية وتوفير فرص عمل متعددة، وتطوير مهارات وكفاءات العاملين في هذا القطاع، وشرعت المملكة في الاستفادة من التجارب الناجحة في هذا المجال وعملت على تطبيق المعايير الدولية ووضع الإجراءات الأمنية واللوحات الإرشادية. دعم الجهود وذكرت د. دليّل القحطاني أنه اتضح من كلمة وفد المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة خلال الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ضمن مناقشة موضوع تنفيذ المدونة العالمية لأخلاقيات السياحة أن المملكة سعت إلى دعم جميع الجهود التي تسهم في تطوير السياحة إلى جانب تعزيز التعاون الدولي والجهود المشتركة لدعم قطاع السياحة الذي تضرر من جائحة كوفيد - 19 وبذل الجهود للتعافي منه حيث تم العمل على حملة "صيف السعودية يتنفس" مع تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية لحماية الجميع، كما اعتمدت المملكة الاستراتيجية الوطنية للسياحة التي تهدف إلى رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي إلى ما يزيد على 10 % بحلول 2030م، وتوفير العدد الأكبر من الفرص الوظيفية تماشياً مع رؤية المملكة 2030م، إضافة إلى إنشاء التأشيرة السعودية التي تسمح لمواطني 49 دولة الحصول عليها إلكترونياً، وتشمل ال49 دولة ما يقارب 80 % من طاقة الانفاق السياحي على مستوى العالم وتضم 75 % من قاصدي الرحلات السياحية. وأضافت: تم تأهيل الشباب من الجنسين ضمن برامج تدريبية متخصصة لتفعيل دورهم في القطاع السياحي وتمكين المرشدين السياحيين بكفاءة عالية لنقل صورة إيجابية عن السياحة المملكة، وبحسب تقرير المؤشر العالمي للسياحة الإسلامية لسنة 2019م فقد احتلت المملكة أولى الوجهات العربية تفضيلاً من قبل السياح المسلمين ورابعها عالمياً ضمن قائمة الوجهات العشر الأولى الأكثر زيارة من قبل السياح المسلمين من بين 130 دولة، راجيةً من الله سبحانه وتعالى أن يبارك الجهود ويحقق الأهداف وأن يديم على وطننا الأمن والأمان في ظل قيادتنا الرشيدة، وأن نرى مملكتنا الغالية تتمتع بمكانة رفيعة ومستوى عالٍ على خريطة السياحة العالمية. محل جذب وقالت مها بنت محمد الرميح - مديرة ومشرفة متحف تاريخ التعليم -: السياحة في المملكة هي أحد القطاعات الناشئة ذات النمو السريع، وتمثل أحد المحاور المهمة لرؤية السعودية 2030، كما وأنها إضافة للمكنوز التاريخي والتراثي والتنوع الطبيعي والثقافي للسعودية، وقبل كل هذا أكرمها الله بأن تعد أرضها مهد الدين الإسلامي ما يجعلها محل جذب سياحي، حيث يقصد المسجد الحرام والمسجد النبوي ملايين المسلمين لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة والزيارة، مشيرةً إلى أن خطوة أخرى للتطوير السياحي وضعها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - رعاه الله - صانع السياسات والذي يسعى وفق برنامج الرؤية 2030 لتنويع الاقتصاد وجذب المزيد من الاستثمارات الخارجية وتوسيع القطاع الخاص، منوهةً بقولها: في 27 سبتمبر 2019م استحدثت السعودية، للمرة الأولى في تاريخها، تأشيرة سياحية تتيح لجميع مواطني دول العالم القدوم إليها على مدار العام وفق تنظيمات جديدة تضمنت إمكانية الحصول على التأشيرة إلكترونيا أو عند الوصول لأحد منافذ الدخول، كما لا تشترط إلزامية وجود المرافق للمرأة، أو ضرورة لبسها للعباءة، مع وجوب التقيد بالنظام والذوق العام، وباتت السياحة تلقى دعماً متزايداً من الحكومة السعودية التي تعمل حالياً على تنفيذ عمليات تطوير شاملة لمنظومة القطاع السياحي، تشمل عدداً من المشاريع الكبرى، وتحديث وتطوير البنية التحتية، وتأهيل المواقع السياحية والتراثية، والارتقاء بقطاع الإيواء ووكالات السفر والخدمات السياحية، وتطوير الأنشطة والفعاليات في المواقع السياحية، فضلاً عن تنمية الموارد البشرية السياحية. فعالية متزايدة وأكدت مها الرميح على أنه تسعى هيئة السياحة لاستكمال مهمتها نحو تحويل السياحة إلى قطاع اقتصادي يسهم بفعالية متزايدة في الناتج القومي الإجمالي، ودعم الاقتصاد الوطني بعائدات تصل إلى 10 %، وتوفير ما يصل إلى 1.6 مليون وظيفة في عام 2030م، وحول المشروع العالمي ذَا لاين علّقت الرميح: إطلاق مشروع مدينة "ذا لاين" في منطقة نيوم على البحر الأحمر، يؤكد للجميع إلى أن المدينة ستكون بمثابة ثورة حضارية يكون الإنسان محورها الرئيس وهي مدينة مليونية بصفر انبعاثات كربونية، كذلك منطقة نيوم ستركز على تسعة قطاعات استثمارية متخصصة تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية، وهي مستقبل الطاقة والمياه، ومستقبل التنقل، ومستقبل التقنيات الحيوية، ومستقبل الغذاء، ومستقبل العلوم التقنية والرقمية، ومستقبل التصنيع المتطور، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي، ومستقبل الترفيه، ومستقبل المعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات. وجهة متكاملة وحول مشروع القدية ذكرت مها الرميح أنه يتربع في موقع مهيب يختصر حكاية قرون من الزمن، حيث إنها منذ زمن بعيد كانت قرية القدية تمتد على طول أحد طرق التجارة والحج التي تمر عبر شبه الجزيرة العربية، مضيفةً أنه بدأ عصر القدية الجديد بتاريخ 25 أبريل من عام 2016م عندما أعلنت حكومة المملكة رؤية 2030، برنامجًا للازدهار المستمر، فهي حقاً وجهة متكاملة ستصبح بمثابة عاصمة للترفيه والثقافة والفنون في المملكة، بقيادة كريمة من ولي العهد أمير الشباب، بدأت تؤتي ثمارها، مع تدفق الزوار الأجانب إلى مناطق الجذب السياحية بعد أَن كانت مغلقة لعقود مضت، مُختتمةً: على الرغم من أن المملكة تستقبل حوالي 15 مليون زائر دولي سنويًا، معظمهم من أجل الحج، فقد اقتصرت السياحة إلى حد كبير على الرحلات الجانبية بعد اجتماعات العمل، وستكون هناك حاجة إلى تدريب ضخم وبناء فنادق لتحقيق هدف الحكومة المتمثل في 100 مليون زيارة محلية ودولية بحلول العام 2030م. الأمير محمد بن سلمان وضع القطاع السياحي كأساس في رؤية 2030 مشروع نيوم سيصنع سياحة عالمية جاذبة للمملكة إقامة دورات لتنمية مهارات التعامل مع السائح المملكة تمتلك المكنوز التاريخي والتراثي مشروع القدية وجهة متكاملة للترفيه والثقافة والفنون